ميلاد الصبور المتأني في اختياره، المخرج والمفكر، وهو من أهم مخرجي السنيما المصرية إنه «داود عبد السيد» في المولود في 1946، والذي تميّز مشواره بعدم التسرع في اختيار الأعمال التي يقوم بإخراجها، ولكنها ظلت محفورة فى وجداننا حتى الآن. تمنى أن يكون صحفيًا فأصبح مُخرجًا تمنى في طفولتة أن يُصبح صحفيًا وليس مخرجًا سنيمائيًا، ولكن علاقة أحد أقربائه بالوسط الفني وزيارته المتعددة للاستوديوهات وخاصة «استديو جلال»، الذي صُوِر فيه فيلمًا من إخراج أحمد ضياء الدين، ومن حينها انبهر بالسنيما بصورة مذهلة، هذا الأمرالذي لم يستطع تفسيره حتى الآن، وبعدها قرر دخول معهد السينما. مساعد مخرج ليوسف شاهين بدأ حياته العملية بالعمل كمساعد مخرج في بعض الأفلام، أهمها، «الأرض ليوسف شاهين، الرجل الذي فقد ظله لكمال الشيخ، أوهام الحب لممدوح شكري». ولم يستمر طويلًا، في هذا العمل، بعد ما تخلل الملل والزهق عمله كمساعد قائلًا في إحدى مذكراته، « لم أحب مهنة المساعد، كنت تعسًا جدًا وزهقان أوي، لم أحبها، إنها تتطلب تركيزًا أفتقده، أنا غير قادر على التركيز إلا فيما يهمني جدًا، عدا ذلك، ليس لدي أي تركيز». علاقتة بالسنيما التسجيلية يقول داوود عن تجربته التسجيلية، إنها تتيح حرية التجريب بدون خوف من الخسارة المادية فتعبر عن المضمون الذي لديك بصورة متحررة، وحين تُعبر فقد صار في إمكانك التجريب، ولو نجح التجريب فستكسب الثقة فيه وتجد القدرة على المزيد منه. وقدّم العديد من الأفلام التسجيلية، أهمها، « وصية رجل حكيم في شؤون القرية والتعليم 1976، العمل في الحقل 1979، عن الناس والأنبياء والفنانين 1980». «الكيت كات» ونهاية غير متوقعة يُعتبر فيلم «الكيت كات»، من أنجح الأعمال ليس فى تاريخ المخرج فقط، ولكن في تاريخ السنيما المصرية بشكل عام، فمشهد النهاية كان غير متوقعًا وفيه حبكة درامية غير عادية، عندما يظهر الشيخ حسني متوجهًا إلى عمق الكادر وهو يجر العربة التي تحكل جثمان عم مجاهد، يعتقد المتفرج بأن هذا المشهد المليء بالحزن، هو النهاية، إلا إنة يتجاوز كل هذا الحزن، ليدفع بنا إلى أكثر مشاهد الفيلم مرارة وسخرية، وهو مشهد حديث الشيخ حسني في الميكروفون وبالرغم من عبثية هذا المشهد وجماليته كنهاية طبيعية للفيلم، إلا إنه لا يحقق لعبد السيد هدفه ورؤيته، ليعود إلى يوسف، بعد أن تخلص من عجزه، وهو منطلق مع والده في شوارع القاهرة في مغامرة مجنونة على الدراجة، لينتهي بهما المطاف في نهر النيل، مع إشراقة الصباح الرائعة، ليخرجان بثياب مبللة تجمعهما ضحكات صافية وساخرة، معلنة انهزام اليأس والإحباط والعجز. مواطن ومخبر وحرامي فيلم سينمائي بطولة صلاح عبدالله، خالد أبو النجا، هند صبري، وشعبان عبد الرحيم، وحصل عن هذا الفيلم على جائزة أفضل فيلم وأحسن إخراج من المهرجان القومي للسينما. رسايل البحر الفيلم الذي عاد به إلى السنيما بعد فترة انقطاع دامت إلى 9 سنوات، بعيدًا عن السنيما، الذي قام ببطولتة آسر ياسين بعد ترشيح النجمين الراحلين أحمد ذكي وخالد صالح وتم ترشيح الفيلم لجائزة مهرجان الأوسكار الثالث والثمانين لأفضل فيلم أجنبي. وآخر أعماله مع المُثير للجدل «خالد أبو النجا» يحضر المخرج الكبير لفيلم حاليًا هو «قدرات غير عادية»، الذي بدأ في تصويره منذ فترة، وهو بطولة خالد أبو النجا، محمود الجندي.