محافظ دمياط يوافق على النزول بسن القبول بالصف الأول الابتدائي    بصيص من الضوء.. هل تشهد قضية سد النهضة تحولا حاسما بعد البريكس؟    وزير الإسكان يدعو المطورين الصناعيين الأتراك للتواجد في مصر    بوتين: مصر تعمل بنشاط في إطار البريكس    إعلامي إماراتي يكشف مفاجأة كبرى بشأن أزمة ثلاثي الزمالك    القنوات الناقلة لمباراة نيس وفرينكفاروزي في الدوري الأوروبي    ليس فرد أمن.. إعلامي إماراتي يكشف مفاجأة عن هوية صاحب التيشيرت الأحمر    سقوط 19 عنصرا إجراميا بحوزتهم مخدرات ب 30 مليون جنيه    السجن المشدد 5 سنوات لعاطلين في الشروع بقتل سائق توك توك وسرقته بالمطرية    محمد محمود عبدالعزيز وزوجته سارة وشيماء سيف ضيوف «صاحبة السعادة»    فريق طبي ينقذ مريضا توقف قلبه بالمنوفية    مدير تعليم القاهرة يوجه بضرورة تسجيل الغياب أولًا بأول    "المشاط" تلتقي مجموعة جيفرز وبنك جي بي مورجان وممثلي الشركة العالمية لعرض نتائج الإصلاح الاقتصادي    ضبط تشكيل عصابي لسرقة الأسلاك الكهربائية من الشقق بمدينة 15 مايو    محافظ أسيوط: استمرار تنظيم حملات النظافة ورفع المخلفات من شوارع مركز منفلوط    ندوات توعية حول ترشيد المياه في إطار مبادرة (بداية) بمطروح    لمواليد برج العذراء.. اعرف حظك في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر 2024    أسقف المنيا يشارك في فاعليات افتتاح مركز "ترينيتي" بالزمالك    بدء تشغيل معامل جديدة بجامعة الإسماعيلية الأهلية (صور)    تعاون مع الأمم المتحدة لمواجهة الجرائم البيئية    تعليق شوبير على تصريحات عامر حسين بشأن تغيير شكل كأس مصر    كولر يعقد محاضرة للاعبين قبل التوجه لملعب مباراة السوبر    تداول 55 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحرالأحمر    وزير الصحة يتابع استراتيجيات تحقيق العدالة الاجتماعية والنمو الشامل في مؤتمر السكان 2024    جامعة المنوفية تحتل المركز التاسع محليا و28 إفريقيا في تصنيف ليدن الهولندي    صعق كهربائى ينهى حياة شاب وإصابة آخر فى الصف    حزب الله يدك قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا    ألمانيا تقدم 96 مليون يورو مساعدات للشعب اللبناني    موعد عرض Arabs Got Talent الموسم السابع 2024 والقنوات الناقلة    اليوم ختام الدورة ال 32 لمهرجان الموسيقي العربية وسهرة طربية لمي فاروق    29 أكتوبر.. عرض مسرحية «قلبي وأشباحه» بموسم الرياض    الأمم المتحدة: تضاعف عدد القتلى من النساء فى النزاعات المسلحة خلال 2023    الدكتور خالد عبدالغفار يستقبل وزير الصحة السودانى لبحث التعاون المشترك    مستشار بصندوق الأمم المتحدة للسكان: شيخوخة السكان مستمرة بوصفها ظاهرة عالمية    التأمين الصحي بالقليوبية يحتفل باليوم العالمي لنظافة الأيدي بمستشفى بنها النموذجي    جامعة بنها تنظم قافلة طبية بقرية ميت الحوفيين ضمن مبادرة "بداية".. صور    تكليف 350 معلمًا للعمل كمديري مدارس بالمحافظات    تحرير 125 محضرًا خلال حملات على المخابز والأسواق    بالأرقام.. كيف ساهمت «البيئة» في تنفيذ المبادرة الرئاسية 100 مليون شجرة؟    محافظ أسيوط يتفقد مدرسة النيل الدولية    تشكيل الاتحاد المتوقع أمام الرياض في دوري روشن السعودي    اعتقال 200 فلسطيني من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة    نيقولا معوض يخدع ياسمين صبري في ضل حيطة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 24 أكتوبر 2024 في المنيا    هل يجوز الكذب عند الضرورة وهل له كفارة؟.. أمين الإفتاء يوضح    بدائل الشبكة الذهب للمقبلين على الزواج.. خيارات مشروعة لتيسير الزواج    ألمانيا تزيد شحنات الأسلحة إلى إسرائيل لتتجاوز التقديرات السابقة    الأحد.. هاني عادل ضيف عمرو الليثي في "واحد من الناس"    سول: قمامة حملها منطاد كوري شمالي سقطت على المجمع الرئاسي    تجديد حبس فني تركيب أسنان قام بقتل زوجته وألقى بجثتها في الصحراء بالجيزة    فصائل عراقية مسلحة تعلن استهداف موقع عسكري بشمال إسرائيل    خالد الجندى: سيدنا النبى كان يضع التدابير الاحترازية لأى قضية    أول إجراء من الزمالك ضد مؤسسات إعلامية بسبب أزمة الإمارات    حملات أمنية مكثفة لمداهمة المصانع غير المرخصة بجميع المحافظات    أكروباتية خرافية من هالاند.. سيتي يقسو على سبارتا براج بخماسية في دوري أبطال أوروبا    نشرة التوك شو| موعد المراجعة الرابعة لصندوق النقد الدولي.. وحقيقة رفع أسعار خدمات الإنترنت    فيديو مرعب.. لحظة سرقة قرط طفلة في وضح النهار بالشرقية    تهنئة بقدوم شهر جمادى الأولى 1446: فرصة للتوبة والدعاء والبركة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسي: نتبنى سياسة «النَّفَس الطويل».. وسنقضي على الإرهاب قريبًا
نشر في التحرير يوم 02 - 11 - 2014

الرئيس ل«وكالة الأنباء الكويتية»: سنستأصل جذور الإرهاب قريبًا.. وسننعم بكامل الاستقرار والهدوء فى مصر وسنظل وطن الأمان
لا بد من تصويب الخطاب الدينى لتصحيح صورة الإسلام وعرض حقائقه بسماحتها واعتدالها
نحن بحاجة إلى خطاب إعلامى واعٍ يسهم فى توفير حالة اصطفاف وطنى للحفاظ على الدولة
ما نشهده من عمليات إرهابية غادرة ومنها العملية الأخيرة فى «كرم القواديس» يتم بمساعدات خارجية
ما حدث فى اليمن كان نتيجة سلسلة من الأخطاء.. والوضع فى ليبيا سببه عملية «الناتو» غير المكتملة
منذ مجىء الرئيس عبد الفتاح السيسى، وهو يعمل على ترسيخ مكانة مصر الإقليمية والدولية، وهو يحارب فى عدد من الجبهات، داخليا، يواجه الإرهاب الذى يريد العودة بمصر إلى الوراء، فى الوقت الذى أعطى إشارة البدء فى عدد من المشروعات العملاقة التى تضمن مستقبلا مغايرا للمصريين، لأنها ستعمل على تعافى الاقتصاد، وإقليميا، بدا فى حل المشكلة التى صارت مزمنة فى عهد الإخوان، مشكلة سد النهضة، كما بدأ فى مد يديه إلى عدد كبير من الدول الأصدقاء فى المحيط العربى والعالم، متجاهلا الرد على تطاولات الدول الكارهة. فى حواره لرئيس مجلس الإدارة والمدير العام لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» الشيخ مبارك الدعيج الإبراهيم الصباح، يكشف السيسى أمورا أخرى تدور بذهنه حول كل تلك القضايا وغيرها.
■ كيف تقيمون فخامتكم العلاقات المصرية-الكويتية وما رؤيتكم نحو تعزيزها فى المستقبل القريب؟ وكيف كان لقاؤكم مع أخيكم حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، خلال حفل تنصيبكم فى القاهرة؟
- العلاقات الأخوية والتاريخية بين مصر والكويت هى علاقات عريقة ووطيدة واستثنائية، حيث قدمت هذه العلاقات الثنائية دائما نموذجا لعلاقات الأخوة ووحدة المصير بين الأشقاء العرب، اختلطت خلالها دماء الشهداء من مصر والكويت وستبقى العلاقات المصرية-الكويتية علامة مضيئة للتعاون والتنسيق بين الأقطار العربية، وسنعمل معا لتعزيزها وتدعيمها حفاظا على مصالحنا المشتركة.
كما أود اغتنام هذه المناسبة لتجديد الإعراب عن تقدير الشعب والحكومة المصرية للدعم السياسى والاقتصادى الكويتى لمصر منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن، وهو ما يؤكد إيمان الجانبين بوحدة المصير المشترك.
■ شهدت الساحة المصرية خلال الأشهر الماضية استقرارا ملحوظا لكن هناك بعض المظاهرات والأعمال التى تعكر صفو المجتمع إلى متى تستمر هذه الأعمال؟
- هذه المظاهرات لا تمثل الغالبية العظمى من المصريين، ولكنها تمثل فئة قليلة للغاية تحاول الخروج عن النظام وتأليب الرأى العام، ولكن أؤكد لك أن الشعب المصرى واع لمثل هذه المحاولات ولن يستجيب لها.. وأود أن أطمئنك وأطمئن الشعب المصرى وكل الشعوب العربية المحبة للسلام والاستقرار.. بأن الحكومة المصرية وبمساندة الشعب المصرى تنتهج سياسة «النفس الطويل» وسنظل صامدين.. شعبا وجيشا.. يدا واحدة.. تذود عن الوطن وتحمى أرضه.. وبإذن الله عن قريب سنستأصل جذور الإرهاب وسننعم بكامل الاستقرار والهدوء فى مصر وستظل وطن الأمان وسيبقى أهلها فى رباط إلى يوم القيامة.
■ ما رؤية فخامتكم لمكافحة ظاهرة الإرهاب التى تتعرض لها مصر وعديد من الدول العربية، وإلى أين وصلت الحملة التى بدأتها قوات الأمن المصرية لمكافحة هذه الظاهرة فى سيناء؟
- إن الرؤية المصرية لمكافحة الإرهاب رؤية شاملة تؤكد أهمية البعد التنموى بشقيه الاقتصادى والاجتماعى، إلى جانب الجهود الأمنية والمواجهة العسكرية بغية القضاء على الأسباب الأساسية التى تمثل بيئة خصبة لاستقطاب بعض العناصر المحبطة لا سيما من الشباب.. وتبرز هنا أهمية تصويب الخطاب الدينى وذلك لتصحيح صورة الإسلام وعرض حقائقه بسماحتها واعتدالها.. تلك مسؤولية سنسأل عنها أمام الله سبحانه وتعالى. وتتواكب مع ذلك أهمية الخطاب الإعلامى.. فنحن فى العالم العربى بحاجة إلى خطاب إعلامى واع ومسؤول، يسهم فى توفير حالة اصطفاف وطنى وراء هدف واحد.. وهو الحفاظ على الدولة الوطنية والعمل على دعمها وتقويتها والحيلولة دون سقوطها أو تفتيتها.
أما بالنسبة إلى جهود مكافحة الإرهاب فى سيناء.. فهى تجرى على قدم وساق، حيث تم إغلاق معظم الأنفاق، ويتم تنفيذ عمليات لتمشيط سيناء بشكل دورى، وما نشهده من عمليات إرهابية غادرة ومنها العملية الأخيرة التى استهدفت نقطة تفتيش «كرم القواديس»، فإنما تتم بمساعدات خارجية ولكن الدولة المصرية اتخذت إجراءات سريعة، ومن بينها فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال وحماية المنشآت العامة والحيوية بمشاركة القوات المسلحة، إلى جانب رجال الشرطة، وجار تنفيذ عمليات عسكرية فى سيناء لملاحقة العناصر الإرهابية، وتم بالفعل القضاء على عدد من العناصر المتورطة فى تنفيذ العملية الأخيرة فى شمال سيناء.
■ تواجه فخامتكم مسؤوليات كبيرة وتحديات أكبر داخلية وخارجية.. هل يمكن التعرف على رؤيتكم تجاه: الأوضاع الاقتصادية التى تعانى منها مصر منذ 25 يناير 2011 فى ضوء تطلعات شعبية كبيرة وخطط تنموية طموحة؟
- حقا لقد تراكمت مشكلات اقتصادية على مدار عقود طويلة، وترافقت معها زيادة سكانية متنامية بمعدلات مرتفعة، ولكن هذه المشكلات لن تثنينا عن مواصلة خطط التنمية الشاملة فى مصر، ولذلك فلقد توجهنا فى مصر نحو المشروعات الاقتصادية العملاقة، التى من شأنها إحداث نقلة نوعية فى الاقتصاد المصرى، ويأتى فى مقدمتها مشروع حفر قناة السويس الجديدة وتنمية محورها والعمل فيه -بفضل الله- يجرى على قدم وساق، طامحين أن ننجز مشروع القناة الجديدة فى عام واحد، بدلا من الفترة التى توقعها الخبراء، والتى تراوحت فى ما بين ثلاثة إلى خمسة أعوام، فنحن فى سباق مع الزمن. وبالتوازى مع هذا المشروع فقد أعطيت إشارة البدء فى إنشاء مركز لوجستى عالمى لتخزين وتداول وتجارة الحبوب والغلال فى ميناء دمياط.. وعلى صعيد التنمية الزراعية نستهدف استصلاح مليون فدان كمرحلة أولى من خطة التنمية الزراعية، التى تستهدف استصلاح أربعة ملايين فدان.
■ البعض يتحمس لمشروع الظهير الصحراوى الذى طرحه العالم الكبير الدكتور فاروق الباز بينما يعارضه خبراء آخرون... ما الحقيقة برأيكم وما تصورات فخامتكم لتمويل مشروعين كبيرين بهذا الحجم... محور قناة السويس والظهير الصحراوى؟
- فى سبيلنا إلى إقامة دولة مؤسسية، فإننا نعمل على وضع استراتيجيات مستقبلية، قد لا يرتبط تنفيذها بالضرورة بنظام بعينه، أى أننا نخطط لمستقبل الدولة ذاتها، ومشروع الظهير الصحراوى أو «ممر التنمية»، الذى طرحه العالم الجليل الدكتور فاروق الباز يعد أحد المشروعات الاستراتيجية التى تهتم بمستقبل الوطن، وتوفر توسعا جغرافيا وتمددا للوادى الضيق بما يستوعب النمو السكانى الطبيعى المتزايد فى مصر، ومن ثم فإننا لن نقوم بتنفيذ هذا المشروع دفعة واحدة ولكننا نبدأ تدريجيا -بالترابط مع مشروع استصلاح المليون فدان، وكذا المشروع القومى للطرق فى مصر- ببناء مجتمعات عمرانية جديدة متكاملة الخدمات والمرافق وكلما انتهينا من مرحلة نبدأ بعدها فى الأخرى وهكذا.
■ يلعب الإعلام دورا كبيرا فى توجيه الرأى العام وفى نهضة الدول.. كيف تنظرون إلى إمكانية الاستفادة من هذا الدور فى المرحلة المقبلة، وما تقييم فخامتكم للإعلام المصرى؟
- تقديرى أن عديدا من وسائل الإعلام المصرية باتت أكثر تفهما وتقديرا للمسؤولية الملقاة على عاتقها، وأضحت أكثر قدرة على التعاطى الإيجابى معها، وآمل أن ينمو هذا التفهم والإدراك.. وأود فى هذا الصدد أن أؤكد على محور آخر فى غاية الأهمية والخطورة، وهو أننا نهتم فى مصر أيضا بالتعليم، ونعول عليه، وليس فقط الإعلام، وبكل عناصر العملية التعليمية وفى القلب منها المناهج الدراسية، التى يتعين أن يتم تحديثها وتنقيتها من أى شوائب قد يساء فهمها، وتستغل لغير مرادها فى نشر قيم متطرفة أو معادية للتعايش السلمى وقبول الآخر، إلا أن النهوض بقطاع التعليم وتطويره يعد عملية طويلة الأجل وتؤتى ثمارها على المدى الطويل، وذلك خلافا للإعلام الذى يستطيع توصيل رسائل مباشرة وسريعة النتائج.
■ حققتم فخامتكم نجاحات سياسية كبيرة منذ توليكم منصب الرئاسة فى يوليو الماضى، وأهمها وقف العدوان الإسرائيلى على غزة وزيارتكم الناجحة للأمم المتحدة، والتقيتم عددا كبيرا من زعماء العالم.. هل يمكن القول إن مصر عادت بكامل قوتها إلى العالم أم أن هناك رواسب مع بعض الدول.. خصوصا الدول الغربية؟
- إن مصر تتعافى وتستعيد مكانتها الإقليمية الرائدة ودورها الفاعل، وعلى الرغم مما تمر به من ظروف اقتصادية وأمنية ترتبط بمكافحة الإرهاب، فإنها تواصل الحركة بدأب ونشاط على كل الأصعدة والمحاور داخليا وإقليما ودوليا، واستطاعت بفضل من الله أن تتوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة حقنا لدماء أبناء الشعب الفلسطينى، ونجحت فى إقرار الهدنة، وذلك على الرغم من بعض المحاولات لعرقلة دورها فى هذا الصدد.. وفى كل يوم تكسب أرضية جديدة.. وتسجل نجاحا تلو الآخر.
أما بالنسبة إلى الدول الغربية، فإن مواقفها قد شهدت تطورا إيجابيا مقارنة بما كانت عليه عقب 30 يونيو، وذلك بعد أن اتضحت الصورة أكثر فأكثر.. وأدركت حقيقة ما شهدته مصر من تغيرات تعكس الإرادة الحرة للشعب المصرى. ولقد تجلى ذلك فى عدد من الإجراءات التى اتخذتها تلك الدول، ومن بينها رفع حظر السفر إلى المقاصد السياحية المصرية، واستئناف مختلف أوجه التعاون بينها وبين مصر، فضلا عن الزيارات المتبادلة واللقاءات بين مصر وهذه الدول سواء على مستوى القمة أو على المستوى الوزارى.
■ هل تشعرون فخامتكم بالتفاؤل تجاه أزمة سد النهضة بعد مباحثاتكم مع رئيس الوزراء الإثيوبى، وانعقاد اللجنة الثلاثية بالقاهرة، وزيارة الرئيس السودانى للعاصمة المصرية مؤخرا؟
- إن التفاؤل مطلوب دائما لتسوية أى مشكلات أو موضوعات خلافية، لا سيما إذا كانت بين الدول الشقيقة والصديقة، ومما لا شك فيه أن هذا الشعور بالتفاؤل يغذيه صدق النيات والرغبة فى العمل المشترك، وهو ما تم الاتفاق عليه مع رئيس الوزراء الإثيوبى هيلاماريام ديسالين، فى أثناء القمة الإفريقية، التى عقدت فى مالابو فى أواخر يونيو 2014، حيث صدر إعلان مشترك عن البلدين «مصر وإثيوبيا» مثل نواة لما نشهده الآن من اجتماعات ثلاثية بمشاركة السودان، نأمل أن تسفر عن نتائج إيجابية.
■ يتخوف البعض من عودة أعضاء وأنصار جماعة الإخوان إلى مجلس النواب فى الانتخابات البرلمانية المقبلة بطرق ملتوية، رغم إدراجها فى قوائم الجماعات الإرهابية.. كيف ستتعامل الحكومة مع هذه القضية؟
- بداية أود أن أنوه إلى درجة الوعى وحجم الاستفادة التى اكتسبها الشعب المصرى من تجربة السنوات الثلاث الماضية، الذى أضحى قادرا على تمييز الغث من السمين.. وأنتهز الفرصة لأوجه الدعوة لكل أبناء الشعب المصرى للتدقيق وحسن الاختيار، أخذا فى الاعتبار الأعباء الملقاة على عاتق البرلمان المقبل فى شقى الرقابة والتشريع، فضلا عن الصلاحيات الموسعة التى يتمتع بها البرلمان فى ضوء مواد الدستور الجديد.. ودعنى أوجه الدعوة أيضا للأحزاب السياسية المصرية للدفع بالشباب إلى الصفوف الأمامية، لإعداد الصف الثانى من الكوادر السياسية وضخ دماء جديدة فى شرايين مجلس النواب المقبل.
■ ما رؤية فخامتكم للأوضاع فى الدول التالية... العراق واليمن وليبيا؟
- القوى التى انقضت على الثورة فشلت فى تحقيق ذلك، وسرعان ما انكشف وجهها الحقيقى ورغبتها فى الاستيلاء على السلطة.. لقد استخدمت الديمقراطية فقط كوسيلة للوصول إلى الحكم عبر الانتخابات.. ثم تخلت عنها تماما بعد ذلك.. كان هذا هو ما حدث فى مصر.. أما فى دول أخرى فقد كانت بنية الدولة ذاتها أضعف من أن تتحمل صعوبة هذه التجربة.. يضاف إلى ذلك تدخلات خارجية من بعض الأطراف، التى وظفت ومولت قوى الإرهاب والتطرف.. فحدث ما نشهده الآن فى كل من سوريا وليبيا.
وبالنسبة إلى العراق فما نشهده جاء كنتيجة طبيعية للظروف الصعبة التى مر بها خلال السنوات الماضية، وعزز من تدهور الأوضاع هناك الأوضاع الإقليمية الصعبة التى تمر بها المنطقة، فلقد اتجهت الأمور إلى تدمير بنية الدولة العراقية واستهداف الجيش العراقى، إلى أن وصلت إلى درجة الهشاشة، وبدأ بعد ذلك تفريخ هذه البؤر الإرهابية التى تستهدف تدمير المنطقة بأسرها.
أما اليمن فما حدث كان سلسلة من الأخطاء.. سواء فى الحسابات أو التقدير لطبيعة الأحداث والتطورات التى تقع فى المنطقة، ومنها ما حدث فى سوريا على وجه التحديد.. ولكننى أعول على أن معظم أبناء الشعب اليمنى لم ولن يقبل بتغيير هويته الثقافية، مهما كانت الضغوط شديدة والتدخلات الخارجية قوية، لدعم الجماعة التى تتحرك الآن لتفرض واقعا جديدا على اليمن لا يناسبه.
وفى ما يخص ليبيا، فلقد أشرت من قبل إلى أن عملية «الناتو» غير المكتملة فى ليبيا وترك البلاد دون جيش وشرطة وطنية يحميانها أسفرت عن هذا الوضع، أخذا فى الاعتبار النزعة القبلية السائدة هناك، فضلا عن التدخلات الخارجية وقيام بعض الأطراف بتأجيج الصراع عبر الإمداد بالمال والسلاح.
■ لماذا تباينت مواقف الدول العربية تجاه الأزمة السورية؟ وكيف يمكن وقف هذه المأساة التى تتعرض لها سوريا وشعبها الشقيق؟
- اسمح لى بداية أن أعبر عن تعاطف مصر ومساندتها للشعب السورى الشقيق فى مواجهة المأساة الإنسانية التى يشهدها منذ ثلاث سنوات، والتى تعمقت منذ شهور، بظهور تلك التنظيمات الإرهابية والتكفيرية ك«داعش» وغيرها.. وأعتقد أن المواقف المبدئية لعديد من الدول العربية إزاء أزمة سوريا متفقة إلى حد كبير، وتتعلق بضرورة الحفاظ على السلامة الإقليمية للدولة السورية، وحمايتها من التفتت والحفاظ على وحدة شعبها وصون مقدراته.. هذا هو الهدف والغاية.. وما دامت الغاية واحدة فإنه يمكن الاتفاق بشأن وسيلة تحقيقها، وأعتقد أن تمدد المجموعات التكفيرية واستفحال خطرها وسعيها للتوسع فى كل من سوريا والعراق كفيل بأن يقرب وجهات النظر إزاء الوسائل التى يتعين اعتمادها لتسوية هذه الأزمة، التى من الأفضل أن تكون وسائل سياسية عبر الحوار.
إيران
■ كيف تنظرون فخامتكم إلى مستقبل العلاقات العربية مع إيران؟
- إن أى علاقة بين طرفين لا يمكن أن تصاغ أو أن يتم تطويرها فى اتجاه ما من جانب واحد، ويتعين أن تتوافر لهذه العلاقة مجموعة من العوامل التى تمنحها القدرة على النمو والاستمرار والازدهار، ويأتى فى مقدمتها توافر الإرادة السياسية.. وعن الجانب العربى سأتحدث.. هل تحتل أى من الدول العربية أراضى إيرانية؟ هل تستخدم الدول العربية الاختلاف المذهبى وأقول «الاختلاف» لا «الخلاف».. أداة للتدخل فى شؤون دول أخرى.. لدينا فى مصر يقوم الأزهر الشريف بتدريس المذهب الجعفرى.. إلى جانب مذاهب أهل السنة والجماعة.. هذا هو مفهومنا عن الاختلاف.. تعايش وتعارف.. هل تستقوى أى دولة عربية ولنأخذ مصر مثالا بإمكانياتها العسكرية على جيرانها؟ أعتقد أن إجابات هذه الأسئلة وهى بديهية كفيلة بالرد على سؤالك.. وفى كل الأحوال يستطيع الطرف الآخر أن يبرهن على حسن النيات، ويعلم جيدا ما الذى عليه اتخاذه إذا أراد تطوير هذه العلاقات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.