على الرغم من أن كوكب الأرض هو الوحيد حتى الآن الذي يمكن الحياة على سطحه؛ إلا أن هناك مكان على سطح هذا الكوكب غير صالح للحياة على الإطلاق، حيث لا يستطيع شخص ما في هذا المكان البقاء على قيد الحياة في ظروفه الطبيعية؛ إلا أن بعض الكائنات الدقيقة يمكنها التكيف للعيش في هذا المكان.. فهل سيستطيع الإنسان يومًا ما العيش به؟ في شمال مدينة تشيليالأمريكية، حيث توجد صحراء أتاكاما، يصعب على أي إنسان البقاء على قيد الحياة؛ حيث أنها خالية تمامًا من مصادر المياه النقية، وفقًا لما ذكره موقع الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فهي واحدة من أكثر الأماكن جفافًا على سطح كوكب الأرض، فهي تشبه كوكب المريخ إلى حد كبير، حيث يمكنك العيش هناك لمدة خمسين عامًا دون أن تسقط قطرة واحدة من ماء المطر. وعلى الرغم من صعوبة الحياة هناك؛ إلا أن عددًا قليلًا من المغامرين تمكن من زيارتها، ووصفها الشاعر "ألونسو دي إرثييا" في عام 1569 قائلًا: "نحو أتاكاما، بالقرب من ساحل مهجور، ترى أرضًا بلا رجال، ولا طيور، ولا حتى وحوش، ولا يوجد شجرة واحدة، أو أي غطاء نباتي". وفي حين يصنف العلماء صحراء أتاكاما باعتبارها مكان قاسي مهجور؛ إلا أنهم وجدوا عددًا قليلًا من الكائنات الحية الدقيقة تسمى endoliths، والتي استطاعت إيجاد سبيل للعيش في تلك الصحراء عن طريق إخفاء نفسها في مسام الصخور؛ حيث يوجد ما يكفي من المياه لجعلها باقية على قيد الحياة. وقال البروفيسور "جوسلين ديروجيرو"، خبير في علم الميكروبيولوجي بجامعة "جونز هوبكنز": "إن هذا النوع من الكائنات الحية يمكنه التكاثر في هذه البيئة عن طريق الاستلقاء في مسامات الصخور فقط، فهذه الكائنات لديها موهبة لا تصدق لإيجاد سبل للعيش في مثل هذه الظروف، وفي الحقيقة تعيش هذه الكائنات الدقيقة في صحراء أتاكاما منذ حوالي 4 بليون عام، وهو ما منحها فرصة كبيرة للتكيف مع شروط هذه البيئة". ولا تعتبر المياه هي الأزمة الوحيدة فقط في صحراء أتاكاما، ولكن الحرارة أيضًا تشكل عاملًا قاسيًا يحول دون الحياة بها؛ حيث تحقق هذه الصحراء رقمًا قياسيًا في الأماكن الأكثر برودة على سطح كوكب الأرض، وفي أوقات كثيرة تصل درجة الحرارة إلى صفر درجة مئوية. وصرح البروفيسور "هيلينا سانتوس"، فيزيائي الجراثيم يجامعة لشبونة: "أعتقد أن درجات الحرارة في صحراء أتاكاما يجعلها من أكثر الأماكن العدائية على سطح كوكب الأرض، فدرجة الحرارة المنخفضة إلى هذا الحد تسمح بتدمير كل شيء حي في أتاكاما".