رغم فقدانه بصره فى أحداث الثورة، لم يفقد الناشط والثائر السياسى، الدكتور أحمد حرارة، عزيمته أو قدرته على المشاركة والنزول مع جموع الشعب إلى الميدان لينادى بالتغيير، حيث ظل ملازما للميدان، ولم يتخل عن الشعب، واستحق اللقب الذى أطلقه عليه البعض «عين الحرية». حرارة الذى التقته جريدة «التحرير» فى الميدان، طالب بتشكيل مجلس رئاسى مدنى ليكون بمثابة طوق النجاة للخروج من الأزمة التى سببها المجلس العسكرى خلال إدارته السيئة للفترة الانتقالية. ■ فى البداية نريد أن نتعرف على رؤيتك فى طرح عديد من الرموز الوطنية والقوى الثورية وشباب الثورة فكرة تشكيل مجلس رئاسى وطنى؟ - يمكننى أن أؤكد أن تشكيل مجلس رئاسى بمثابة طوق النجاة لمصر فى تلك الآونة، وفى اعتقادى أنه نتج كرد فعل حقيقى لما حدث طوال الفترة الانتقالية التى تولى فيها المجلس العسكرى إدارة البلاد وحالة التشرذم التى ظهرت عليها القوى والرموز السياسية والتخبط فى القرارات السياسية، وحجم الإهانة التى تعرض لها الشعب بأكمله طوال حكم العسكر، بالإضافة إلى إعلان دستورى ضحك علينا المجلس العسكرى به، ولم يكن بمثابة دستور. المجلس الرئاسى المدنى يمكنه إدارة البلاد لمدة ستة أشهر أو سنة، ويتم خلالها وضع الدستور وإجراء انتخابات رئاسية، وتحقيق عدالة انتقالية تقوم على 4 محاور، الأولى اعتراف المذنبين بما ارتكبوه من أخطاء، والثانى محاسبة الفاسدين، والثالث تعويض المتضررين، والرابع إعادة هيكلة المؤسسات والهيئات والأنظمة كافة. ■ هل تثق فى نجاح ذلك الطرح فى ظل معارضة بعض قيادات الإخوان لتلك الفكرة؟ - أثق فى نجاح ذلك الطرح، وأعتقد أنه سيتحقق مهما حدث، وليس ذلك من فراغ، ولكن فى ظل الضغط الشعبى والجماهيرى ووجود المواطنين فى الميدان، الذين قرروا الاعتصام والمشاركة واللجوء إلى الميدان، بعد خيبة أملهم فى إصدار حكم عادل بإبادة رموز النظام البائد وعلى رأسهم المخلوع، وبراءة نجلى ومساعدى العادلى ومبارك، لذلك فالميدان سيظل مشتعلا ولن يتراجع، حتى يتم تشكيل مجلس رئاسى وطنى يستطيع أن ينقذ مصر من الهوة السحيقة التى وقعت فيها نتيجة لحكم العسكر وسوء إدارة الفترة الانتقالية. وأؤكد أنه على الإخوان أن يقبلوا إما بالثورة وإما بالمجلس العسكرى، الخياران مطروحان، وعليهم أن يقبلوا قبل فوات الأوان، ولن يكون هناك مجال للحديث عن الانتخابات بشكل أو بآخر لو تم تنفيذ المقترح، وأعتقد أن الإخوان وصلتهم الرسالة وعليهم أن يرضخوا للثورة، وتلك الرسالة لا أوجهها إلى المرشد لكن إلى جماعة الإخوان المسلمين نفسها. ■ وماذا لو عارض الإخوان ورفضوا تشكيل مجلس رئاسى وأكدوا استمرارهم فى جولة الإعادة؟ - لن يؤثر ذلك على الناس فى الميدان، فالجميع فى الميدان اتفق على ذلك الأمر، ولن يتراجعوا، وسنستموت ولن نستسلم ونتراجع، حتى يتم تشكيل مجلس رئاسى مدنى من تلك الرموز الوطنية، بإذن الله، يجمع رموز القوى الوطنية، ويستطيع أن يخلص مصر من حال الفوضى وحكم المجلس العسكرى الغاشم، وأؤكد أنه فى حال رفض بعض الأسماء فى تشكيل المجلس فسيتم طرح أسماء أخرى، ولو تم رفضها سيتم طرح أسماء أخرى، لكن المتفق عليه فى الوقت الراهن هو موافقة حمدين صباحى وأبو الفتوح وخالد على والدكتور محمد البرادعى، بينما لم يحدد الدكتور محمد مرسى مرشح الإخوان المستمر فى جولة الإعادة موقفه حتى اللحظة الراهنة، رغم ثقتنا فى موافقته وقبول الطرح. ■ وكيف ترى نجاح المقترح فى ظل استمرار الانتخابات وتصويت المصريين بالخارج؟ - أمامنا أكثر من 10 أيام وهى كفيلة بقلب الموازين بأكملها، والميدان لن يتراجع ولن يفض اعتصامه حتى يتم تشكيل المجلس الرئاسى. ■ وكيف ترى حكم القاضى أحمد رفعت فى قضيه المخلوع مبارك والعادلى ونجليه ومساعديه فى قضيه قتل المتظاهرين؟ - الحكم مهزلة ومسرحية هزلية واستخفاف بعقول المصريين، لكنى أعود لأؤكد أن الحكم يرجع السبب فيه إلى مجلس عسكرى لم يكن قادرا على إبراز الأدلة وعدم إخفائها حول قتل المتظاهرين، ومؤسسات حكومية ساعدت فى طمس الأدلة، ونائب عام لم يتحرك لبيان تلك الأدلة وإبرازها. قضيتى على المستوى الشخصى ضد العادلى لا مبارك وحده، لكن ما أندهش له هو كيف يقوم نظام كامل بالقتل والنهب والسرقة ويحصل على البراءة؟ نحن لسنا خرافًا، وأؤكد أن شهيد الميدان مثله مثل الشهيد أمام القسم أو مركز الشرطة، الجميع سواء، والحكم ظالم لأسر الشهداء. ■ وكيف كنت تشعر فى أثناء النطق بالحكم؟ - أقاربى وأهلى صدموا وحدث لهم انهيار عصبى، لكنى لم أشعر بالصدمة مثلهم، بل خلدت للنوم عقب سماعى الحكم، لكونى لا أفضل النظر إلى الماضى، ولكن أسعى لتطهير بلادى وحلم التغيير، لذلك فأنا أدرك أن المواجهة مع جمال مبارك وعلاء ومساعدى المخلوع ومن قتلوا أقاربى وإخوانى وأصدقائى وجيرانى، تحتاج إلى توعية للشعب وقدرة على التغيير، نظرا لأن الثورة ستكون فى مواجهة القوى المضادة قريبا، لذلك يجب أن يتم التغيير سريعا، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال التطهير الكامل. ■ كيف ترى هجوم شفيق الشرس ضد جماعة الإخوان المسلمين وتبادل الاتهامات بين الجانبين؟ - أود أن أتساءل: لماذا لم يتحدث الفريق شفيق عن الشارع والميدان وتجاهل تلك الجموع التى خرجت ضده ويتحدث فقط عن الإخوان؟! وخطاب شفيق لم يخل من التسويف مثل سلفه المخلوع مبارك. ■ وماذا تقول للمجلس العسكرى بعد تلك الفترة الانتقالية التى شهدت منعطفات كثيرة فى إدارة البلاد؟ - اتقوا الله وارجعوا مساكنكم وكفاية قتل وتعذيب وإهانة واتهامات وانتهاك لحرمة البنات والفتيات، ولو أنتم بتخافوا على البلد سلموها لمجلس رئاسى مدنى اللى أنتم رفضتموه فى أول 18 يومًا. ■ وماذا عن حزب الدستور؟ - نثق فى نجاحة ونعتبره انطلاقة نحو الحرية والتغيير بمشاركة الرموز الوطنية والسياسية ومنهم الدكتور محمد البرادعى، الذى يحظى بالاحترام والتقدير بشكل كبير، وسيحقق الحزب خطوات جادة خلال الفترة المقبلة نحو الديمقراطية والتغيير.