«اللهم عليك بالعلمانيين والليبراليين وكل من يريد تعطيل شرعك يا رب العالمين».. كان هذا الدعاء للشيخ حاتم فريد إمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية فى صلاة التهجد لليلة 23 من رمضان، كفيلا بإثارة حالة من الدهشة والاستياء بين عدد كبير من المصلين، الذين اقترب عددهم من المئة ألف مصلٍ. الغضب من دعاء الشيخ دفع الشباب إلى التوجه نحو «فيسبوك» وتدشين صفحة على الموقع الاجتماعى باسم «ليبراليو الشيخ حاتم فريد»، منتقدين دعاء الشيخ على الليبراليين والعلمانيين فى أثناء صلاة التهجد، إذ قال بعض المشاركين فى الصفحة، إن الذين يصلون وراء الشيخ حاتم ينتمون إلى جميع الأطياف السياسية ليبرالية وقومية وإسلامية، فضلا عن المواطنين غير المنتمين لأى طيف سياسى، متسائلين عن شعور «مصل ليبرالى» يصلى وراء الشيخ، طمعا فى الثواب ثم يفاجأ بالشيخ يدعو عليه.
وأوضح مشاركون آخرون فى الصفحة ذاتها أن إمام المسجد تراجع عن ذكر هذا الجزء من الدعاء فى الليلة التالية.
مسجد القائد إبراهيم يعتبر أحد أهم المساجد الذى بنيت فى وسط مدينة الإسكندرية بمنطقة محطة الرمل، وترجع نشأته إلى الذكرى المئوية لوفاة القائد إبراهيم باشا ابن محمد على والى مصر. وزادت شهرة المسجد فى السنوات الأخيرة بسبب الخطبة التى كان يلقيها الشيخ أحمد المحلاوى إمام المسجد السابق، إلا أنه تمت الإطاحة به من قبل الجهات الأمنية، ليأتى بعد ذلك الشيخ حاتم فريد الواعر الذى استطاع أن يجذب الملايين من المواطنين من أبناء الشعب السكندرى للصلاة وراءه فى شهر رمضان الكريم.
المسجد أصبح فى الآونة الأخيرة أحد الأماكن الرئيسية للاحتجاج فى المدينة الساحلية، بعد تنظيم الدعوة السلفية مظاهرات أواخر العام الماضى بصورة دورية عقب صلاة الجمعة للمطالبة بالإفراج عن كاميليا شحاتة، ليصبح بعد ذلك نقطة انطلاق أحداث جمعة الغضب ورمز ثورة 25 يناير فى الإسكندرية.