صارت المذيعة الليبية هالة المصراتى الآن واحدة من أكثر الإعلاميات اللاتى يفتحن شهية كل العرب للسخرية.. كانت هالة واحدة من مجاذيب القذافى، وهى صاحبة براءة اختراع هذا الإفيه «كيف تتبنى أمريكا قرار مجلس الأمن رغم أن التبنى حرام شرعا؟».. لم تتوقف افتكاسات المذيعة عند هذا الحد بل قبل أن ينتصر الثوار بساعات قليلة شهرت مسدسها فى وجه الكاميرا قائلة «ليبيا ستظل ليبيا القذافى».. ولكن كالعادة مع سقوط الطاغية قالت «ليبيا ستظل ليبيا الثوار» وسلمت سلاحها لهم وأكدت أنها على استعداد لكى تشهره فى وجه القذافى وفلوله! فى سوريا بمجرد سقوط القذافى تفاءل الثوار وقالوا إن هذه هى تترات نهاية الأسد.. السوريون يرددون «القذافى طار طار وجاى دورك يا بشار»، ولا أتصور أن بشار هو من سيطير بمفرده ولكن هناك عشرات ممن يجهزون أجنحتهم من الآن استعدادا للحاق بسرب الهاربين.. أغلب النجوم السوريين كانوا صدى لبشار حتى من حاول منهم أن يبدو منحازا إلى الثوار خفتت حدة انحيازه بعد أن مارس النظام عليهم كعادته قبضته الحديدية وبدأ هؤلاء فى أقلمة آرائهم.. من الممكن أن تلتمس بعض العذر لمن يخفف من حدة ثوريته حتى تنزاح الغمة، إلا أن الحقيقة تقتضى أن نذكّر أن من الفنانين السوريين من لديه مواقف ثابتة مثل مى سكاف، وفارس الحلو، ومحمد ملص، ونبيل المالح، وكنده علوش، وغيرهم، تختلف درجات المقاومة ودرجات الخضوع.. ورغداء نعناع الشهيرة ب«رغدة الأسد» وصلت إلى أقصى درجات الخضوع، كانت تسير على خطى هالة مصراتى، إنها أيضا من مجاذيب بشار، فهى تحمل سلاحا باترا بأقوالها وأفعالها ونظراتها الزجاجية لتشهرها فى وجه كل من ينتقد الشبل الذى قالت عنه إنه «من ذاك الأسد»، بل إنها تتجاوز فى انحيازها إلى سفاح سوريا انحياز هالة المصراتى إلى سفاح ليبيا! المصراتى كانت معركتها فقط هى القذافى، بينما رغدة نصبت نفسها مدافعة عن كل الحكام الديكتاتوريين فى عالمنا العربى، وأيدت القذافى قبل سقوطه بتلك الحجة التى تدرك هى مدى سخافتها، وهى أننا نرفض التدخل الأجنبى، واعتبرت ثورات الربيع العربى مجرد أجندة خارجية! رغدة تعيش فى مصر وتحمل الجنسية المصرية بالإضافة إلى السورية، وتستطيع أن تواجه بلا خوف أو على الأقل تصمت، لكنها لا تزال تردد «بشار وبس بشار إلى الأبد».. أتصور أنها الآن تعيش فى كابوس لأن من توقعت أن لا يسقط قد سقط.. قبضة الأسد أشد صلابة من القذافى، والانشقاقات فى الجيش السورى لا تزال محدودة، ولكن ما أنجزه الثوار السوريون أنهم حطموا المقدس.. المارد خرج من القمقم ولا عودة مرة أخرى إلى أبدية الرئيس ولا إلى توريث الحكم.. النصر يلوح فى الأفق لأن الشعوب أرادت الحياة واستجاب لها القدر. هل تظل رغدة حتى اللحظة الأخيرة فى خندق بشار تردد كلمات تجاوزها الزمن مثل «هذا البعبع الصغير من ذاك البعبع الكبير»؟ انتظروا الفصل الثانى قريبا من حكاية «رغدة والبعبع»، سوف تفعل بالضبط مثل هالة التى سارت على نهج أغلب النجوم المصريين وهم يرددون «لم أكن أعرف حجم فساد مبارك».. شاهدوا رغدة بعد قليل وهى تهتف بسقوط بشار وسنين بشار.. تابعوها على الفضائيات خلال الأسابيع القادمة لتصبح مادة تليفزيونية يتوحد العرب للضحك عليها، فهى بطلة المسلسل الكوميدى القادم «أنا والبعبع فى المشمش»!