بين الإخوان المسلمين والسياحة «تار بايت». الجماعة لا تتردد لحظة، ولا تفوت مناسبة، من دون أن تكشف موقفها المتعنت من القطاع السياحى، رغم كونه أحد أهم مصادر الدخل القومى والعملة الأجنبية، شأنها فى ذلك، شأن ذراعها السياسى، حزب الحرية والعدالة، الذى كان على موعد، مع اختبار صعب، أعده له ائتلاف دعم السياحة، ورسب فيه بجدارة. كان ائتلاف دعم السياحة، برئاسة إيهاب موسى، عقد مساء أول من أمس، مناظرة مع مسؤولى حزب الحرية والعدالة، لمعرفة رؤيتهم لمستقبل السياحة فى مصر. مثل الحزب «الإخوانى» فى المناظرة، أمين عام الحزب الدكتور محمد سعد الكتاتنى، وذلك فى مواجهة عدد من أعضاء الغرف السياحية، من بينهم رئيس غرفة شركات السياحة حسام الشاعر، ورئيس غرفة السلع السياحية محمد القطان، ونائب رئيس غرفة المنشآت الفندقية ناجى عريان. الكتاتنى، بدأ المناظرة بإعلانه، وجود لجنة خاصة فى حزب الحرية والعدالة، تعرف باسم «التخطيط والتنمية»، ستكون مهمتها «وضع نظرة تنموية للقطاعات المختلفة، وعلى رأسها السياحة»، مشدداً على أن هدم الآثار «غير جائز شرعاً، وما يتعرض منه للتلف، لابد من ترميمه»، ما دعا الحضور إلى التفاؤل، بإمكانية تغيير الإخوان المسلمين، لنظرتهم التاريخية المرتابة للسياحة. لكن الأمور تبدلت بسرعة مذهلة، وبدأ الكتاتنى فى تصدير مجموعة من المحاذير، التى يجب أن يلتزم بها العاملون فى قطاع السياحة، مشيراً إلى أن مصر بلد محافظ وله مرجعية إسلامية، وأيضاً له تقاليده و«على السائحين المتواجدين على الشواطئ المفتوحة، الالتزام بعادات وتقاليد المجتمع»، مطالباً الدولة بإصدار قوانين «تمنع وجود شواطئ العراة، التى لا تتفق مع عاداتنا وتقاليدنا». تقديم الخمور فى الفنادق، كان فى مقدمة محاذير الكتاتنى أيضاً، استناداً إلى أن مصر، دولة محافظة، وعلى أى سائح يأتى إليها «الالتزام بتقاليدها»، على حد قوله. كلام الكتاتنى، أثار حفيظة، عدد من العاملين فى السياحة، ممن شاركوا فى المناظرة، فرد عليه رئيس اللجنة السياحية فى جمعية رجال الأعمال أحمد بلبع، بالإشارة إلى حصوله «على فتوى من دار الافتاء، أباحت له تقديم الخمور فى الفنادق، بشرط تجنيب فلوس الخمور وأرباحها، للتصدق بها أو صرفها فى أعمال خيرية». بلبع جزم بأن حديث رموز التيار الإسلامى، فى وسائل الإعلام، عن منع الخمور وملابس الشواطئ، وما شابه «أثر بشكل كبير على أعداد السائحين»، ما يظهر فى انخفاض حجوزات موسم الشتاء القادم، مشيراً إلى أن الأوضاع السياسية غير المستقرة، لم تثر مخاوف السائحين، بقدر ما أخافتهم مواقف الجماعات الإسلامية.