مع كل موعد لمحاكمة قتلى الشهداء، صار الطقس المتبع هو وضع الأيدى على القلوب، ترقبا وخوفا لمنح البراءات المجانية. بعد غد الخميس تعقد جلسة للنطق بالحكم فى قضية قتل المتظاهرين بمجمع المحاكم بالمنصورة، والمتهم فيها مدير أمن الدقهلية الأسبق أحمد عبد الباسط ومساعدوه. تلك الجلسة قد تشهد أحداثا مختلفة، فالبراءة التى حصل عليها مساعدو حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق فى قضية قتل المتظاهرين لاقت تصعيدا من قبل النشطاء وردود أفعال متباينة لأسر الشهداء، دشن على أثرها مجموعة من شباب «فيسبوك» دعوة تحت عنوان «اقتحام مجمع المحاكم لو أخدوا براءة»، دعا فيها مجلس أمناء الثورة بالدقهلية إلى اقتحام مجمع المحاكم فى حالة النطق بالبراءة على المتهمين، لتكون الشرعية الثورية بديلا عن الشرعية القضائية، التى لم تفلح فى أن تقتص للشهداء، على حد قولهم، فى الدعوة. خيبة الأمل تخيم على أسر الشهداء بالمنصورة رغم تبقى أيام على جلسة محاكمة قتلة الشهداء، حيث صار هناك شعور أقرب إلى اليقين لدى أسر الشهداء، حيث «تيقنوا من براءة المتهمين استكمالا لسيناريو البراءات»، على حد قولهم. والدة الشهيد محمد أمين الباز تقول «أنا مش هاروح الجلسة عشان ماسمعش البراءة بودنى، أنا ممكن أموت فيها». لا يختلف حال والدة الشهيد محمد جمال سليم عن حال الأم السابقة، تقول والدة الشهيد «أنا مش زعلانة إن ابنى مات… ابنى شهيد، مات عشان ملايين الشباب تعيش.. ابنى مات صغير لكن اسمه هيعيش العمر كله… لكن حسرتى فى أن يظل قتلة ابنى طلقاء ينعمون».