كنوز مصر الضائعة.. قادتنى الصدفة للمرور فوق كوبرى المنيب على نيل المعادى وهالنى منظر جُزر النيل وقد زحفت عليها العشوائيات بشدة بسبب الأحداث التى مرت بها مصر فى السنوات الأخيرة.. لقد أدمى هذا المنظر قلبى وقارنت على الفور بينها وبين جزر المنيل والروضة والزمالك والشيراتون وكيف تم استغلالها فى الماضى! هل إلى هذا الدرجة نزلنا إلى مستنقع التخلف لكى نترك القبح يغطى حتى صفحة النيل؟ إن القيمة الاستثمارية لهذه الجزر التى ربما تقدر بمئات ومئات المليارات من الجنيهات قد تكون كفيلة بحل مشكلات مصر كلها فى الفترة الحالية إذا أحسن استغلالها، ويمكن تحصيل قيمتها من المستثمرين فى اليوم التالى من ضمها إلى حيازة الدولة! أما فى وضعها الحالى فهى لا تساوى شيئًا، بل هى مجرد خرابة على النيل وعبء كبير على البيئة وعلى السياحة وعلى سمعة مصر! تصوروا المنظر من الطائرات كيف سيكون؟ انظروا أيضًا إلى جزيرة مثل جزيرة المتاحف فى برلين وكيف أصبحت بؤرة حضارية وسياحية وترفيهية لا تقدر بثمن فى قلب المدينة. إن حسن استغلال هذه الجزر من شأنه أن ينقل القاهرة إلى مستوى حضارى آخر وغير مسبوق.. بالمناسبة نفس الكلام ينطبق على الضفة الغربية للنيل فى مواجهة المعادى، وعلى جُزر أخرى لا يعلم أحد عنها شيئًا، فهى أيضًا تمثل مئات المليارات من الجنيهات المهدرة.. أرجو كل من تصله هذه الرسالة أن يبادر على الفور بتنبيه الحكومة بأى طريقة ممكنة بهذا الأمر قبل أن تصبح معالجته أمرًا مستحيلًا وحتى نتفادى صعوبات كبيرة مستقبلًا، كما هو حادث الآن فى ماسبيرو وغيرها.. ألا هل بلغت اللهم فاشهد. م.عادل كيشار