"اللهم عليك بالعلمانيين والليبراليين" أوعى حد يقول آمين.. هذا الدعاء دعا به الشيخ حاتم فريد إمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية منذ عدة أيام، وخلفه عشرات الآلاف من المصلين، انقسموا لأول مرة أثناء الرد بكلمة "آمين" لأن بين المصلين آلاف ممن صنفهم بالليبراليين والعلمانيين، والغريب أنه زاد على الدعاء جملة "وكل من يريد تعطيل شرع الله" وبالتالى جعلهم متساويين مع من يريد تعطيل شرع الله. ورغم أن عشرات الآلاف من المصلين يكنون للشيخ حاتم الحب والتقدير إلا أنه لاقى هجوما شديدا على صفحات الفيس بوك وتكونت صفحة خاصة بعنوان "ليبراليو الشيخ حاتم" تفند ما قاله الشيخ ويردون عليه، وجعلوا شعارها "لماذا ندعى على بعض بدلا ما ندعى لبعض". والمشكلة ليست فقط فى دعاء الشيخ حاتم، ولكن فيمن ردد وراءه الدعاء دون وعى بمن هم الليبراليون والعلمانيون، وقد ذكرنى هذا بفيلم "البداية" عندما اتهم جميل راتب أحمد زكى بأنه "ديمقراطى عمره ما حيورد على جنة" وأخبر حمدى أحمد "الفلاح الساذج" بذلك وطلب منه أن يواجهه مؤكدا أنه لن ينكر، فبهت الفلاح الساذج واعتقد أن الثائر الذى يريد أن يحصل على حقوقهم كافر والعياذ بالله. وقد كتبت إحدى المشاركات بالصفحة أنه تم حذف هذا الجزء من الدعاء المسجل على موقع الشيخ حاتم وهو يوم 24 رمضان، ووجهت للشيخ حاتم سؤالا "إذا كنت على حق، فلماذا قطعته، وإن كنت على خطأ، فلماذا لم تعتذر؟" وتوالت التعليقات المختلفة بعد ذلك على الصفحة. لقد أصبح مسجد القائد إبراهيم منذ سنوات قبلة للمصلين فى رمضان، يتجمع فيه عشرات الآلاف من المصلين من كافة أنحاء الإسكندرية، تاركين المساجد القريبة من منازلهم ويتوجهون إلى مسجد القائد إبراهيم بمحطة الرمل، حتى تحولت لعادة وشكل اجتماعى، أكثر منها عبادة، رغم أنها تتسبب فى شلل تام للمرور بمنطقة محطة الرمل حتى الشاطبى، وهو ما يدعونا للتساؤل عن صحة ذلك، ومدى شرعية تعطيل المرور وبالتالى مصالح الناس من أجل الصلاة، خاصة أن ظاهرة قطع الشوارع لإقامة الصلاة أصبحت سمة رئيسية فى المجتمع المصرى، ولا أعرف لماذا شيوخنا الأفاضل لا يناقشون هذا الموضوع، ولا موضوع الميكرفونات الصارخة بالصلاة وبالدروس التى تتخلل التراويح والتهجد دون أى اعتبار لمن لديهم أعمال فى الصباح ويحتاجون للنوم لكى يؤدوا عملهم. وعودة للشيخ حاتم والليبراليين، فما دعا به الشيخ الفاضل، يجعلنا نتساءل عن ثقافة الأئمة، وهل كل من له صوت جميل يصلح إماما، وهل كل من يختلف معهم الإمام فى الرأى يقوم بالدعاء عليهم. والسؤال الذى يفرض نفسه.. لماذا تحولت منابر المساجد إلى ساحات سياسية يتم الإدلاء فيها بالآراء الشخصية التى تعبر عن قناعات فرد ما أو جماعة معينة.. الأمر الذى جعل منابر المساجد تفرق ولا تجمع المسلمين، إذ يخرج بها البعض عن دورها الأساسى.