أكدت أحزاب وقوى سياسية يمنية رفضها لما سمّي ب«الإعلان الدستوري» الذي أعلنته اللجان الثورية التابعة لميليشيات الحوثيين، بالعاصمة صنعاء، فيما اعتبر جنوبيون الإعلان «يخص الشماليين وليس ملزما للجنوبيين». وأعلن حزب البعث العربي الاشتراكي القومي رفضه للإعلان الدستوري، معتبرا إياه انقلابا على السلطة ودستور دولة الوحدة وكل الاتفاقات والبروتوكولات المبرمة بين دولة الوحدة والمنظمات العربية والإقليمية والدولية بما فيها جامعة الدول العربية ومجلس تعاون دول الخليجي العربي والأمم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة . ودعا الحزب في بيان له، كافة القوى والمكونات السياسية والشعبية اليمنية إلى إدانة ورفض ما وصفه ب الإعلان الانقلابي ، والخروج إلى الشوارع والساحات والميادين العامة رفضا لما وصفه ب الانقلاب على الدولة والشرعية الدستورية ، في محاولة ل تحرير العاصمة صنعاء وبقية المدن اليمنية من الميليشيات الحوثية واستعادة الدولة ومؤسساتها الدستورية ومحاكمة الانقلابيين الذين عطلوا عمل الدولة ونهبوا معسكرات الجيش والأمن . وبينما لم يعلن حزب التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، موقفا رسميا من الإعلان الدستوري ، إلا أنه دعا في بيان له، أمانته العامة إلى اجتماع عاجل للوقوف أمام الإعلان الدستوري وتحديد موقف نهائي منه . من جانبها قالت الهيئة الوطنية، إحدى أبرز مكونات الحراك الجنوبي، إن شعب الجنوب متمسك بهدف التحرير والاستقلال وبناء دولة الجنوب العربي ، كما دعت الجنوبيين ل الصف ودعم الاصطفاف الجنوبي لمواجهة كل التحديات والمخاطر . وقالت الهيئة في بيان لها أنه ثبت أن بناء دولة مدنية في عاصمة دولة الاحتلال (صنعاء) لا أفق له في المستقبل المنظور . بدوره، قال أحمد الربيزي القيادي في الحراك الجنوبي المطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، إن إعلان الحوثي يخص الشمال وليس ملزما للجنوبيين . مضيفًا أن هذا الإجراء وما يتبعه من إجراءات مماثلة تخص شمال اليمن، أما الجنوب فإن قضيته معروفة والحراك يناضل من أجلها، وهي استعادة دولته المستقلة . وحول مشاركة جنوبيين في فعالية الإعلان الدستوري ، قال: الحراك الجنوبي بجميع مكوناته موجود في الميدان ويناضل في سبيل قضيته، ولم يفوض أحدا للحديث باسمه، ومن حضر فإنه لا يمثل إلا نفسه . وأشار إلى أن مكونات الحراك الجنوبي ستصدر في وقت لاحق بيانا تحدد فيه موقفها مما يجري في صنعاء. وأفادت مصادر مقربة من حزب المؤتمر الشعبي، الذي يتزعمه الرئيس السابق، علي عبد الله صالح ، أنه أرجأ الإعلان عن موقفه من الإعلان الدستوري حتى وقت لاحق اليوم السبت. وفي وقت سابق، أعلن مجلس شباب الثورة اليمنية، في أول رد فعل على قرارات الحوثيين التي أسمتها الإعلان الدستوري ، رفضه المطلق له ، معتبرا أنه يمثل اغتصابا للسلطة . ويعتبر مجلس شباب الثورة أحد المكونات الكبرى في الثورة الشبابية في اليمن التي اندلعت عام 2011، وتأسس منتصف 2013، بزعامة الناشطة توكل كرمان ، الفائزة بجائزة نوبل للسلام عام 2011، ويضم نخبة من المثقفين والقيادات الشابة في الساحة اليمنية. أما محافظ شبوة الجنوبية، أحمد باحاج ، اعتبر ما حدث في صنعاء لا يعني أبناء المحافظة، لأنها تدير نفسها ولا تستلم التوجيهات من صنعاء ، وأوضح في تصريحات صحفية أن شبوة تدير أمورها من خلال السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية، بالتنسيق والتعاون مع الشخصيات الاجتماعية وقيادات في الحراك الجنوبي والفعاليات السياسية . بدوره دعا عبدالعزيز بن حبتور محافظ عدنجنوبي اليمن مساء الجمعة المجتمع الدولي لعدم الاعتراف بما وصفه ب انقلاب الحوثيين . إلى ذلك، قال مسؤول محلي بمحافظة مأرب رفض الكشف عن هويته لوكالة الأناضول، أن أبناء إقليم سبأ، ويضم مأرب، والجوف والبيضاء، يرفضون رفضًا قاطعًا الإعلان الدستوري الذي أعلنته ميليشيات الحوثيين، ويعتبرونه انقلابًا على شرعية الدولة، لافتًا أن أبناء الإقليم سيصدرون، خلال الساعات القادمة بياناً يتضمن إلى جانب رفضه للإنقلاب، تحديد مستقبل الإقليم في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها البلاد . فيما أفادت مصادر حكومية أن قيادات محافظاتعدن ولحج وابين بدأت اجتماعا طارئا لاتخاذ موقف موحد بشأن الإعلان الدستوري الذي أعلنته اللجان الثورية التابعة للحوثيين. في المقابل، رحب حزب الحق اليمني ب الإعلان الدستوري للحوثيين، ليصبح الحزب الوحيد من بين أحزاب تحالف اللقاء المشترك المكون من 6 أحزاب كانت مشاركة بالحكومة الذي يرحب بما أعلنه الحوثيون. وقال حزب الحق ، وهو مقرب من الحوثيين في بيان له إنه يعلن مباركته وتأييده للإعلان الدستوري الصادر عن اللجان الثورية اليمنية اليوم بصنعاء والذي ينظم المرحلة الانتقالية على أسس الشراكة الوطنية وبناء الدولة المنشودة" . واعتبر أن الإعلانيهدف للوصول باليمن إلى بر الأمان . وكانت ما تمسى ب اللجنة الثورية التابعة للحوثيين قد أصدرت أمس الجمعة، ما أسمته ب الإعلان الدستوري بشأن شكل الدولة اليمنية الجديدة من القصر الجمهوري في العاصمة صنعاء، وتضمن هذا الإعلان تشكيل مجلس رئاسة من خمسة أعضاء ينتخبهم المجلس الوطني، وتصادق عليه اللجنة الثورية ، إضافة إلى حل البرلمان وتشكيل المجلس الوطني الانتقالي من 551 عضوا، وذكر الإعلان أن مجلس الرئاسة يكلف من يراهم أصحاب كفاءة لتشكيل حكومة كفاءات، وحدد الفترة الانتقالية بعامين.