على ما يبدو أن الصين لم تكتفي بغزو العالم بمنتجاتها التي تتميز بالابتكار والكفاءة وبأرخص الأسعار، فتبذل الصين محاولات مستمية للسيطرة على سوق السياحة في العالم، ومن ثم تحاول جاهدة تقليد الآثار القديمة التي تجتذب ملايين السياح إليها. أبو الهول الصيني منذ شهور قليلة ظهر في إحدى القرى الصينية ما يسمى ب"أبو الهول" الصيني، وهو مجسم طبق الأصل من تمثال "أبو الهول" المصري، والذي يعتبر إحدى علاماتها الأثرية الفرعونية الشهيرة. وفي الحقيقة؛ أبدعت الصين في تزييف أبي الهول المصري من خلال تمثالها الذي شيدته بمقاطعة "هيببي" في شهرين فقط على مساحة 60 مترا بارتفاع 20 متر، وتشابه مجسم التمثال في الشكل والحجم مع تمثالنا الحقيقي، وشيد بدرجة عالية من الدقة، حيث أتى بنفس القياسات ليعتقد السائح للوهلة الأولى أنه موجودا بالجيزة لزيارة أبو الهول وليس في الصين!. وعلى الرغم من أن تمثال أبو الهول الحقيقي يتميز بأنفه المكسورة؛ فقد راعى مصمموا التمثال الصيني هذه التفصيلة في تمثالهم المزيف ليتشابه مع التمثال المصر الذي شيد قبل 2500 عاما قبل الميلاد في عهد الملك خفرع. وواجه "أبو الهول" الصيني انتقادات لاذعة من قبل وزارة الآثار ومنظمة اليونسكو لتزييفه للحقائق، وعلى الرغم من دفاع الصين عن تمثالها بأنه سيستخدم لأغراض التصوير السينمائي فقط، إلا أن مصر تقدمت بشكوى إلى منظمة "اليونسكو"، وعلى إثرها قررت السلطات الصينية هدم "أبو الهول الصيني". برج "إيفل" الصيني وعلى ما يبدو أن الصين لم تتعظ من سابقة تقليد "أبو الهول"، فنجدها قررت مؤخرا استنساخ برج "إيفل" الموجود بالعاصمة الفرنسية "باريس". وبدأت الصين في تطوير نموذج برج "إيفل" في عام 2007 بمدينة تياندوتشينج الصينية، وهو يتشابه في الشكل تماما مع برج إيفل الأصلي، ويصل ارتفاعه إلى 354 قدما. باريس شرق الصين وحاول مهندسو العمارة بالصين خلق صورة مصغرة من مدينة "باريس"، فكانت أولى خطواتهم إنشاء نموذج يحاكي "برج إيفل" الشهير، وتم تشييده داخل مجمع سكني بمدينة "تياندوتشينج" شرق الصين. وبدأت أعمال التطوير داخل المجمع السكني عام 2001، وتعيش به 6 آلاف أسرة الآن، أي ما يعادل 20 ألف شخصا، على مساحة 500 ألف مترا مربعا، ويأخذ هذا المجمع اسم "الحي الباريسي"، حيث أنه يشبه في تصميمه شوارع باريس. مدينة الأشباح وعلى الرغم من أن مدينة "تياندوتشينج" تشبه أحياء باريس إلى حد كبير من حيث تصميم الطرق وبناء الشقق والمحلات التجارية؛ إلا أن الكثيرين يطلقون عليها اسم "مدينة الأشباح". وربما تعود هذه التسمية إلى تصميم المدينة المميز، كما أنها تحفل بالتماثيل ونافورات المياه، ومع ذلك تتميز شوارعها بالهدوء الشديد، كما أن معظم محالها التجارية والمقاهي مغلقة معظم الأحيان، وهو ما جعل البعض يعتقد أنها "مدينة للأشباح" لا تدب بها الحركة. "فينيسيا" الصينية ولم تتوقف الصين عند هذا الحد؛ بل تعتزم بناء مدنا كاملة على أرضها، مثل مدينة "فينيسيا" الإيطالية، فتعتزم السلطات في مدينة "داليان" الصينية تقليد عاصمة الجمال الإيطالية "فينيسيا" بكل تفاصيلها المختلفة. ويقام مشروع "فينيسيا" الصين على مساحة 4 كيلو مترا بتكلفة 820 مليون دولارا أمريكيا، وسيشمل على ممرات وقنوات مائية تشبه تلك الموجودة بإيطاليا، كما ستزود المدينة بمراكب تسمح للزائرين بالتنقل بين نواحيها. قرية "هالستات" الصينية تعتبر قرية "هالتسات" الموجود في إقليم "قوانغدونغ" الصينية نموذج طبق الأصل يحاكي القرية النمساوية التي تحمل نفس الأسم. وعلى الرغم من أن القرية النمساوية الأصلية مدرجة في قائمة التراث العالمي لمنظمة "اليونسكو"، إلا أن الصين حاكت هذه المدينة بتكلفة وصلت إلى 940 مليون دولارا أمريكيا. وتتوالى النسخ الصينية المزيفة من الآثار الحقيقية، إلا أن جميعها تؤكد حقيقة واحدة، وهي أن الصين تستثمر في الآثار عن طريق إنفاق ملايين الدولارات لتقليد الآثار التي بالطبع تستحق الكثير.