ما أحبوه كذلك إلا لأن أنصبته قد فاضت بكمٍّ من الرقى الشخصى والأخلاقى والحضارى إلى أبعد حد مما جعلهم معجبين به إلى حد جعلهم يسطرون فيه الكتب ويذكرون شخصه فى كل وقت. وهذا جزء من كل ما قالوا فى عظيم شخصه وصفاته الجليلة: الفيزيائى الأمريكى مايكل هارت، مؤلف كتاب الخالدون مئة : إن اختيارى محمدًا، ليكون الأول فى أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد فى التاريخ كله الذى نجح أعلى نجاح على المستويين: الدينى والدنيوى.. فهناك رُسل وأنبياء وحكماء بدؤوا رسالات عظيمة، ولكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح فى المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليهم سواهم، كموسى فى اليهودية، ولكن محمدًا هو الوحيد الذى أتم رسالته الدينية، وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسْرها فى حياته. ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة، فإنه فى هذا المجال الدنيوى أيضًا، وحّد القبائلَ فى شعب، والشعوبَ فى أمة، ووضع لها كل أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها فى موضع الانطلاق إلى العالم. أيضًا فى حياته، فهو الذى بدأ الرسالة الدينية والدنيوية، وأتمها . الأديب الروسى ليو تولستوى: يكفى محمدًا فخرًا أنه خلّص أمة ذليلة دموية من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقى والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة . المهاتما غاندى: أردت أن أعرف صفات الرجل الذى يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر. لقد أصبحت مقتنعًا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التى من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه فى الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة فى ربه وفى رسالته. هذه الصفات هى التى مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف. بعد انتهائى من قراءة الجزء الثانى من حياة الرسول وجدت نفسى أَسِفًا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة . البروفيسور راما كريشنا راو، مؤلف كتاب النبى محمد : لا يمكن معرفة شخصية محمد بكل جوانبها، ولكن كل ما فى استطاعتى أن أقدمه هو نبذة عن حياته من صور متتابعة جميلة. فهناك محمد النبى، ومحمد المحارب، ومحمد رجل الأعمال، ومحمد رجل السياسة، ومحمد الخطيب، ومحمد المصلح، ومحمد ملاذ اليتامى، وحامى العبيد، ومحمد محرر النساء، ومحمد القاضى، كل هذه الأدوار الرائعة فى كل دروب الحياة الإنسانية تؤهله لأن يكون بطلا . الأديب الفرنسى لامارتين: إذا كانت الضوابط التى نقيس بها عبقرية الإنسان هى سمو الغاية والنتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيلة، فمن ذا الذى يجرؤ أن يقارن أيًّا من عظماء التاريخ الحديث بالنبى محمد (صلى الله عليه وسلم) فى عبقريته، فهؤلاء المشاهير قد صنعوا الأسلحة وسنّوا القوانين وأقاموا الإمبراطوريات. فلم يجنوا إلا أمجادًا بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانَيْهم. لكن هذا الرجل (محمد، صلى الله عليه وسلم) لم يقد الجيوش ويسن التشريعات ويقم الإمبراطوريات ويحكم الشعوب ويروض الحكام فقط، وإنما قاد الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم حينئذ. ليس هذا فقط، بل إنه قضى على الأنصاب والأزلام والأديان والأفكار والمعتقدات الباطلة . المستشرق الإنجليزى بوسورث سميث: لقد كان محمد قائدًا سياسيا وزعيمًا دينيا فى آن واحد. لكن لم تكن لديه عجرفة رجال الدين، كما لم تكن لديه فيالق مثل القياصرة. ولم يكن لديه جيوش مجيشة أو حرس خاص أو قصر مشيد أو عائد ثابت. إذا كان لأحد أن يقول إنه حكم بالقدرة الإلهية فإنه محمد، لأنه استطاع الإمساك بزمام السلطة دون أن يملك أدواتها ودون أن يسانده أهلها . جيبون أوكلى، مؤلف كتاب تاريخ إمبراطورية الشرق : ليس انتشار الدعوة الإسلامية هو ما يستحق الانبهار وإنما استمراريتها وثباتها على مر العصور. فما زال الانطباع الرائع الذى حفره محمد فى مكة والمدينة له نفس الروعة والقوة فى نفوس الهنود والأفارقة والأتراك حديثى العهد بالقرآن، رغم مرور اثنى عشر قرنًا من الزمان.. لقد استطاع المسلمون الصمود يدًا واحدة فى مواجهة فتنة الإيمان بالله، رغم أنهم لم يعرفوه إلا من خلال العقل والمشاعر الإنسانية. فقول (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله) هى ببساطة شهادة الإسلام. ولم يتأثر إحساسهم بألوهية الله (عز وجل) بوجود أىٍّ من الأشياء المنظورة التى كانت تتخذ آلهة من دون الله. ولم يتجاوز شرف النبى وفضائله حدود الفضيلة المعروفة لدى البشر، كما أن منهجه فى الحياة جعل مظاهر امتنان الصحابة له (لهدايته إياهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور) منحصرة فى نطاق العقل والدين . أستاذ تاريخ الأديان، صامويل مارينوس زويمر: إن محمدًا كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينيين، ويصدق عليه القول أيضًا بأنه كان مصلحًا قديرًا وبليغًا فصيحًا وجريئًا مغوارًا، ومفكرًا عظيمًا، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافى هذه الصفات، وهذا قرآنه الذى جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء . الأديب البريطانى جورج برنارد شو: إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ فى تفكير محمد، هذا النبى الذى وضع دينه دائمًا موضع الاحترام والإجلال فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالدًا خلود الأبد، وإنى أرى كثيرًا من بنى قومى قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح فى هذه القارة (يعنى أوروبا).. إن رجال الدين فى القرون الوسطى، ونتيجة للجهل أو التعصب، قد رسموا لدين محمدٍ صورة قاتمة، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكننى اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبة خارقة، وتوصلت إلى أنه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفى رأيى أنه لو تولى أمر العالم اليوم، لوُفِّق فى حل مشكلاتنا بما يؤمّن السلام، والسعادة التى يرنو البشر إليها . الباحث الإنجليزى داز، مؤلف كتاب مع الشرق والغرب : كان محمد (صلى الله عليه وسلم) زراعيا وطبيبا وقانونيا وقائدًا، اقرأ ما جاء فى أحاديثه تعرف صدق أقواله ويكفى أن قوله المأثور عنه (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع) هو الأساس الذى بنى عليه علم الصحة، ولا يستطيع الأطباء على كثرتهم ومهاراتهم حتى اليوم أن يأتوا بنصيحة أثمن من هذه. إن محمدًا (صلى الله عليه وسلم) هو الذى استطاع فى مدة وجيزة لا تزيد على ربع قرن أن يكتسح دولتين من أعظم دول العالم، وأن يحدث ذلك الانقلاب المدهش، وأن يكبح جماح أمة اتخذت الصحراء المحرقة سكنًا لها، واشتهرت بالشجاعة والغزو ورباطة الجأش والأخذ بالثأر، فمن الذى يظن أن القوة الخارقة للعادة التى استطاع بها محمد (صلى الله عليه وسلم) أن يقهر خصومه هى من عند غير الله . العلامة الفرنسى لوزان، مؤلف كتاب الله فى السماء : ليس محمد (صلى الله عليه وسلم) نبى العرب وحدهم، بل هو أفضل نبى قال بوحدانية الله، وأن دين موسى وإن كان من الأديان التى أساسها الوحدانية، إلا أنه كان قوميا محضًا وخاصًّا ببنى إسرائيل، وأما محمد (صلى الله عليه وسلم) فقد نشر دينه بقاعدتيه الأساسيتين، وهما التوحيد والإيمان بالبعث. وقد أعلن دينه لعموم البشر فى أنحاء المسكونة.. فرسول كهذا الرسول يجدر باتباع رسالته والمبادرة إلى اعتناق دعوته، إذ إنها دعوة شريفة، قوامها معرفة الخالق، والحث على الخير والردع عن المنكر، بل كل ما جاء به يرمى إلى الصلاح والإصلاح، والصلاح أنشودة المؤمن، هذا هو الدين الذى أدعو إليه جميع المسيحيين . الإيطالى ميخائيل أمارى، مؤلف كتاب تاريخ المسلمين : لقد جاء محمد (صلى الله عليه وسلم) نبى المسلمين بدين إلى جزيرة العرب يصلح أن يكون دينًا لكل الأمم، لأنه دين كمال ورقى، دين دعوة وثقافة، دين رعاية وعناية، ولا يسعنا أن ننقصه، وحسْبُ محمد ثناءً عليه أنه لم يساوم ولم يقبل المساومة لحظة واحدة فى موضوع رسالته، على كثرة فنون المساومة واشتداد المحن، وهو القائل (لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على أن أترك هذا الأمر ما تركته) عقيدة راسخة، وثبات لا يقاس بالنظير، وهمة تركت العرب مدينين لمحمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم)، إذ تركهم أمة لها شأنها تحت الشمس فى تاريخ البشرية. العلامة السويسرى ماكس فان برشم، مؤلف كتاب العرب فى آسيا : إن محمدًا (صلى الله عليه وسلم) نبى العرب من أكبر مريدى الخير للإنسانية، إن ظهور محمد للعالم أجمع إنما هو أثر عقل عال وإن افتخرت آسيا بأبنائها فيحق لها أن تفتخر بهذا الرجل العظيم، إن من الظلم الفادح أن نغمط حق محمد (صلى الله عليه وسلم) الذى جاء من بلاد العرب وإليهم، وهم على ما علمناه من الحقد البغيض قبل بعثته، ثم كيف تبدلت أحوالهم الأخلاقية والاجتماعية والدينية بعد إعلانه النبوة، وبالجملة مهما ازداد المرء اطلاعًا على سيرته ودعوته إلى كل ما يرفع من مستوى الإنسانية، فإنه لا يجوز أن ينسب إلى محمد ما ينقصه ويدرك أسباب إعجاب الملايين بهذا الرجل ويعلم سبب محبتهم إياه وتعظيمهم له . إدوارد لين، مؤلف أخلاق وعادات المصريين : إن محمدًا (صلى الله عليه وسلم) كان يتصف بكثير من الخصال الحميدة، كاللطف والشجاعة ومكارم الأخلاق، حتى إن الإنسان لا يستطيع أن يحكم عليه دون أن يتأثر بما تتركه هذه الصفات فى نفسه من أثر، كيف لا، وقد احتمل محمد (صلى الله عليه وسلم) عداء أهله وعشيرته بصبر وجلد عظيمين، ومع ذلك فقد بلغ من نُبله أنه لم يكن يسحب يده مِن يد مَن يصافحه حتى ولو كان يصافح طفلًا، وأنه لم يمر يومًا من الأيام بجماعة رجالًا كانوا أو أطفالًا دون أن يُقرئهم السلام، وعلى شفتيه ابتسامة حلوة، وقد كان محمد (صلى الله عليه وسلم) غيورًا ومتحمسًا، وكان لا يتنكر للحق ويحارب الباطل، وكان رسولا من السماء، وكان يريد أن يؤدى رسالته على أكمل وجه، كما أنه لم ينس يومًا من الأيام الغرض الذى بُعث لأجله، ودائمًا كان يعمل له ويتحمل فى سبيله جميع أنواع البلايا، حتى انتهى إلى إتمام ما يريد .