لا تعتبر الفضيحة الجنسية التى تلاحق هذه الأيام إحدى أهم الوحدات الخاصة فى الجيش الإسرائيلى، وهى وحدة «جفعاتى»، أول أو آخر الفضائح الجنسية لهذا الجيش، فحلقات الاعتداء على المجندات الإسرائيليات مستمرة والتحقيقات التى لا تنتهى، لا تؤدّى إلى انتهاء الظاهرة بل تفشّيها واستفحالها عامًا بعد عام. الفضيحة الأخيرة كان بطلها أحد قادة هذه الوحدة، وتشتبه الشرطة العسكرية الإسرائيلية فى قيام الكولونيل ليران حجبى، بمطالبة معاونيه باستئجار غرفة له، والتى التقى فيها إحدى المجندات وحاول التعدّى عليها، وقيامه أيضًا ببعث رسائل جنسية إلى المجندة بعد إنهائها الخدمة العسكرية. الرجل رقم 1 فى الجيش الإسرائيلى لم يحاول الدفاع عن حجبى، مما يدل على اعترافه بما يشهده هذا الجيش من مسلسل فضائحى لا يتوقّف، نقصد بهذا موشى يعالون وزير الدفاع، الذى عقّب على الفضيحة الجديدة بقوله على ما يبدو فإن الشبهات ضد قائد الوحدة العسكرية حقيقية ولها قاعدة قانونية قوية ، موضحًا أن قيادة الوحدة كانت على دراية بالشبهات، ويتم الآن النظر فى طريقة التعامل مع الشكاوى، وهل كانت هناك محاولات لإخفاء الأخيرة . وتأتى الجرائم الجنسية فى الجيش الإسرائيلى كدليل على المحاولات الفاشلة التى تقوم بها تل أبيب دائمًا لرسم صورة مثالية لقواتها العسكرية، بل إن الأمر يصل إلى ممارسة ضغوط على المجندات اللاتى تم التعدّى عليهن والتحرُّش بهن لئلا يتقدَّمن بشكاوى للشرطة، إلا أنه رغم تلك الضغوط فإن بعض الفضائح تظهر للنور، وعلى رأسها قضية إسحق موردخاى وزير الدفاع الأسبق، الذى أُدين بالتحرش الجنسى والاغتصاب، وحوكم بالسجن. ولأن الأرقام تتحدَّث عن نفسها، فإن آخر إحصائية إسرائيلية قد كشفت عن انتشار ظاهرة التحرش الجنسى التى تتعرض لها المجندات الإسرائيليات، وتؤكّد أن 81% منهن تعرضن لاعتداءات ومضايقات وتحرشات جنسية بالوحدات العسكرية ، بل إنها تؤكّد أن واحدة من بين 8 مجندات بالجيش تتعرّض للاغتصاب من قبل ضباط كبار، لكن لا يستطعن الإبلاغ وتقديم الشكاوى خوفًا من الإيذاء . بل إن تقارير إعلامية إسرائيلية وأبرزها لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، ذكرت أن حالات التحرُّش الجنسى واستخدام المخدرات زادت بنسبة كبيرة فى صفوف الجيش خلال الربع الأول من عام 2014 ، لافتة إلى أن شهور يناير وفبراير ومارس شهدت فتح 27 ملفًّا لوقائع تحرُّش جنسى مقابل 22 ملفًّا لنفس الفترة من العام الماضى ، مضيفة أنه فى إحدى الوقائع ألقى القبض على جندى من القوات الخاصة يصوّر مجندات خلال الاستحمام . ووصل الأمر إلى تصريحات أدلى بها جاى أجمون قائد لواء التخطيط بالجيش الإسرائيلى، حيث الاعتراف باستشراء هذه الظاهرى بين صفوف قوات تل أبيب، مؤكدًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية مؤخرًا أنه للأسف لدى بعض جنودنا نقص فى التعامل مع زميلاتهم، ونشعر بالخجل جراء تلك التقارير الواردة . ويقول أليكس فيشمان المحلل العسكرى لصحيفة يديعوت أحرونوت ، إن الحل الوحيد إزاء ظاهرة التحرش والاعتداء الجنسى هو عملية تنظيف واسعة ، لافتًا إلى أن صغار الجنود يلتزمون الصمت إزاء جرائم القيادات العسكرية، على الرغم من معرفتهم بما يحدث ، مؤكدًا أن رد الفعل دائمًا يكون التستر على تلك الجرائم، وإغلاق القضايا دون فتح تحقيق، أو نقل المجندة الشاكية من وحدتها إلى وحدة أخرى . بدوره، قال يوسى يهوشواع مراسل عسكرى آخر للصحيفة، إن هذه الفضائح تجبر رئاسة هيئة الأركان الإسرائيلية على إجراء عملية تنظيف للمؤسسة العسكرية بتل أبيب، خصوصًا أن القائد الأعلى لهذه الهيئة كان قد أدلى بتصريحات فى الماضى تعهَّد فيها بالقضاء على هذه الظاهرة ولم يفعل شيئًا حتى الآن .