شهدت المسارح والقاعات التي استقبلت أفلام الدورة 36 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي العربية والأجنبية أيضًا، إقبال جماهيري كبير، ومن المشاهد اللافتة لهذا الإقبال، انتظار الجمهور لموعد دخوله للقاعة، واصطفافه في طوابير منظمة عند باب دخول المسرح الكبير والصغير ومسرح الهناجر وسينما مركز الإبداع، وغيرها من القاعات التي يتردد عليها الجمهور، لحضور الأفلام بدءً من يوم الإثنين الماضي، والذي يستمر حتى الاثنين القادم. وتتنوع فئات الجمهور الذي يتوجه لحضور أفلام المهرجان بين جمهور عادي، وطلبة معهد السينما، إلى جانب الفنانين، وكذلك الصحفيين ومراسلين القنوات الفضائية، الذين يحرصون على تغطية كافة أنشطة وندوات المهرجان، مشيدين بمستوى الأفلام التي تم اختيارها، منها فيلم "باب الوداع" الذي يمثل مصر في المسابقة الرسمية بالمهرجان، والفيلم الفلسطيني "عيون الحرامية" الذي يقوم ببطولته خالد أبو النجا "مصري"، وسعاد ماسي "جزائرية"، وبراعتهم في تجسيد شخصية فلسطينيين، برؤية مخرجته نجوى نجار، كذلك شهد عرض فيلم "شلاط تونس" إقبالًا جماهيريًا عظيمًا، وامتلأت صالة المسرح الكبير بالمشاهدين، وأيضًا فيلم الافتتاح "القطع" لفتاح أكين، وفيلم "بلد شارلي" إخراج أندريه براندسترالير. ومن شدة الإقبال الجماهيري على فيلم "ذيب" الذي شهدت المرة الأولى لعرضه، إقبالًا لافتاً وزحاماً كبيراً عند مدخل القاعة، قامت إدارة المهرجان بإقامة عرضًا ثالثًا له، بخلاف العرض الثاني، الذي كان مقررًا إقامته لمن لم يتمكن من متابعته في المرة الأولى، والعروض الثلاثة ل"ذيب" حرص عدد كبير من الجمهور على التواجد فيها، حتى أن القاعة امتلأت وتم غلقها أمام جمهور آخر يرغب في متابعته، والعرض الثالث سمح لهم بذلك، وتنوع جمهور الفيلم بين الطلبة والسينمائيين المهتمين بمتابعة الفيلم الذي سبق وحاز على عدة جوائز، منها جائزة أفضل مخرج لناجي أبو نوار من مهرجان فينيسيا السينمائي في قسم آفاق جديدة. كما ساعد المهرجان في الإفراج عن فيلم "حائط البطولات" الممنوع من العرض منذ حوالي 15 سنة، وخروجه إلى النور، وهو ما شكل عنصر جذب كبير للجمهور، الذي احتشد أمام القاعة التي تقوم بعرضه فيها، وامتلأت الصالة والبلكون بالحضور، ولم يمنعهم تأخر موعد بدء الفيلم من الثامنة والنصف إلى التاسعة مساءًا من استكماله.