استبعدت قيادات سابقة بالحزب الوطني "المنحل"، أن يقدم صفوت الشريف الأمين العام السابق للحزب، ورئيس مجلس الشورى الأسبق، على كتابة مذكراته كما أشيع، قائلة إنه "أذكى من أن يكتب مذكراته أو يفكر في ذلك، وأنه أعلن للمقربين منه أنه لا يفكر في هذا الأمر". ونقلت المصادر عن الشريف تأكيده اعتزاله السياسة والحياة العامة، وأن تاريخه كرجل مخابرات يمنعه من كتابة مذكراته، والأخبار التى ترددت في هذا الصدد شائعات ليس لها أساس من الصحة. وقال إن "يلتزم الصمت تماما في هذه المرحلة". وأضافت المصادر أن الشريف يعيش في منزله بمصر الجديدة، ولم يغادر مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير، وأنه يواجه عدد من قضايا الكسب غير المشروع، رغم انتهاء قضية "موقعة الجمل"، وحصوله على البراءة فيها. وعلمت "ويكيليكس البرلمان" أن صفوت الشريف يتصل هاتفيا باستمرار، بالرئيس الأسبق حسني مبارك، لكنه لا يتواصل إلا مع عدد قليل من قيادات الوطني السابقين، أبرزهم ماجد الشربيني، أمين العضوية السابق بالحزب المنحل. كما اتصل به عدد من النواب السابقين عقب خروجه من السجن، وقد رفض التحدث إلى عدد من الإعلاميين، مؤكدا لهم اعتزاله الحياة السياسة. وأكدت المصادر إصابة صفوت الشريف ب"سرطان المثانة"، وأنه اكتشف ذلك في عام 2012 ، حينما تم نقله إلى مستشفى دار الشفاء لإجراء أشعة وتحاليل، وتم عرضها بعد ذلك على أطباء بالخارج، حيث ثبت أنه يعاني من "سرطان المثانة". كانت مصلحة السجون أعلنت في 2012، أنه تم نقل الشريف عندما كان محبوسا على ذمة قضية "موقعة الجمل" لإجراء فحوص على منطقة المثانة، ثم قررت بعد استقرار حالته، خروجه من المستشفى وإعادته إلى السجن. وبحسب المقربين من الشريف، هاجمته أمراض الشيخوخة، ولم يعد قادرا على الحركة مثل السابق، إلا في الإطار العائلي، حيث اقترب عمره من عامه الثمانين. والشريف من مواليد 1933 بمحافظة الغربية، والتحق بالجيش بعد حصوله على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية، ثم التحق بالعمل بجهاز الاستخبارات العامة عام 1957، بعد سنوات قليلة من تأسيس الجهاز. واتهم الشريف فيما عرف بقضية "انحراف جهاز الاستخبارات"، بعد نكسة يونيو 1967 وفي 1968, أصدرت المحكمة التي نظرت قضيته حكامها بطرده من العمل بجهاز المخابرات، مع بقية المتهمين، وظل بعيدا حتى عاد في عهد الرئيس السادات من بوابة الإعلام، وتولى منصبا في الهيئة العامة للاستعلامات، ثم رئيسا لها، ثم وزيرا للإعلام لمدة 22 عاما في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، حتى تركها ليكون آخر أمين عام للحزب الوطني ورئيسا لمجلس الشورى قبل اندلاع ثورة يناير.