المرشح المحتمل للرئاسة محمد سليم العوا، قال لهم إن وثيقة الأزهر إرشادية لا إلزامية، وزميله عمرو موسى تبنى قضيتهم، أما محمد البرادعى فتبنى قضية استقلال الأزهر. إذا كان الأمر هكذا فما المشكلة بالنسبة إلى ائتلاف النهوض بالأزهر؟ المشكلة فى اعتبارهم أن وثيقة الأزهر غير شرعية ولا تمثل مؤسسة الأزهر. «لن نقف مكتوفى الأيدى أمام تجاهل مطالبنا أكثر من ذلك»، قالها رئيس ائتلاف النهوض بالأزهر، الشيخ عاطف صوفان، مؤكدا أن الوقت يتطلب ما هو أكثر من المسيرات والاعتصامات، وإن كانت خطوة أولى لا بد منها، وستستمر حتى تحقيق المطالب. صوفان اعتبر الوثيقة غير شرعية، خصوصا أنها لم تدع علماء الأزهر، ولم تشركهم فى الحوار كما أنه لم يُعلن عمن أعد هذه الوثيقة، موضحا أن الائتلاف نجح فى التواصل مع علماء الأزهر، من أمثال الدكتور محمد يسرى الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، ومحمد عبد الرحمن أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، مشيرا إلى أنه كان هناك تجاوب واضح، وبناء عليه تمت صياغة رد مناسب على وثيقة الأزهر التى يعتبرها الائتلاف شهادة ميلاد للعلمانية. الائتلاف طلب ضم مؤسسات الدعوة الإسلامية، والهدف من ذلك، فى رأى صوفان، إنهاء حالة التضارب بين المؤسسات الدينية قائلا «نريد أن تكون كلمة الحلال والحرام واحدة، ونريد لهذه المؤسسات أن تكون مجتمعة لا متفرقة»، معتبرا أن السلبيات التى تواجهها المؤسسات الدينية المتمثلة فى الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء، نتيجة حالة العناد بين هذه المؤسسات، فهذا يبيح وهذا يحرم دون وجود أدلة، وضرب الصوفان المثل بمؤتمر السكان الذى وصفه شيخ الأزهر بأنه غير معبر عن الشريعة الإسلامية، بينما أكد المفتى أنه يدعو إلى مكارم الأخلاق، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الختان، الذى اعتبره شيخ الأزهر واجبا حتى إنه قام بنشر كتاب بعنوان «الختان»، فى الوقت الذى أكد فيه المفتى أنه عادة فرعونية، وحتى الذهاب إلى القدس اختلفت فيه المؤسسات الدينية، فالأزهر ارتأى منع الذهاب إلى هناك حتى تحريره، بينما رأت لجنة الفتوى أنه لا بأس فيه. صوفان يرى أن كل هذا التشتت أدى بدوره إلى جعل الناس فى حيرة من أمرهم، رغم أن القضية دين واحد، كما أنه من المفترض أن يؤدى الاختلاف إلى التجمع والمرونة ولا العداء، معتبرا أنه كان من الواجب على هذه المؤسسات أن تتفق للخروج على المسلمين برد واحد لا شتات فيه، لأن انقسام المؤسسة يوقع أهل المؤسسة بل ويوقع المسلمين فى حرج شديد، معتبرا أن شيخ الأزهر ووزير الأوقاف يعبر كل منهما عن الجهة التى يمثلها وهى حكومة النظام البائد. تخوف البعض من هيمنة مؤسسة الأزهر فى حالة ضم هذه المؤسسات، يرد عليه صوفان بأن الأزهر سيهيمن بعلمائه لأنه هو الأب «اللى هيقوم لكى يجتمع بأولاده»، فى إشارة إلى ضم التيارات الإسلامية وسيأخذ الطابع الاعتدالى. مطالبة شيخ الأزهر للائتلاف بالكشف عن مصادر تمويله، اعتبرها صوفان «عيبا» لما يحمله من مكر، لأن الائتلاف قائم بأموال أعضائه، مضيفا «يبدو أن شيخ الأزهر يتجه نحو الحديث عن التمويل الأجنبى والأجندات الخارجية، وأنا أسأل: هل يجوز لقضية تخص الإسلام فى المقام الأول وهى المطالبة باستقلال الأزهر، أن تجد تمويلا أجنبيا؟».