عبد الفتاح: مرشح الإخوان سيعاني من الدولة العميقة.. وفوز الفريق يعنى مزيدا من ضغط الجماعة على العسكرى الشريف: «العسكرى» لن يتحمل تكلفة التزوير لصالح الفريق.. ربيع: الاضطرابات حتمية.. أبو طالب: دور الشعب انتهى بالذهاب لصندوق الانتخابات يبدو أن حالة الشد والجذب المشتعلة حاليا بين المرشحين الرئاسيين، محمد مرسي وأحمد شفيق، قبل ساعات قليلة من إعلان نتيجة الانتخابات رسميا، لنتنتهي بإعلان فوز أحدهما، خصوصا فى ظل التهديدات التي يطلقها أنصار كل متنافس على حدة بإشعال الوضع سواء بالطرق الثورية السلمية، أو حتى باستخدام العنف والدم، فى حالة خسارته. ميدان التحرير مكتظا الآن بأنصار مرسى، تارة تجدهم يعترضون على الخطوات الأخيرة التي اتخذها المجلس العسكري مؤخرا، بينما تلمح فى حقيقة غضبهم لإرجاء اعلان النتائج الرسمية، فيما يحاول أنصار شفيق التكتم على خططهم التصعيدية لحين إعلان النتيجة بشكل نهائى، وهم يراهنون في هذا الشأن على أن الكورة لا تزال فى ملعب إعادة الفرز والطعون التي قدمها مرشحهم، لكن يبقى السؤال ماذا سيحدث لمصر الثورة في حال أن اشتعلت الأمور بعد إعلان النتائج؟.. واذا سيحدث إذا ما تم تأجيل إعلان النتيجة مرة أخرى؟ جمال عبد الجواد، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إن سيناريو فوز مرشح الإخوان محمد مرسى، سيفتح شهية الإخوان، لاستكمال السيطرة على جميع مراكز القوى في الدولة، خصوصا انهم سيشعرون انهم حققوا الهدف الاكبر وهو الوصول إلى أعلى منصب فى الدولة، وهو ما سوف يثير مقاومة لدى أجهزة الدولة سواء كان الجيش او الأمن او حتى الاجهزة الإدارية البيروقراطية، التى لن تكون مستعدة للتعاون مع رئيس لطالما تعاملت مع جماعته باعتبارها المحظورة، ومن ثم سيكون رهان مرسي على قدرته على كسب هذه الأجهزة والوصول معها إلى حلول وسط أو تفاهمات، تجعل هناك مساحة من «الأخذ والعطاء» بعيدا عن دمج تلك الأجهزة فى معسكر الإخوان بشكل كامل. في المقابل، يرى عبد الجواد ان تبعات سيناريو فوز الفريق أحمد شفيق، معروفة مسبقا، حيث بدأت القوى الاسلامية اعتصامها مبكرا قبل إعلان النتيجة الرسمية، مشيرا إلى ان خسارة مرسى تعنى استمرار الاعتصامات فى الميادين واستمرار التصعيد من قبل المحجتين، ما سيدفع شفيق، كممثل للسلطة، لمواجهة ذلك العنف، و شدد على أن خروج الإخوان فى مليونية الجمعة الماضية،وتكليف شبابهم بالنزول، هدفه بعث رسالة مفادها أن فوز الفريق تكلفة عالية، قبل أن يقطع بأن«مصر سوف تواجه اضطراب مستمر مهما كان الفائزة، لأننا باختصار فى أزمة سياسية» على حد وصفه. من جانبه قال الباحث السياسي نبيل عبد الفتاح، المحلل السياسي، إنه في حال فوز مرسى، لن يكون هناك مشكلة من قبلأنصار شفيق، خصوصا أنهم لن ينتهجون المظاهرات كأسلوب لرفض فوز مرسي، وإنما سيتحول الأمر، في رأيه، لخصومة مع مرشح الإخوان، الذي سيجد صعوبة فى التعامل مع الدولة العميقة واجهزتها البيروقراطية ومع شبكات المصالح التي ربما تصنع له أفخاخ تعثر من طريقة اداراته لشؤون البلاد. عبد الفتاح اشار الى انه خسارة شفيق متوقعة، لكن المشكلة ان مرسى سيواجه دهاليز الدولة العميقة، واستنفارا من مختلف القطاعات الاجتماعية التي قد تؤدى الى مرحلة تعثر سياسي جديد، بينما اعتبر أن فوز الفريق سيؤديلمزيد من الحشد والاعتصام من قواعد الاخوان من اجل تحقيق العديد من الاهداف، كالضغط على المجلس العسكري للوصول لصيغة توافقية لمجلس الشعب المنحل، خصوصا فيما يتعلق بأن يقتصر قرار بطلانه على ثلثه فقط وليس بأكمله، أو الضغط من أجل احالة قضية حل المجلس الى جهة قضائية كمجلس الدولة. من جانبه، شدد أشراف الشريف، أستاذ العلوم السياسية فى الجامعة الامريكية على أن سيناريو فوز مرسى هو الأقرب للواقع، لأن المجلس العسكرى لن يتحمل تكلفة التزوير الصريح أو التعامل مع الغضب الشعبى، مشيرا إلى أن تأخر اعلان نتيجة الانتخابات أكثر من ذلك سيكون بهدف الضغط على الإخوان من أجل تحقيق ضمانات بعينها للمؤسسة العسكرية، وبقاء سيطرتها على كافة الأمور حتى بعد تنصيب مرسى. بينما اعتبر الباحث السياسي، الدكتور عمرو هاشم ربيع ، أن فوز شفيق سيؤدى إلى حالة من عدم الاستقرار الكامل، حيث ستزيد الاضطرابات والاعتصامات الفئوية، كما ستتصاعد الإدعاءات بتزوير نتائج الانتخابات لصالحه، بالمخالفة لإرادة الشعب المصري، لافتا إلى أن فوز مرسى سيسبب أيضا عدم استقرار، لكنه سيكون محدودا، كما سيكون على الإخوان مواجهة الجيش والقوى الثورية، التى سوف تكتشف تراجع الجماعة عن وعودهم وقتها. في المقابل، يطرح الخبير السياسى حسن أبو طالب، سيناريو مغاير يتعلق بإرجاء إعلان النتيجة، مشيرا إلى احتمالية حدوث هذا الأمر بسبب كثرة الطعون المقدمة، حيث تتطلب دراستها و التدقيق فيها، مزيدا من الوقت، داعيا الشعب المصري للصبر يوما أو يومين لتكون النتيجة نزيهة لا ثورية ومليئة بالشوائب القانونية ومن ثم ترضى طرفا على حساب الآخر، باستخدام القوة و التأثير العددى. أبو طالب أشار إلى أن الشارع دوره انتهى بالذهاب إلى صناديق الاقتراع و ان النتيجة ستكون بإرادة شعبية ناتجة عن انتخابات نزيهة، وقال ان ما يفعله الاخوان للضغط على اللجنة العليا للانتخابات يعتبر عبث و يضر بالوطن، ويجب على الجميع الالتزام بالنتيجة وإرادة الشعب، حتى لا نخسر أرواحا كما حدث طيلة السنة والنصف الماضية، داعيا اللجنة العليا للانتخابات لأن تقنع الشعب بالنتيجة التى ستعلنها و تعلمه بكل الحيثيات.