الخوف بدأ يستبد بطغاة القارة الإفريقية، وشبح تسرب ربيع الثورات العربية لبلادهم بات أمرا وشيكا، وعلى ما يبدو أوغندا قد تكون أولى تلك الدول. فإسقاط حسنى مبارك فى مصر وزين العابدين بن على فى تونس ومعمر القذافى فى ليبيا، عزز من قوة المعارضة الأوغندية، وجعلها تتجرأ لتنظم جمعة جديدة تحت اسم «قوة الشعب». تلك المسيرة الحاشدة التى دعت لها جماعة «نشطاء من أجل التغيير» والمقرر أن تجرى اليوم ستكون لتهنئة شعوب مصر وتونس وليبيا التى أسقطت حكامها المستبدين، ولتكون رسالة لضرورة إسقاط نظام حكم يورى موسيفينى الذى يجثم على حكم البلاد منذ 25 عاما، حيث نشرت الجماعة دعوات عبر البريد الإلكترونى وعبر مواقع التواصل الاجتماعى للمسيرة تظهر فيها صور الزعماء المخلوعين الثلاثة مشطوبا على وجوههم، وبجوارهم صورة لموسيفينى ليس مشطوبا عليها كأنه الرئيس الذى سيليهم. ولكن تلك المسيرة اصطدمت برفض أمنى معتاد، متعللة بأنها قد تتسبب فى إثارة العنف، مما قد يكون رسالة للمعارضين بأن القمع هو ما ينتظرهم إذا نزلوا للتظاهر مجددا، الذين استقبلتهم خراطيم تحمل صبغة وردية اللون فى آخر مظاهرة نزلت للشارع. النزاع على مكان المظاهرة ولأنها ستكون بالقرب من طريق سريع، هى آخر حجة خرج بها المتحدث باسم الشرطة الأوغندية فنسنت سيكاتى، كما أنه كشف عن السبب الحقيقى للرفض قائلا «كما أن الغرض الرئيسى من المظاهرة ليس الاحتفال، ولكن تحريض الناس على مزيد من العنف». موسيفينى، على ما يبدو، بعدما شعر بدنو الخطر من كرسى حكمه، خرج لينتقد التدخل الغربى فى ليبيا والعمليات العسكرية التى شنها حلف الناتو من أجل إسقاط نظام العقيد القذافى، ودعا لعدم الاعتراف بالمجلس الوطنى الانتقالى الليبى كممثل شرعى للنظام الليبى.