المحصلة النهائية لبرنامج «فاصل ع الهوا» أن كل ضيوف البرنامج وأغلبهم من أعداء الثورة ملائكة لا يكذبون، ولا يعرفون النفاق، ولا يمارسونه. فكرة البرنامج هى خدعة تقوم بها مقدمته ريهام سعيد، فهى خلال فاصل الحلقة تقوم بمحاورة الضيف، الذى يظن أن كلامه مع المذيعة خارج التسجيل، وبعد عودة الكاميرا إلى التسجيل تقوم هى بإعادة الأسئلة على الضيف أو الضيفة، وقد انتهت كل الحلقات حتى كتابة هذه السطور بنتيجة واحدة، وهى أن كل ضيوف البرنامج يقولون فى الفاصل «المفترض أنه غير مسجل» ما يقولونه فى أثناء التسجيل، والحقيقة آلية البرنامج لن تصل إلا إلى نتيجة معروفة سلفا، فالمنافقون والمتحولون والفلول وهم غالبية ضيوف البرنامج لن يعترفوا للمذيعة بأنهم منافقون، وحتى إذا حدث هذا فالبرنامج يعطى الحق للضيف بعدم إذاعة أى كلام قاله بحسن نية فى أثناء الفاصل، وهذا يعنى ببساطة أننا إذا صدقنا أن الضيف لا يعلم خدعة البرنامج لن نرى ولن نعلم إذا نافق ضيف، ولهذا لا يبقى لنا سوى نتيجة واحدة، هى النتيجة التى تحصل عليها المذيعة وتسعد بها، وهى أن ضيوف البرنامج ليسوا منافقين، وهذه النتيجة خدعة فى حد ذاتها، فالمشكلة فى آراء الضيوف وليس فى كونهم منافقين، والخدعة الحقيقية للمشاهد الذى يفترض أنه سيحترم شجاعة الفلول وإصرارهم على معاداتهم للثورة!