التقى شيخ الأزهر أحمد الطيب أول من أمس وفدين من حزب الله ومن إيران وحذر من «محاولات نشر المذهب الشيعى بين أهل السنة وببلدانهم»، ويعد هذا أول لقاء بين شيخ الأزهر وممثلين للمذهب الشيعى منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك الذى كان يتهم طهران وحزب الله بالتدخل فى الشؤون الداخلية لمصر والعمل على زعزعة استقرارها. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن الإمام الأكبر أكد «رفض الأزهر -باعتباره حامى حمى أهل السنة والجماعة بالعالم- محاولات نشر المذهب الشيعى بين أبناء أهل السنة والجماعة وببلدانهم». وأضافت الوكالة أن الطيب شدد على أن «الأزهر سيقف بالمرصاد لأى دعوات تفرق وحدة الأمة الإسلامية». وبحسب الوكالة «طلب الإمام الأكبر من الوفد إبلاغ آيات الله بإيران بضرورة الإسهام فى مسيرة التفاهم والتعاون بين المذاهب الإسلامية ونشر ثقافة التسامح بدلا من الحقد والخلاف، واستصدار فتاوى واضحة وصريحة تدين من يدعو بدعوة الخلاف والفرقة والهجوم على أهل الصدر الأول من الصحابة والتابعين وأمهات المؤمنين الذين ورد القرآن باحترامهم والثناء عليهم التعليق: اللباد: خطوة مهمة تعيد إلى الأزهر دوره.. والحديث عن المد الشيعى به مبالغات الدكتور مصطفى اللباد مدير مركز «الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية»: خطوة جيدة ومهمة من الأزهر ولا بد من البناء عليها لكى يعود إليه دوره المنوط به بعد تهميشه طوال فترة النظام السابق، والفرصة سانحة الآن له لتخفيف التوتر السنى الشيعى الذى يعد نجاحه فيه زيادة من دوره ودور مصر، حيث يمثل الأزهر الوسطية الإسلامية المستنيرة. الأزهر بذلك يمارس دورا مكملا للسياسة الخارجية التى افتقر النظام السابق إلى الخيال فى ممارستها مما أفقد مصر كثيرا من قوتها الناعمة، حيث يعد الأزهر أحد عوامل استرداد هذه القوة الناعمة، وهو ما لن يحدث إلا بالانفتاح على الآخر والحوار مع جميع الطوائف والمذاهب، ولكى يعود الأزهر ليكون المرجعية الإسلامية الأولى فى العالم يجب أن يحظى باعتراف جميع المسلمين على اختلاف مذاهبهم، وهو ما حدث بهذه اللقاءات، أما الحديث عن انتشار المذهب الشيعى فى مصر فبه مبالغة كبيرة، إلا أن الأزهر اتخذ الموقف المناسب. التحليل: إيران تحاول التقرب إلى «مصر الجديدة».. والطيب يحاول لعب دور دينى وسياسى جاءت الثورات العربية تحمل تغيرا جديدا قد تنجح فى فرضه إرادة شعبية تريد التمايز عن الخط الأمريكى الإسرائيلى الذى اعتاد توجيه الأنظمة السابقة. إيران تحاول فصل مصر عن التزاماتها التقليدية تجاه أمن الخليج، أو على الأقل تحييدها فى صراعها مع الدول الغربية. أما الموقف المصرى حتى الآن فيحاول لعب دور متوازن انعكس فى تصريحات وزراء الخارجية المتعاقبين، وأكده استقبال الطيب للقائم بالأعمال الإيرانية فى القاهرة. إلا أن الطيب خشى من أن تحمل الزيارة مدلولا على توجه نحو انحياز لإيران فعمد إلى نفيه بتأكيد رفض نشر المذهب الشيعى بين السنة، وهى تصريحات تحمل تأويلات عدة، منها ما يحمل عداء لحرية العقيدة ومدلولات حول استمرار التضييق على الشيعة المصريين الذين اعتاد النظام السابق وأمن الدولة اضطهادهم ووصفهم بالعملاء لإيران وحزب الله