ليست كأى جمعة واسأل الثوار فى الميدان. ليست كأى مليونية، فاليوم تكرم الثورة أو تهان. الفرقاء السياسيون الذين ملؤوا الدنيا ضجيجا حول مسميات جمعة اليوم، هدتهم الثورة أخيرا، واتفقوا على «جمعة الإرادة والتوافق». كل الثوار فى الميدان، قبل موعد المليونية بساعات، مواطنون عاديون، نشطاء، سلفيون، إخوان، قلق، ترقب، واجتماعات وتجهيزات، ويافطات ومنصات، وهتافات تحيى الثورة، واتفاقات بين شباب القوى السياسية على تأمين مداخل الميدان، ووأد أى خلافات قد تنشأ بين شباب التيارات السياسية لتعبر جمعة اليوم لبر الأمان بمطالب واحدة وموحدة «الثورة أولا.. مصر أولا». «التحرير» مع الثوار فى الميدان، شباب السلفيين يوزعون بيانا تحت عنوان «جمعة الإرادة الشعبية»، يقرؤه شباب القوى السياسية الأخرى، فيوافقون على ما جاء عليه، فيمر الموزعون على تجمعات أخرى من الثوار. البيان يدعو لوحدة القوى السياسية على استكمال مطالب الثورة، ومحاكمة مبارك، ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين، ورفض المبادئ الدستورية الحاكمة. ممثلو القوى السياسية الذين استكملوا تجهيز منصاتهم (منصة للإخوان، ومنصتان للسلفيين، وخيمة كبيرة للجماعة الإسلامية) اتفقوا ضمنيا على أن تأمين الميدان سيكون عهدة المعتصمين، وقد يشارك فيه الإخوان مع شباب الحركات السياسية والشبابية. شباب (6 أبريل، والحرية والعدالة، وائتلاف شباب الثورة، واتحاد شباب الثورة) سيوزعون أنفسهم على بوابات «هارديز» و«طلعت حرب» و«عمر مكرم»، أما الإسلاميون المعتصمون بالميدان فسيؤمنون بوابة القصر العينى، وسيعاونهم عدد من شباب السلفيين فيما يتولى الائتلاف الإسلامى الحر تأمين بوابة المتحف المصرى بالتعاون مع اللجان الشعبية، على أن يكون لجماعة الإخوان المسلمين دور فى منع أى احتكاك من شأنه أن يكدر اليوم. جدل «مظهر ولا حسان؟» حسم، لصالح مظهر شاهين، خطيب ميدان التحرير منذ قيام الثورة. النقاشات بين شباب الميدان، على اختلاف انتماءاتهم السياسية، كان أبرزها، النقاش الذى جمع وائل غنيم، الناشط السياسى، ومؤسس صفحة «كلنا خالد سعيد»، الذى دعا إلى وحدة الصف والتوافق بين التيارات السياسية، لمنع أى محاولات للقضاء على أهداف ومطالب الثورة التى ولدت فى الميدان.