إحباط، ويأس، وخوف من الإفراج عن مبارك وأعوانه، هذه هى الحالة التى سيطرت على الشارع المصرى أول من أمس، بعد الإعلان عن تراجع الشهود فى أقوالهم، ورغم أن التليفزيون لم ينقل المحاكمة فإن ما نقلته البرامج والصحف والمواقع زاد من مساحة الإحباط. «بث الإحباط والتحليلات المغلوطة مقصود، وشهود الإثبات لم يغيروا أقوالهم»، يجزم بهذا عدد من محامى الدفاع. وبحسب أحدهم، أقوال الشهود لا تبرئ المتهمين، كما أنهم لم ينفوا بشكل قاطع أقوالهم أمام النيابة فى ما سبق من تحقيقات، مضيفا أن أقوال الشهود غير كاملة، بسبب مواقعهم الوظيفية، فالشاهد الأول المسؤول عن الاتصال فى الأمن المركزى يمكنه معرفة الإخطارات الواردة من أى طرف لمساعد الوزير للأمن المركزى، إلا أنه لا يمكنه معرفة الاتصالات الخاصة التى جرت بين الوزير ومساعديه، لأنها تتم على خط خاص بهم وحدهم، ولا يمكن تصور أن يصدر أمر من الوزير بإطلاق النار من خلال جهاز لاسلكى عادى، يمكن للجميع سماعه. لكن على الجهة الأخرى، فمحامى حبيب العادلى، عصام البطاوى، الذى فجر مفاجأة صدور حكم بالحبس ضد الشاهد الأول، اللواء المهندس حسين سعيد موسى، سنتين، لاتهامه بإتلاف مستند خاص بذات القضية عبارة عن «سى دى»، وهو ما يعنى أن شهادته مجروحة. أكد أن شهادة الشهود الأربعة بمثابة تبرئة للعادلى ومساعديه، إلا أنه قال فى نفس الوقت إن أقوال الشهود الأربعة تتناقض مع ما جاء بأقوالهم فى تحقيقات النيابة العامة، وهو يأتى فى صالح المتهمين. ما يأمله محامو الشهداء أن لا تتسرب حالة الإحباط فى متابعة باقى الجلسات، التى تستأنف اليوم برئاسة المستشار أحمد رفعت، وجلسة اليوم هى الرابعة لمحاكمة مبارك، وتستكمل فيها المحكمة سماع شهود الإثبات، حيث يستكمل الدفاع سؤال الشاهد الرابع محمود جلال عبد الحميد الرائد بالأمن المركزى، بالإضافة إلى استجواب أربعة شهود جدد، كانت المحكمة قد طلبت من النيابة استدعاءهم فى جلسة أول من أمس.