تطور مفاجئ فى رؤية رموز التيارات الإسلامية، للوضع السياسى الراهن فى مصر، قطع مسؤول المكتب السياسى لحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، الدكتور طارق الزمر، خلال مؤتمر «حتى لا تموت الثورة»، أمس، بأن الحل الوحيد المتبقى لاستكمال الثورة هو تشكيل مجلس رئاسى وطنى لحمايتها، بحيث يحشد ويوحد جميع القوى والحركات الثورية لدعم مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسى، فى الانتخابات الرئاسية، على أن يتولى ذلك المجلس، فى حال هزيمة الأخير فى جولة الإعادة، أمام غريمه الفريق أحمد شفيق، مهمة السيطرة على أجهزة ومؤسسات الدولة.. الزمر يرى أنه فى حالة خسارة مرشح الإخوان، فإن شرعية المجلس العسكرى تكون قد انتهت، ناهيك بأن شفيق لن تكون له شرعية، معترفا بأن القوى الثورية أخطأت لأنها لم تطبق قانون العزل، بعد أن تمت الإطاحة بمبارك، كما حدث تضليل إعلامى مفاده أن الثورة كانت فقط ضد شخص ظالم ارتكب جرما فى حق شعبه على مدار 30 عاما.. «شفيق تلميذ نجيب ومهذب للمخلوع حسنى مبارك» -حسبما يرى الزمر- لافتا إلى أنه أسوأ من الرئيس المخلوع، ولو وصل إلى الحكم ستعود البلاد إلى سنوات الضياع والتشتت، قبل أن يقطع بحسم «لن نسمح بعودة النظام السابق، لأننا لن نقبل أن يسخر العالم بأكمله من شعب مصر، ولن نقع فى الفخ، وسنطارد فلول النظام السابق، وسنعيد هيكلة الجيش والشرطة، ونعمل على استقلال القضاء، مهما كلفنا الأمر». ومن جهته طالب القيادى فى الجماعة الإسلامية، عبود الزمر، بالتصدى لعودة النظام السابق، حتى لا يعيش الشعب المصرى فى سجن كبير، مشيرا إلى أن الحكومة تقف بشكل غير محايد، وتُسخر أجهزتها لخدمة مرشح الفلول أحمد شفيق، مشددا على أن الأخير قام بعمل تربيطات مع بعض العائلات فى القرى والمدن، وقام بتوزيع الغنائم والمكاسب من أجل مساندته فى الانتخابات الرئاسية، كما تعهد لعدد كبير بمنحهم مقاعد فى مجلس الشعب لو فاز فى الانتخابات الرئاسية، كما أنه سيعفو عن مبارك وسيخرجه من السجن فى موكب عملاق ويوجه إليه التحية العسكرية، قبل أن يوجه نصيحته للأقباط «لا تنتخبوا شفيق حتى لا تهدموا موقفكم المشرف فى أثناء الثورة المصرية».