18 من أصل 26 مجلسا محليا فى شمال وشرق جزيرة سريلانكا سيطر عليها تحالف أحزاب موال لمتمردى نمور التاميل، الذين قضت عليهم الحكومة وقتلت قائدهم فيلوبيلاى برابهاكاران فى مايو 2009. عودة النمور هذه المرة سياسية الطابع وليست مسلحة، بعد واحدة من أطول الحروب الأهلية فى آسيا انطلقت عام 1983 بين نمور إقليم إيلام-تاميل وبين حكومة العاصمة كولومبو، لمطالبة المتمردين بالحكم الذاتى للإقليم، وراح ضحيتها 65000 شخص. الحكومة السريلانكية وعدت بإعادة تعمير الشمال والشرق اللذين أنهكهما الصراع، لكن نتيجة الانتخابات الأخيرة أظهرت عمق الانفصال داخل البلاد بعدما فاز تحالف التاميل الوطنى (الذراع السياسية للمتمردين) بالأغلبية فى المناطق التى يقطنونها، بينما اكتسح حزب رئيس البلاد ماهيندا راجاباكسا باقى أقاليم الجزيرة، المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات قالت فى تقرير لها إن الحرب انتهت فى 2009، لكن المصالحة ما زالت بعيدة المنال مع إصرار الحكومة على تجاهل مطالب أقلية التاميل المشروعة، وإقصائهم عن مواقع اتخاذ القرار فى ما يخص مستقبلهم السياسى والاقتصادى. نظام راجاباكسا تعرض لانتقادات قوية سابقا لاستخدامه «القسوة» فى الحرب ضد المتمردين، ووجدت الأممالمتحدة أدلة على قيام الحكومة بعمليات قصف عشوائى للعزل والمستشفيات، بينما كانت نمور التاميل روادا فى استخدام النساء والأطفال وقتها فى تفجيرات انتحارية ضد النظام وأنصاره، لكنهم عادوا الآن بشكل مختلف ليثبتوا أنهم يستطيعون استخدام بطاقات الاقتراع بدلا من الرصاص .