أعلن أمس الجمعة، الديوان الملكى السعودي وفاة العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين. ولطالما كانت المملكة العربية السعودية دعما وسندا لمصر في أزماتها والتي، كما كان لخادم الحرمين الشرفين دورا بارزا فى أعقاب ثورة 30 يونيو بمصر دور لا يقل عن الدور السعودى فى حرب 73 حيث وقف العاهل السعودى إلى جانب خيار الشعب المصرى فى ثورته وكان مثالا للقائد العربى المحب لمصر وشعبها والذى يدرك الدور المصرى فى المنطقة وما يحيط بها من مخاطر. البيان التاريخى بعد ثورة 30 يونيو فكان بيان خادم الحرمين الشرفين التاريخى فى أعقاب ثورة 30 يونيو وقفة رجال إلى جانب الشعب المصرى حيث شدد من خلاله العاهل السعودى على صد الهجوم على مصر وكانت كلمته التى أستمع إليها العالم كله لتقلب الموازين ويوضح حقيقة ما يحدث ويعلن وقوف السعودية حاكما وشعبا إلى جانب الشعب المصرى وما يمر بمصر من أحداث، وساهمت وقفت حاكم الحرمين الشرفين رحمه الله فى تحجيم كل القوى التى حاولت التدخل فى الشآن الداخلى لمصر، ليعلنها صراحة فى بيان رسمى أن المملكة العربية السعودية تقف إلى جوار الشعب المصرى صفا واحداً ، وقد كان للراحل الدور البارز الذى تبعه المواقف المؤيدة للشعب المصرى واختيارته فكان دور الأمارات و الكويت والبحرين . حيث رفض العاهل السعودى رحمه الله فى بيانه أى تدخل فى الشأن الداخلى المصرى كما أعلن وقوف السعودية إلى جانب شقيقتها مصر ضد الإرهاب وأعلن أن السعودية ستقدم مساعدات لمصر بقيمة 4 مليارات دولار وهو ما قابله تعهدات مماثلة من الكويت والامارات وقتها . وقال وقتها فى بيانه التاريخي "أن الصامت عن الحق شيطان أخرس وأن المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا تقف إلى جانب شقيقتها مصر ودعا خادم الحرمين الشريفين المصريين والعرب والمسلمين إلى التصدى لكل من يحاول زعزعة أمن مصر معتبرا أن من يتدخل فى شؤون مصر الداخلية من الخارج يوقدون الفتنة وأهاب بالعرب للوقوف معاً ضد محاولات زعزعة أمن مصر وضد كل من يحاول أن يزعزع دولة لها من تاريخ الامة الإسلامية والعربية مكان الصدارة مع أشقائها من الشرفاء . وقال الملك عبد الله وقتها أن استقرار مصر يتعرض لكيد الحاقدين والكارهين فى محاولة فاشلة لضرب وحدته واستقراره وقال أن مصر ستستعيد عافيتها مؤكدا أن السعودية شعبا وحكومة تقف مع مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة وتجاه كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية وعزمها وقوتها وحقها الشرعى لردع كل عابث أو مضلل لبسطاء الناس من أشقائنا فى مصر . فيما قام الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى بزيارات عاجلة لفرنسا ضمن جولته الأوروبية لدعم مصر والتى كان لها أثرها الكبير فى إدراك حقيقة ما يحدث فى مصر . الإخوان جماعة إرهابية وخلال مرحلة ما بعد ثورة 30 يونيو تلك الفترة العصيبة التى مرت بها مصر والتى شهدت المزيد من عنف جماعة الإخوان وقيامهم بالعديد من العمليات الإرهابية كان للعاهل السعودى والمملكة دورا مميزا للوقوف بجانب شقيقتها مصر ومعاونتها فى أزماتها حيث أصدرت بيانات الإدانة والشجب ضد الجماعة الإرهابية بل وكان للسعودية والعاهل السعودة قرارات سياسية ومصيرية ففى فبراير 2014 أصدرت المملكة قرارا تاريخيا وأعلنت جماعة الإخوان كجماعة إرهابية ووضعتها على قائمة الإرهاب ، وقامت المملكة أيضا بتجريم شعار " رابعة " . مرحلة جديدة وعقب إعلان نتيجة الإنتخابات الرئاسية المصرية 2014 كان العاهل السعودى رحمه الله أو المهنئين للشعب المصرى وللرئيس عبد الفتاح السيسى وقام بإرسال رسالة أوضح فيها أن المساس بأمن مصر هو مساس بالسعودية كما دعاء الراحل إلى عقد مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين لمساعدتها فى تجاوز أزمتها الأقصادية وشارك ولى العهد السعودى الأمير سلمان بن عبد العزيز فى حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسى ، واعتبر يوم انتخاب السيسى يوما تاريخيا ومرحلة جديدة من مسيرة مصر الإسلام والعروبة . وكان بيانه الأقوى وصفا للمرحلة التى مر بها الوطن العربى حيث أشار إلى معاناة الشعب المصرى فى الفترة الماضية من فوضى أسماها البعض ممن قصر بصره على استشراف المستقبل " الفوضى الخلاقة " التى لا تعدو فى حقيقة أمرها إلا أن تكون فوضى الضياع والمصير الغامض الذى استهدف ويستهدف مقدرات الشعوب وأمنها واستقرارها . وقال الملك عبد الله بن عبد العزيز فى بيان له بعد نجاح الرئيس السيسى إن هذه الفوضى الدخيلة علينا والتي ما أنزل الله بها من سلطان، قد حان وقت قطافها دون هوادة، وخلاف ذلك لا كرامة ولا عزة لأي دولة وأمة عاجزة عن كبح جماح الخارجين على وحدة الصف والجماعة. وأضاف: إن المرحلة القادمة محملة بعظم المسؤولية التي تستدعي بالضرورة من كل رجل وامرأة من أشقائنا شعب مصر، أن يكونوا روحًا واحدة وأن يكونوا على قدر من المسؤولية والوعي واليقظة وأن يتحلّوا بالصبر، وأن يتحملوا في المرحلة القادمة كل الصعاب والعثرات، ليكونوا عونًا لرئيسهم بعد الله. وقال إن ميزان الحكم لا يستقيم إلا بضرب هامة الباطل بسيف عماده العدل وصلابته الحق، لا ترجح فيه كفة الظلم متى ما استقام، وحذّر من بطانة السوء وقال إنها تجمل وجه الظلم القبيح، غير آبهة إلا بمصالحها الخاصة، وطالب بتقبل الرأي الآخر مهما كان توجهه، وفق حوار وطني مع كل فئة لم تلوث يدها بسفك دماء الأبرياء. وأكد الراحل أن مصر العروبة والإسلام أحوج ما تكون إلينا في يومها هذا من أمسها، لتتمكن من الخروج من نفق المجهول إلى واقع يشد من أزرها، وقوتها وصلابتها في كل المجالات. ودعا الملك إلى مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين، لمساعدتها في تجاوز أزمتها الاقتصادية، وناشد كل الأشقاء والأصدقاء في الابتعاد والنأي بأنفسهم عن شؤون مصر الداخلية بأي شكل من الأشكال. وقال: إن المساس بمصر يعد مساسًا بالإسلام والعروبة، وهو في ذات الوقت مساس بالمملكة العربية السعودية، وهو مبدأ لا نقبل المساومة عليه أو النقاش حوله تحت أي ظرف كان. السعودية فى مواجهة قطر من أجل مصر لم تنتهى المواقف البطولية للعاهل السعودى فى الوقوف إلى جانب الشقيقة مصر وشعبها عند هذا الحد بل وقفت العاهل السعودى بقوة ضد قطر وموقفها الداعم لجماعة الإخوان وإعلامها الذى كان يبث الفتن والأكاذيب ضد الشعب المصرى وفى خطوة لم تحدث من قبل أعلنت السعودية والأمارات العربية المتحدة والبحرين فى مارس 2014 سحب سفرائها من الدوحة بعد تدخلها فى الشئون المصرية ووصفها لثورة يونيو بالإنقلاب ، وكانت تلك الخطوة الغير مسبوقة ضد ما تقوم به قطر من تزييف للحقائق وتمسكها بعدم الحيادية فى نقل الأحداث . وجاء من بعده فى نوفمبر 2014 الدور السعودى القوى فى اتفاق الرياض التكميلى والذى أعلن فيه خادم الحرمين عن التوصل إلى اتفاق الرياض التكميلى الذى يهدف إلى وضع إطار لوحدة الصف والتوافق بين الأشقاء العرب لمواجهة التحديات التى تهدد الامة العربية والإسلامية . وكان تأكيد العاهل السعودى أن قادة السعودية والأمارات وقطر والبحرين والكويت يقفون إلى جانب مصر وتطلعهم إلى بدء مرحلة جديدة من الإجماع والتوافق بين الأشقاء . مرحلة جديدة وكان هدف العاهل السعودى هو بدء مرحلة جديدة للتوافق ونبذ الخلاف فى مواجهة التحديات التى تواجه الأمة العربية والإسلامية وناشد وقتها العاهل السعودى بحكمته مصر شعبا وقيادة للسعى فى أنجاح هذه الخطوة فى مسيرة التضامن العربى، فى المقابل كان بيان الرئاسة المصرى الذى أعلن عن الثقة الكاملة فى حكمة الرأى وصواب الرؤية لخادم الحرمين الشريفين وثمنت منواقفه الداعمة والمشرفة تجاه مصر وشعبها مجددة عهدها بأنها كانت وستظل " بيت العرب " وأنها لن تتوانى عن دعم ومساندة أشقائها وأكدت مصر تجاوبها الكامل مع الدعوة الصادقة لخادم الحرمين رحمه الله ، وبالفعل كانت دعوات خادم الحرمين وخطواته فى لم الشمل العربى والمصالحة بين مصر وقطر. لم يتوقف الدعم السعودى ومواقف الملك عبد الله أبن عبد العزيز إلى جانب مصر عند السياسة والدبلوماسية لتجاوز محنتها بل كان لها على الصعيد الإقتصادى والإستثمارى دورا كبيرا شمل العديد من المنح المالية والنفط والمشروعات الإستثمارية .