يقوم رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان، بزيارة مصر فى 12 سبتمبر، كما أعلن مسؤول تركى أمس، نافيا معلومات صحفية تحدثت عن مشروع زيارة إلى غزة فى إطار الأزمة مع إسرائيل. وقال مسؤول فى أجهزة رئاسة الوزراء رافضا الكشف عن هويته «سنذهب إلى مصر، لكن ليس لدينا فى الوقت الحاضر مشروع زيارة إلى غزة». وذكرت صحيفة «هبرتورك» الواسعة الانتشار نقلا عن مصادر مقربة من رئيس الوزراء لم تكشفها، أمس، أن أردوجان يخطط لزيارة غزة برا عبر مصر ومعبر رفح الحدودى فى غمرة زيارته إلى القاهرة، بهدف التنديد بالحصار الذى تفرضه إسرائيل على قطاع غزة. التعليق: اللباد: زيارة تأخرت 5 أسابيع.. والانتقال إلى غزة عبر مصر رسالة قوية إلى إسرائيل د.مصطفى اللباد مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية: أردوجان كان من المفترض أن يزور مصر قبل 5 أسابيع من تاريخ زيارته المعلن هذه، لكن بسبب الأحداث المتوترة فى مصر أجّل الزيارة، وهو يأتى الآن لأهمية دور تركيا فى منطقة الشرق الأوسط ولأهمية مصر أيضا لتركيا، والزيارة فى حد ذاتها مفيدة لمصر فى بؤرة الأحداث الأخيرة. لكن الحديث عن زيارة أردوجان لغزة عبر مصر أمر غير مؤكد، لأنه بسبب الأحداث الأخيرة بين مصر وإسرائيل من جهة وتركيا وإسرائيل من جهة أخرى سيعتبر الأمر به حساسية كبيرة لمصر، أما إذا تم ذلك وزار أردوجان غزة فى أثناء زيارته لمصر فإن ذلك له معنى ودلالة كبيران، ويشير إلى أن العلاقة بين مصر وتركيا قد وصلت لمرحلة متقدمة من التنسيق الإقليمى وأنها سوف تكون خطوة تاريخية بين الطرفين، وسيكون ذلك رسالة قوية تنقلها مصر إلى إسرائيل.
التحليل: تركيا تسعى لصنع علاقات جديدة مع «مصر الثورة».. والتقارب يزعج المتربصين زيارة كان مخططا لها سلفا، وغالبا ما سيكون على أجندتها سبل التعاون العسكرى بين البلدين وإلغاء تأشيرات الزيارة بينهما، فى إطار التقارب الذى تسعى إليه تركيا مع مصر عقب الإطاحة بنظام مبارك، وهى زيارة تأتى عقب إطلاق بالونة اختبار حول احتمالية دخول الرئيس التركى قطاع غزة عبر مصر، إلا أن تلك المعلومة تم نفيها لاحقا. زيارة الرئيس التركى تأتى فى وقت تزداد فيه العلاقات التركية الإسرائيلية توترا انتهى بطرد الحكومة التركية السفير الإسرائيلى من تركيا، عقب رفض إسرائيل تقديم الاعتذار عما فعلته مع أسطول الحرية. وهو الأمر الذى لاقى قبولا واحتفاء شعبيا فى مصر، وصل إلى الحد الذى دعا معه ناشطون إلى تبنى دعوات على شبكة الإنترنت لترتيب استقبال احتفالى بالرئيس التركى فى زيارته القادمة لمصر، ويبقى أن الزيارة لو حققت أهدافها فى تحقيق تقارب حقيقى بين تركيا ومصر فى مرحلة ما بعد الثورة سيشكل ذلك ضربة قوية لكل المتطلعين إلى صنع حالة من الصراع بين البلدين على خلفية محاولات الانفراد بالزعامة فى المنطقة.