«المرة الأولى منذ الهجمات الإرهابية على الحدود» بهذه العبارة بدأت صحيفة «معاريف» تقريرها أمس، الذى تحدثت فيه عن محادثة أجراها بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى، مع المشير طنطاوى رئيس المجلس العسكرى، مؤخرا، موضحة أن المحادثة تمت فى سرية تامة بسبب الرأى العام المصرى المعادى لتل أبيب. «معاريف» أضافت أن الاثنين اتفقا على وسائل لتعزيز الأمن بالمنطقة الحدودية ومكافحة عناصر الإرهاب، مضيفة أن الحديث يدور عن المحادثة الأولى منذ «الأحداث الإرهابية» بجنوب إسرائيل التى وقعت منذ نحو 3 أسابيع فى إشارة للهجوم على إيلات ومقتل الجنود المصريين على الحدود، لافتة إلى أن نتنياهو وطنطاوى تحدثا عن الوضع الأمنى على الحدود الإسرائيلية مع كل من سيناءوغزة على خلفية تسلل خلية إرهابية من القطاع لشبه الجزيرة المصرية.
الصحيفة قالت إنه -وفقا للتقديرات- قد اتفق نتنياهو وطنطاوى على وسائل للتعزيز الأمنى على الحدود ومكافحة عناصر الإرهاب الإسلامى التى تقوم باختراق الحدود من غزةلسيناء أو الموجودة بالأخيرة، مضيفة أن القاهرة قامت خلال الأسابيع الأخيرة بعملية واسعة المدى لإعادة سيطرتها على سيناء معلنة أول من أمس، أيضا إغلاق مئات الأنفاق بين سيناء والقطاع.
«معاريف» أضافت أنه من الممكن أن يكون طنطاوى ونتنياهو قد ناقشا أيضا التعديلات التى يجب إجراؤها فى البند العسكرى باتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب، لافتة إلى أن الأخيرة لم تشأ الرد على الهجمات الإرهابية بالجنوب بعملية عسكرية فى غزة بعد طلب صريح تلقته من المستويات العليا بمصر، موضحة أن مسؤولا بارزا بمكتب نتنياهو تحدث فى الماضى مع نظير له مصرى قائلا: إن تل أبيب لن تقوم بهجوم كبير على القطاع بسبب العلاقات مع القاهرة.
بعنوان «مصر تحافظ على اتفاقية السلام» قالت معاريف إن المحادثة بين نتنياهو وطنطاوى جرت على خلفية التوتر مع القاهرة بعد اغتيال إسرائيل 3 رجال شرطة مصريين فى أثناء ملاحقة الخلية الإرهابية التى قامت بتنفيذ الهجوم بإيلات، كما جرت على خلفية الغضب الشعبى المصرى والتظاهرات أمام سفارة تل أبيب بالقاهرة بسبب مقتل رجال الشرطة وقيام المتظاهرين بإنزال علم إسرائيل ومطالبهم بطرد سفيرها.
واختتمت تقريرها بالقول إنه رغم تعقد العلاقات بين الجانبين فإن القاهرة مستمرة فى الحفاظ -ولو بشكل سرى وخفى- على اتفاقية كامب ديفيد للسلام من خلال توازنات دقيقة، يتم عملها مقابل الرأى الشعبى المصرى المعادى لتل أبيب، مضيفة أنه بعد الأعمال الإرهابية بالجنوب أعرب وزير الدفاع الإسرائيلى عن أسفه على مقتل رجال الشرطة المصريين، لافتة إلى أن المشير طنطاوى قام وبشكل شخصى بمنع سحب السفير المصرى من إسرائيل. ناقلة عن مصادرها القول إن سياسة تل أبيب تجاه القاهرة غارقة فى حالة من الشك وعدم اليقين، وهناك خوف إسرائيلى من تبعات طرد أنقرة سفير تل أبيب وتأثير ذلك على موقف القاهرة تجاه تل أبيب فى ما يتعلق بالتمثيل الدبلوماسى بينهما.