في الوقت الذي يحصل فيه قتلة الثوار على البراءة، قضت محكمة شمال القاهرة، اليوم الأحد، بالسجن المشدد ثلاث سنوات مع الشغل لكل من طارق مدحت عضو اللجنة التنسيقية بالحركة المصرية من أجل التغيير كفاية، ومحمود الرشيدي، وإبراهيم السني، وذلك بعد أن وجهت النيابة لهم تهم احتلال دار القضاء العالي وترديد هتافات ضد النائب العام، ومقاومة السلطات، وقلب نظام الحكم وتشكيل تنظيم ضد القضاء. أعضاء الحركة الذين نظموا وقفة منذ الصباح الباكر أمام المحكمة، صرخوا عقب النطق بالحكم ورددوا هتاف «يسقط يسقط حكم العسكر، «طارق مدحت قول بأمانة .. حكم العسكر عار وخيانة»، «لموا الشرفا في الزنازين يبقى مكان المجرم فين». وحضر نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، المهندس عبد الحكيم عبد الناصر، الذي جاء المحكمة منذ الصباح الباكر للتضامن مع النشطاء وقال للتحرير «جاء وجودي لدعم كل الشباب الناصريين الذين يحبسون في سبيل مثلث الثورة العيش والحرية والكرامة الإنسانية». وكان طارق مدحت ومحمود الرشيدي وإبراهيم السني ألقي القبض عليهم أمام دار القضاء العالي أثناء تضامنهم مع القضاة المعتصمين المطالبين باستقلال القضاء، بعد مشادتهم مع مرتضى منصور الذي تصادف مروره امام دار القضاء العالي، ووصفه المتظاهرون بأنه عدو الثورة و«فلول» وأحد المتورطين في موقعة الجمل، وما أكده النشطاء والمحامين أن مرتضى منصور قد حرض على اعتقال النشطاء قائلا لأمن المحكمة «العيال دي لازم تتربى»! من جانبه، قال محمد فاضل محامي المتهمين وعضو تنسيقية كفاية أن الحكم كان متوقعا، خاصة أن النائب العام بنفسه المستشار عبد المجيد محمود، كان قد أوصى على ضرورة حبس النشطاء – حسب تصريحاته- بسبب ترديدهم هتافات مناهضة له أمام دار القضاء العالي، وأكد فاضل أن النائب العام قال في النيابة «العيال دي لازم تتربى عشان شتموني» وقال أحد المستشارين في دار القضاء «الشباب دول متوصي عليهم وهياخدوا حكم». وأوضح فاضل أن الحكم ليس نهائيا وسيقوم دفاع طارق ورفاقه بالاستئناف، مشيرا إلى أنه تقدم اليوم ببلاغ في النيابة العامة يحمل رقم 1058 ضد النائب العام المستشار عبد المجيد محمود، وذلك للمطالبة بالتحقيق في واقعة حصوله هو وأعضاء المجلس الأعلى للقضاء عام 2009 على مكافأة من الرئيس المخلوع حسني مبارك دون وجه حق، موضحا أن ذلك الكلام ليس من فراغ بل هي تصريحات للمستشار هشام جنينة في حوار مع إحدى الجرائد الخاصة – المصري اليوم – قبل أشهر. من جانبه، قال محمد عبد العزيز منسق الشباب بحركة كفاية أن مجلس مبارك أسوأ من مبارك نفسه، فهو يقوم بحبس الثوار في الوقت الذي يحصل فيه قتلة الشهداء على أحكام براءة متتالية، وتساءل عزيز بأي ذنب يسجن طارق ورفاقه، وما هو الجرم الذي ارتكبه سوى أنه تضامن مع القضاة المعتصمين أمام دار القضاء العالي.