كتبت- أميرة إبراهيم: للمرة الثالثة ربما يعيد الرئيس المصرى ركل الكرة فى اتجاه ملعب الدوحة، لتسقط مجددا فى قصر الأمير تميم الذى يقود بلاده لتنظيم مونديال كأس العالم 2022، ومع ذلك فشل فى وضع اتجاهات بوصلته السياسية فى الوضع الصحيح لتتناسب مع بوصلة اللاعبين الكبار فى الخليج، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، فالأخير يقود مباراة شرسة لاستبعاد الهواة والمغامرين من التأثير على مصائر شعوب الأمة العربية.. فهل يستطيع أمير قطر أن ينتقل إلى اللعب بقواعد الكبار أم يستمر فى تضييع الركلات فى مباراة إضاعة الفرص؟. تقارير عديدة تتحدث منذ يومين عن مبادرة تقودها المملكة العربية السعودية، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، لإتمام ما اتفق عليه قادة وحكام الخليج العربى نحو مد جسور جميع أعضاء مجلس التعاون الخليجى مع مصر ودعمها شكلا ومضمونا بكل السبل، ومع ذلك لم تخرج أى إشارة رسمية أو غير رسمية من الجهات المسؤولة فى مصر تتجاوب مع هذه التقارير حتى صباح أمس (السبت). من جانبها خرجت مؤسسة الرئاسة فى مصر ببيان مفاجئ، أعلنت فيه استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى بمقر رئاسة الجمهورية، كلا من رئيس الديوان الملكى السعودى والسكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين خالد بن عبد العزيز التويجرى، المبعوث الخاص للعاهل السعودى، والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثانى، المبعوث الخاص للشيخ تميم بن حمد آل ثانى أمير دولة قطر. البيان لم يسهب فى إعطاء تفاصيل، واكتفى بالإشارة بشكل متحفظ إلى أن اللقاء تناول سبل تفعيل المبادرة التى طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، خلال مؤتمر الرياض الذى دعا إليه خادم الحرمين، وما تم تأكيده فى القرارات الصادرة عن المؤتمر بشأن التزام جميع دول مجلس التعاون الخليجى بسياسة المجلس لدعم جمهورية مصر العربية، والإسهام فى أمنها واستقرارها، فضلاً عن دعم التوافق بين الأشقاء العرب، خصوصا بين جمهورية مصر العربية ودولة قطر. البيان المصرى لفت إلى نقطتين مهمتين الأولى هى تثمين الجهود السعودية، ووصفها بأنها ترمى إلى تحقيق الوحدة بين الدول العربية الشقيقة ونبذ الانقسام، فى إطار من الاحترام الكامل لإرادة الشعوب وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول. أما النقطة الثانية، فى البيان، فتعد مؤشرا إيجابيا لاستجابة مصر مع التحرك السعودى، وهى تأكيد الرئاسة أن مصر تتطلع إلى حقبة جديدة تطوى خلافات الماضى، لأن المرحلة الراهنة تقتضى تغليب وحدة الصف، والعمل الصادق برؤية مشتركة تحقق آمال وطموحات الشعوب العربية. شروط مصر.. احترام إرادة الشعوب وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية وتسليم المطلوبين وعلى لسان الرئيس المصرى وضع بيان مؤسسة الرئاسة مناشدة للإعلام للتجاوب مع القبول المصرى للمبادرة: يعرب رئيس الجمهورية عن اتفاقه التام مع خادم الحرمين الشريفين فى مناشدته جميع المفكرين والإعلاميين بالتجاوب مع المبادرة ودعمها، من أجل المضى قدما فى تعزيز العلاقات المصرية القطرية بوجه خاص والعلاقات العربية بوجه عام . اللافت أن هذا اللقاء المفاجئ يحدث بعد شهر من انعقاد مؤتمر الرياض الذى اتفق القادة العرب فيه على المصالحة، وأصدروا بيان الرياض الذى دعا مصر إلى أن تمد يديها إلى قطر، حيث قبلت مصر، لكن الدوحة ضيعت الفرصة وقذفت بالكرة خارج الملعب، كان ذلك عندما رحبت الرئاسة المصرية ببيان الملك السعودى فى 19 نوفمبر، والذى طلب فيه السعى لإنجاح اتفاق الرياض التكميلى، والسير قدما فى تسوية الخلافات مع قطر، وذلك فى إشارة إلى القمة الاستثنائية التى استضافتها الرياض وتوصلت إلى اتفاق مصالحة قررت بموجبه السعودية والإمارات والبحرين إعادة سفرائها إلى قطر وتسوية الخلافات معها. مطالبات بوقف التمويل القطرى لأعضاء الإخوان.. و المركزى يتابع عمليات التحويل الواردة من الدوحة الرئاسة أشارت إلى أن الاتفاق يهدف إلى وضع إطار شامل لوحدة الصف والتوافق بين الأشقاء العرب، وأن القاهرة تتطلع إلى حقبة جديدة تطوى خلافات الماضى، وتبث الأمل والتفاؤل فى نفوس الشعوب العربية، ولم يشر البيان المصرى إلى قطر بالاسم. بيان الرياض وموافقة مصر سبقتهما لقاءات على مستوى وزراء الخارجية، كما أن الرئيس السيسى وافق عليه وأيد جميع ما جاء فيه، خصوصا البنود التى تضمنت تغيير لغة الخطاب الإعلامى، الذى ترعاه قطر، وكذلك تسليم المطلوبين على ذمة قضايا منظورة أمام القضاء المصرى إن كانوا على الأراضى القطرية. وفى نفس الوقت، طلبت مصر ضرورة وقف التمويل القطرى لأعضاء الإخوان الذى يقدم بصورة رسمية وغير رسمية، مؤكدة أن البنك المركزى سيتابع عمليات التحويل المالية الواردة من الدوحة.