كشفت تقارير صحفية إسرائيلية عن محادثة هاتفية جرت مؤخرًا بين بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي والمشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم في مصر، في أعقاب التوترات الأخيرة إثر مقتل خمسة جنود مصريين خلال ملاحقة القوات الإسرائيلية لما قالت إنهم مسلحون شاركوا في هجمات إيلات التي وقعت في 18 أغسطس وأسفرت عن مقتل ثمانية إسرائيليين. وقالت صحيفة "معاريف"، إنه لم يتم الإعلان عن المحادثة بين نتنياهو وطنطاوي والحفاظ على سريتها لعدة أسباب بينها "الرأي العام المصري المعادي لإسرائيل"، ورجحت أن يكون الاثنان تحدثا حول الوضع الأمني عند الحدود الإسرائيلية – المصرية والحدود بين مصر وقطاع غزة، على خلفية تقارير ترددت في إسرائيل حول نشاط خلية مسلحة تسللت من قطاع غزة إلى سيناء بهدف تنفيذ هجمات أخرى ضد أهداف إسرائيلية. وأوضحت الصحيفة، أنه ووفقا للتقديرات فقد اتفق نتنياهو وطنطاوي على وسائل للتعزيز الأمني على الحدود ومكافحة ما وصفتها ب "العناصر الإرهابية الإسلامية"، التي تقوم باختراق الحدود من غزة إلى سيناء. وأضافت أن مصر قامت خلال الأسابيع الأخيرة بعملية واسعة المدى لإعادة سيطرتها على سيناء، معلنة أخير إغلاق مئات الأنفاق بين سيناء والقطاع. وأشارت إلى أنه من المحتمل أن يكون طنطاوي ونتنياهو ناقشا أيضا التعديلات على البند العسكري في اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، لافتة إلى أن الدولة العبرية لم تشأ الرد على هجمات إيلات بشن عملية عسكرية في قطاع غزة، بناءً على طلب صريح من مستويات عليا بمصر. وكشفت في هذا الإطار أن مسئولا بارزا بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي تحدث الأسبوع الماضي مع مسئول مصري، قائلا إن إسرائيل لن تشن هجوما كبيرا على القطاع بسبب العلاقات مع القاهرة. وأوضحت الصحيفة أنه بالرغم من تعقد العلاقات بين الجانبين، فإن القاهرة مستمرة في الحفاظ ولو بشكل سري وخفي على اتفاقية كامب ديفيد للسلام من خلال توازنات دقيقة في ظل وجود رأي عام مصري معاد لإسرائيل. وذكرت أنه وفي أعقاب هجمات إيلات أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك عن أسفه لمقتل رجال الشرطة المصريين، لافتة إلى أن المشير طنطاوي قام وبشكل شخصي بمنع سحب السفير المصري من إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن مسئولين إسرائيليين القول، إن سياسة تل أبيب تجاه القاهرة غارقة في حالة من الشك وعدم اليقين، وأن هناك مخاوف لدى إسرائيل من تبعات طرد تركيا للسفير الإسرائيلي من أنقرة، والتأثيرات المحتملة لهذا الأمر على التمثيل الدبلوماسي بين مصر وإسرائيل. يذكر أن العلاقات بين إسرائيل ومصر توترت في أعقاب استشهاد خمسة جنود مصريين خلال هجمات إيلات وطالبت مصر إسرائيل بالاعتذار عن قتل جنودها ودفع تعويضات لعائلاتهم ولوحت بسحب السفير من تل أبيب لكن إسرائيل لم تستجب لهذه المطالب حتى الآن.