بعد 32 يوما من لقائهم الأول داخل قفص الاتهام، التقى الرئيس المخلوع حسنى مبارك، ووزير داخليته حبيب العادلى، و6 من كبار مساعديه، خلال محاكمتهم أمس، بعد قرار المحكمة بضم القضيتين المتهم فيهما مبارك، والعادلى بقتل المتظاهرين. العادلى كان سباقا فى الدخول إلى القفص بالبدلة الزرقاء، وكأنه يسترجع أيام خدمته فى أمن الدولة حين كان يدخل المناطق التى كان يزورها مبارك لتأمينها قبل وصوله، وتبعه مساعدوه عدلى فايد، وحسن عبد الرحمن، وإسماعيل الشاعر، وأحمد رمزى، ثم عمر الفرماوى الذى جلس بعيدا عنهم فى المقعد الخلفى للقفص، وبعد دقيقتين انضم إليهم أسامة المراسى.
العادلى دخل القفص قبل 8 دقائق كاملة من دخول علاء وجمال ووالدهما، والمثير أن علاء كان يتحرك فى القفص والغرفة الملحقة به دون قيد، حيث بدأ أولا بالوقوف على الباب الفاصل بين القفص والحجرة المؤدية إليه، وألقى نظرة على العادلى، ومساعديه تبعها بأخرى إلى القاعة، ثم غادر مكانه واختفى ثوان، ظهر بعدها جمال واضعا يديه فى وسطه ومعطيا ظهره للقاعة، ثم اختفى هو الآخر ودخل علاء إلى القفص لمدة دقيقة تحدث فيها مع العادلى وخرج لإحضار والده بمساعدة جمال.
على سريره المعتاد الظهور به فى القفص، دخل مبارك وبرفقته طبيب، وقام جمال وعلاء بسحب السرير، وأعطيا ظهريهما للقاعة لحجب الرؤية تماما عن الحضور حتى لا يتمكن أحد من مشاهدة المخلوع، وفى أقصى يمين القفص، ثبت السرير بطريقة يصعب معها للغاية رؤية مبارك، حيث وقف علاء وجمال فى البداية أمامه، وتكفلت قوات الأمن بمنع أى فرد من رؤية الرئيس السابق داخل القفص.
المثير للدهشة أن مبارك ظهر للمرة الثانية دون رداء الحبس الاحتياطى الأبيض، حيث كان يرتدى زيا رمادى اللون، الأمر الذى أثار عديداً من التساؤلات حول تصريحات قيادات وزارة الداخلية عن تطبيق لوائح السجون على المتهمين بوضع «الكلبشات» فى أيديهم خارج قفص الاتهام وأثناء الترحيل، وارتدائهم الزى المقرر وفقا للقانون إلا أنه يبدو أن مبارك ونجليه والعادلى لا يزالون يتمتعون بالسلطة التى تمكنهم من مخالفة كل القوانين.
كما اعتاد جمال مبارك أن يتصدر المشهد السياسى لنظام والده المخلوع، تصدر هذه المرة المشهد ولكن فى قفص الاتهام حيث وقف أمام والده ممسكا بالمصحف وخلفه بخطوتين أو ثلاث وقف علاء، جمال ظل شاردا بضع ثوان حين دخلت هيئة المحكمة إلى القاعة، ولم يتحرك إلا بعد أن تحدث المستشار أحمد رفعت وبدأ الجلسة بشكل فعلى، رغم أن جمال كان يقف فى الجلستين الماضيتين خلف شقيقه علاء إلا أنهما بدّلا الأدوار هذه الجلسة، فوقف جمال فى المقدمة وعلاء خلفه، بعد بداية الجلسة بدقائق جلس علاء على المقعد الخلفى للقفص، ساندا رأسه على الحائط الخلفى لينظر برأسه إلى أعلى القفص فى شرود تام، ثم عاد إلى مكانه بجوار والده مرة أخرى.
مبارك بدا منهكا داخل القاعة، وظهر ذلك جليا فى رده على هيئة المحكمة حين أثبتت حضوره.
التشديدات الأمنية التى شهدها القفص والمنطقة المحيطة به التى تنتهى بحاجز حديدى آخر يفصل بين القاعة وقفص المتهمين أدت إلى حجب الرؤية تماما عن الحضور، ولم يتمكن أغلب الحاضرين من رؤية المتهمين بوضوح داخل القفص، حيث وقف قرابة خمسين فرد أمن إلى جوار بعضهم أمام الحاجز الحديدى، ومن خلفهم وقف قرابة 150 مجندا فى زى مدنى.. التشديدات الأمنية التى تبدو متعمدة لحجب رؤية مبارك عن الحضور فسرها أحد الضباط الموجودين أمام الحاجز الحديدى بقوله «دى تعليمات، وأصلا القفص معمول بطريقة هندسية تتناسب مع ميل المدرجات عشان ماحدش يشوف مبارك».