ننشر التعريفة الجديدة ل«نقل الركاب» بكفرالشيخ    الأونروا: المدنيون في غزة لا يزالون محاصرين وجوعى ومرضى تحت قصف كثيف    مدرب ليفربول يعترف بصعوبة مواجهة تشيلسي ويشيد بثنائي الدفاع ويكشف حالة أليسون    أسعار النفط تسجل 74.68 دولار ل"برنت".. و70.94 للخام الأمريكى    "الإسكان": إتاحة 426 قطعة أرض لذوى الهمم أو ذويهم بولاية ب20 مدينة جديدة    زحام كبير على ضريح السيد البدوي خلال حفل المولد (فيديو)    رئيس جنوب إفريقيا يحث «بريكس» على تعزيز التعاون في مجال التكنولوجيات    ويلات الصراعات الغاشمة    كوريا الجنوبية: بيونج يانج تشارك فى حرب أوكرانيا وتقرر إرسال 12 ألف جندى    علاوات وإجازات.. أبرز مزايا قانون العمل الجديد    ديربي الرياض| تشكيل الشباب المتوقع أمام النصر    هاني زادة: خدمت الزمالك كثيرًا.. و"شيلت بلاوي سوداء وتقارير حكام" لمنع شطب أي مسؤول بالنادي    ضبط 3 شركات للنصب على المواطنين بزعم تسفيرهم للعمل بالخارج    مهرجان الموسيقى العربية.. أبرز الفعاليات القادمة وجدول المتابعات    البث الإسرائيلى: نتنياهو أجرى مشاورات حول إنجاز صفقة تبادل بعد اغتيال السنوار    أمين الفتوى لقناة الناس: تركيب الرموش والشعر "الاكستنشن" للزوج فقط    تغيب العقل وتفسد البدن.. عباس شومان يرد على مزاعم عدم تحريم الخمر    ضبط 34 ألف نسخة كتاب بدون تصريح داخل مطبعة بالقليوبية    الجيش الأردني ينفي اجتياز عسكريين أردنيين الحدود الغربية للمملكة    اليونيفيل: تم استهدافنا 5 مرات عمدا فى لبنان    وزير الثقافة يشهد انطلاق فعاليات مؤتمر الشارقة الدولي للذكاء الاصطناعي واللغويات    وزارة الثقافة تطلق فعاليات مهرجان أسوان احتفالا بتعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني    مارسيل كولر يجتمع بالجهاز المعاون قبل السوبر المصري    محافظ البحيرة تعتمد تعريفة جديدة لركوب السرفيس والنقل العام والتاكسي بعد زيادة أسعار الوقود    غير صحيحة شرعًا.. الإفتاء تحذر من مقولة: "مال أبونا لا يذهب للغريب"    الأعلى للتعليم يوافق على إطلاق حملة توعية بحقوق الطلاب ذوي الإعاقة    يمنى البحار: تزايد إقبال السياح على حفلات الزفاف وقضاء شهر العسل في مصر    محاولة سرقة تنتهي بمق.تل طالب بسوهاج    موعد ومكان جنازة الشاعر أحمد على موسى    في ذكرى رحيله.. محطات مهمة في حياة الأديب جمال الغيطاني    كاميرات وعلامات إرشادية..الطريق البديل بعد الغلق الكلى لنفق محمد نجيب أسفل الأوسطي    تحرير 21 محضرًا ضد مخابز مخالفة في 3 مراكز بكفر الشيخ    نقيب التمريض تتفقد مستشفى غمرة العسكري وتشيد بكفاءة الأطقم الطبية    بث مباشر.. نقل شعائر صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين    تعاون بين معهد تيودور بلهارس وجامعة كيوشو اليابانية    جامعة المنيا تنظم قافله طبية بقرية بلهاسا ضمن المبادرة الرئاسية "بداية جديدة "    وزيرة البيئة تبحث مع نظيرها الأوزباكستاني آليات تعزيز التعاون بين البلدين    قافلة دعوية مشتركة بمساجد رفح والشيخ زويد    تطورات الأوضاع في غزة ولبنان والسودان تتصدر نشاط الرئيس السيسي الأسبوعي    إزالة تعديات على مساحة 15 فدان أراضي زراعية ضمن حملات الموجة ال 24 في الشرقية    ضبط مرتكبى واقعة اختطاف طفل ومساومة والده لإعادته مقابل مبلغ مالي بالإسماعيلية    تركه سهوًا بداخل السيارة.. ضبط سائق سيارة لاستيلائه على هاتف إحدى السيدات    مصلحة الضرائب: حد أقصى لغرامات التأخير لا يتجاوز 100% من أصل الضريبة    مراكز الإيواء.. «أمان مؤقت» للنازحين اللبنانيين بعد العدوان الإسرائيلي    ثروت سويلم: تم تغليظ العقوبات في اللائحة الجديدة للدوري    وكيل تموين الشرقية يترأس حملات على محطات الوقود    أسعار الحديد اليوم الجمعة 18-10-2024 في الأسواق    التموين: حملات رقابية لمتابعة التزام محطات الوقود بالأسعار الجديدة    وزير الصحة والسكان يؤكد أهمية تقييم التكنولوجيا الطبية في تعزيز الوضع الصحي    5 طرق مفيدة ومهمة لخفض مستويات السكر المرتفعة في الدم بصورة سريعة    مجدي بدران: حملة 100 يوم صحة تؤكد نية الدولة تحرير الجسد من الأمراض    مواعيد مباريات الجمعة والقنوات الناقلة.. قمة الأهلي والزمالك في بطولة إفريقيا لليد    تعرف على استعدادات الفرق المشاركة في بطولة كأس السوبر المصري    ترتيب الدوري الألماني قبل مباريات اليوم الجمعة    لا يسخر قوم من قوم.. تعرف على موضوع خطبة الجمعة اليوم مكتوبة    الأزهر ينعى «شهداء المقاومة الفلسطينية» الأبطال: أرعبوا عدوهم    شيرين عبدالوهاب ترد على معجب طلب يدها للزواج .. ماذا قالت؟    لولو بتحب مها.. محمود شاهين يكشف سبب بكاء إلهام صفي الدين بحفل زفافه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس فى حوار لوكالة الأنباء الكويتية: أمن الخليج خط أحمر لا ينفصل عن الأمن القومى المصرى
نشر في الأهرام اليومي يوم 02 - 11 - 2014

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى ان العلاقات بين مصر و دولة الكويت علاقات تاريخية وطيدة و كانت دائما نموذجا لعلاقات الأخوة و وحدة المصير بين الاشقاء العرب و ستظل علامة مضيئة للتعاون العربى منوها إلى ان لقاءه اخاه سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح سادته اجواء من الاخوة الحقيقية والتفاهم و الحرص المشترك على دعم العلاقات الثنائية و تطويرها.
وقال الرئيس فى حديث شامل لرئيس مجلس الادارة و المدير العام لوكالة الانباء الكويتية »كونا« الشيخ مبارك الدعيج الابراهيم الصباح ان امن الخليج خط احمر لا ينفصل عن الأمن القومى المصرى موضحا ان ارتباط مصر بمحيطها الخليجى ارتباط قوى و وثيق و ان التعاون بينهما يمثل ارضية مناسبة لدعم العمل العربى المشترك.
و شدد على اهمية تكاتف الدول العربية و ترابطها فى المرحلة الفارقة و العمل على اعادة بناء الدول العربية المتضررة و الحيلولة دون اضعاف دول عربية اخري.
و اشار الرئيس الى ان هناك تدخلات خارجية استغلت الثورات العربية و مولت قوى الارهاب و التطرف فى ليبيا و سوريا مؤكدا ان استفحال خطر المجموعات التكفيرية فى سوريا والعراق و سعيها للتوسع سيقرب وجهات النظر العربية تجاه تسوية الازمة السورية . واضاف ان مصر بدأت تتعافى و تستعيد مكانتها الاقليمية و الدولية رغم ظروفها الاقتصادية و محاولات عرقلة دورها مشيرا الى اتخاذ العديد من الاجراءات التى تجذب الاستثمارات الخارجية .
و اكد الرئيس السيسى اهمية تصويب الخطاب الدينى و تخليصه من اى شوائب تجافى صحيح الدين الاسلامى مشددا على ضرورة مشاركة الاعلام فى المسئولية و تحمل اعباء الوطن لان التحديات جسيمة . والى نص الحديث :
كيف تقيمون فخامتكم العلاقات المصرية الكويتية وما هى رؤيتكم نحو تعزيزها فى المستقبل القريب؟ وكيف كان لقاؤكم مع أخيكم حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه خلال حفل تنصيبكم فى القاهرة؟
إن العلاقات الأخوية والتاريخية بين مصر والكويت هى علاقات عريقة ووطيدة واستثنائية، حيث قدمت هذه العلاقات الثنائية دائماً نموذجا لعلاقات الأخوة ووحدة المصير بين الأشقاء العرب اختلطت خلالها دماء الشهداء من مصر والكويت، وستبقى العلاقات المصرية الكويتية علامة مضيئة للتعاون والتنسيق بين الأقطار العربية، وسنعمل معاً لتعزيزها وتدعيمها حفاظاً على مصالحنا المشتركة.
لقد ساد لقائى مع أخى سمو أمير دولة الكويت مناخ من الأخوة الحقيقية والتفاهم والحرص المشترك على دعم العلاقات الثنائية مع دولة الكويت الشقيقة، ودائماً ما تسود اللقاءات المصرية الكويتية الأجواء الودية والحرص على تطوير العلاقات بين البلدين، وبشكل خاص فى المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية، حيث تحتل الكويت المرتبة الخامسة ضمن قائمة الدول الأجنبية المستثمرة فى مصر والثالثة عربياً، وسنعمل معاً على دعم هذه الاستثمارات وتنميتها وتذليل أى عقبات تواجهها بما يحقق المصالح المصرية والكويتية.
كما أود اغتنام هذه المناسبة لتجديد الإعراب عن تقدير الشعب والحكومة المصرية للدعم السياسى والاقتصادى الكويتى لمصر منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن، وهو ما يؤكد إيمان الجانبين بوحدة المصير المشترك.
هل هناك نية لدى فخامتكم لزيارة بلدكم الثانى الكويت؟
دائماً ما تكون النية منعقدة لزيارة الدول العربية الشقيقة، وأتطلع إلى زيارة الكويت للالتقاء بسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والتباحث بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمى والدولي، وتعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين.
شهدت الساحة المصرية خلال الأشهر الماضية استقراراً ملحوظاً لكن هناك بعض المظاهرات والأعمال التى تعكر صفو المجتمع، إلى متى تستمر هذه الأعمال؟
هذه المظاهرات لا تمثل الغالبية العظمى من المصريين، لكنها تمثل فئة قليلة للغاية تحاول الخروج عن النظام وتأليب الرأى العام، لكن أؤكد لك أن الشعب المصرى واعٍ لمثل هذه المحاولات ولن يستجيب لها.. وأود أن أطمئنك وأطمئن الشعب المصرى وكل الشعوب العربية المحبة للسلام والاستقرار .. بأن الحكومة المصرية وبمساندة الشعب المصرى تنتهج سياسة »النَفَس الطويل« وسنظل صامدين .. شعبا وجيشا .. يدا واحدة .. تذود عن الوطن وتحمى أرضه .. وبإذن الله عن قريب سنستأصل جذور الإرهاب وسننعم بكامل الاستقرار والهدوء فى مصر وستظل وطن الأمان وسيبقى أهلها فى رباط إلى يوم القيامة.
ما هى رؤية فخامتكم لمكافحة ظاهرة الإرهاب التى تتعرض لها مصر والعديد من الدول العربية، وإلى أين وصلت الحملة التى بدأتها قوات الأمن المصرية لمكافحة هذه الظاهرة فى سيناء؟
إن الرؤية المصرية لمكافحة الإرهاب رؤية شاملة تؤكد أهمية البعد التنموى بشقيه الاقتصادى والاجتماعي، إلى جانب الجهود الأمنية والمواجهة العسكرية، بغية القضاء على الأسباب الأساسية التى تمثل بيئة خصبة لاستقطاب بعض العناصر المحبطة، ولاسيما من الشباب. وتبرز هنا أهمية تصويب الخطاب الديني، وذلك لتصحيح صورة الإسلام وعرض حقائقه بسماحتها واعتدالها .. تلك مسئولية سنُسأل عنها أمام الله سبحانه وتعالي. وتتواكب مع ذلك أهمية الخطاب الإعلامى .. فنحن فى العالم العربى بحاجة إلى خطاب إعلامى واعٍ ومسئول يساهم فى توفير حالة اصطفاف وطنى وراء هدف واحد.. وهو الحفاظ على الدولة الوطنية والعمل على دعمها وتقويتها والحيلولة دون سقوطها أو تفتيتها.
أما بالنسبة لجهود مكافحة الإرهاب فى سيناء .. فهى تجرى على قدم وساق، حيث تم إغلاق معظم الأنفاق ويتم تنفيذ عمليات لتمشيط سيناء بشكل دوري، وما نشهده من عمليات إرهابية غادرة، ومنها العملية الأخيرة التى استهدفت نقطة تفتيش »كرم القواديس« فإنما تتم بمساعدات خارجية، ولكن الدولة المصرية اتخذت إجراءات سريعة، ومن بينها فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال وحماية المنشآت العامة والحيوية بمشاركة القوات المسلحة إلى جانب رجال الشرطة، وجارى تنفيذ عمليات عسكرية فى سيناء لملاحقة العناصر الإرهابية، وتم بالفعل القضاء على عدد من العناصر المتورطة فى تنفيذ العملية الأخيرة فى شمال سيناء.
تواجه فخامتكم مسئوليات كبيرة وتحديات أكبر داخلية وخارجية .. هل يمكن التعرف على رؤيتكم تجاه الملفات التالية:
أولاً الأوضاع الاقتصادية التى تعانى منها مصر منذ 25 يناير 2011 فى ضوء تطلعات شعبية كبيرة وخطط تنموية طموحه؟
حقاً لقد تراكمت مشكلات اقتصادية على مدار عقود طويلة وترافقت معها زيادة سكانية متنامية بمعدلات مرتفعة، ولكن هذه المشكلات لن تثنينا عن مواصلة خطط التنمية الشاملة فى مصر، ولذلك فلقد توجهنا فى مصر نحو المشروعات الاقتصادية العملاقة التى من شأنها إحداث نقلة نوعية فى الاقتصاد المصري، ويأتى فى مقدمتها مشروع حفر قناة السويس الجديدة وتنمية محورها، والعمل فيه بفضل الله يجرى على قدم وساق، طامحين أن ننجز مشروع القناة الجديدة فى عام واحد بدلا من الفترة التى توقعها الخبراء التى تراوحت فيما بين ثلاثة إلى خمسة أعوام؛ فنحن فى سباق مع الزمن، وبالتوازى مع هذا المشروع فقد أعطيتُ إشارة البدء فى إنشاء مركز لوجيستى عالمى لتخزين وتداول وتجارة الحبوب والغلال فى ميناء دمياط، ويعد الأول فى سلسة من مشروعات مماثلة سيتم تنفيذها. وعلى صعيد التنمية الزراعية، نستهدف استصلاح مليون فدان كمرحلة أولى من خطة التنمية الزراعية التى تستهدف استصلاح أربعة ملاين فدان.. إننا نتحرك فى اتجاهات متعددة معولين على عناية الله .. وإرادة الشعب المصرى ونتوقع المزيد من الدعم والتعاون من جانب أشقائنا،سواء من خلال المساهمات المالية أو الاستثمارات المباشرة أو القروض الميسرة.
ثانياً: عودة الاستثمارات العربية والأجنبية كما كانت عليه فى السابق والحاجة إلى جهد كبير من خلال سن تشريعات وقوانين وإجراءات جاذبة للاستثمار ومعالجة المشاكل التى تعرض لها بعض المستثمرين بعد ثورة 25 يناير؟
إن التشريعات الاستثمارية المصرية كانت فى حاجة ماسة إلى التعديل للتيسير على المستثمرين والمساهمة فى جذب المزيد من الاستثمارات، ومن ثم فإن الدولة عاكفة على صياغة حزمة جديدة من القوانين فى هذا الصدد، وفى مقدمتها قانون الاستثمار الموحد وما يتصل به من قوانين العمل والضرائب وغيرهما، ولقد وجهت لجنة الإصلاح التشريعى فى آخر اجتماع مع أعضائها بضرورة إيلاء القوانين الاقتصادية، وفى مقدمتها قانون الاستثمار أولوية خاصة ومتقدمة، كما أننا نتوجه لتطبيق نموذج »الشباك الواحد« لاختصار الإجراءات وتوفير الوقت والجهد على المستثمرين. وفى هذا الصدد، نرحب بالأشقاء من دولة الكويت للاستثمار فى مصر فى شتى المجالات، كما نتطلع إلى حضور فاعل لدولة الكويت ومؤسساتها التمويلية مثل الصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية العربية فى المؤتمر الاقتصادى الذى ستستضيفه مصر فى فبراير المقبل.
مشروع قناة السويس الجديدة (هدية مصر إلى العالم) كان حدثا عظيما وانطلاقة نحو مرحلة اقتصادية جديدة وواعدة، متى سيجنى الشعب المصرى ثماره وماذا ستضيف القناة لمشروع محور تنمية قناة السويس الذى تعولون عليه كثيرا؟
نعم هو بحق »هدية مصر إلى العالم« حيث إن حفر القناة الجديدة سيؤدى إلى سهولة الحركة الملاحية فى القناة لقوافل السفن القادمة من شمال وجنوب القناة وسيخفض ساعات الانتظار بشكل كبير، وهو الأمر الذى من شأنه اختصار وقت ملاحة السفن وإيصال البضائع، فقناة السويس بمجراها الملاحى الحالى تستوعب 49 سفينة يومياً وبعد تشغيل القناة الجديدة سيتضاعف حجم استيعابها ليصل إلى نحو 98 سفينة يومياً.
وكما أشرتُ من قبل فإنه من المقرر أن يتم الانتهاء من حفر القناة الجديدة خلال عام واحد بإذن الله، ومن ثم فإن إيرادات القناة ستزداد بواقع 4.7 مليار دولار تضاف إلى خمسة مليارات دولار هى الإيرادات المقدرة للقناة عن عام 2014، إلا أن هذه الزيادة مرشحة للارتفاع حال اكتمال مشروع تنمية محور قناة السويس الجديدة ، وما سيتضمنه من مشروعات صناعية وخدمية فى منطقة القناة.
البعض يتحمس لمشروع الظهير الصحراوى الذى طرحه العالم الكبير الدكتور فاروق الباز بينما يعارضه خبراء آخرون ... ما هى الحقيقة فى رأيكم؟
فى سبيلنا إلى إقامة دولة مؤسسية فإننا نعمل على وضع استراتيجيات مستقبلية، قد لا يرتبط تنفيذها بالضرورة بنظام بعينه؛ أى أننا نخطط لمستقبل الدولة ذاتها، ومشروع الظهير الصحراوى أو »ممر التنمية« الذى طرحه العالم الجليل د. فاروق الباز، يعد أحد المشروعات الاستراتيجية التى تهتم بمستقبل الوطن، وتوفر توسعا جغرافيا وتمددا للوادى الضيق بما يستوعب النمو السكانى الطبيعى المتزايد فى مصر؛ ومن ثم فإننا لن نقوم بتنفيذ هذا المشروع دفعة واحدة، لكننا نبدأ تدريجيا بالترابط مع مشروع استصلاح المليون فدان، وكذا المشروع القومى للطرق فى مصر ببناء مجتمعات عمرانية جديدة متكاملة الخدمات والمرافق وكلما انتهينا من مرحلة نبدأ بعدها الأخرى وهكذا.
أما فيما يتعلق بمسألة تمويل المشروعات الكبري، فإن مرحلة البناء المقبلة وما ستشهده من مشروعات ضخمة تتطلب توفير التمويل على كل المستويات، اِبتداءً من تعبئة مواردنا الوطنية وتعظيم الاستفادة من مساهمات المصريين، سواء بالداخل أو بالخارج، على غرار ما حدث فى تمويل مشروع حفر قناة السويس الجديدة حيث تمكن المصريون من جمع 64 مليار جنيه فى ثمانية أيام فقط، وذلك جنباً إلى جنب مع الاتصالات الجارية مع بعض الدول الصديقة وشركاء التنمية للمساهمة فى تنفيذ المشروعات الوطنية، سواء من خلال المنح والمساعدات أو القروض المُيسرة من مؤسسات التمويل العربية والإسلامية.
كيف تنظرون إلى إمكانية الاستفادة من دور الاعلام ؟
يسيء الكثيرون فهم هذه المعادلة ويريدون الانتقال بالحديث عن دور الإعلام إلى »الإعلام الموجه« الواقع تحت تأثير وسيطرة الدولة .. وهى وجهة نظر غير صحيحة .. ففى العصر الحالى الذى انتشرت فيه وسائل الاتصال والإعلام الحديثة أضحى الاعلام أكثر انتشارا وأسرع تأثيرا مما عداه من وسائل، بل أضحى كذلك وسيلة أساسية وسهلة لاستقاء المعلومات السياسية والاقتصادية بل وحتى الدينية، ومن ثم فإن المسئولية الملقاة على عاتق القائمين عليه قد تضاعفت، ولا يمكن توجيهه لخدمة مصالح ضيقة.
وفى ظروف كالتى تمر بها مصر والمنطقة الآن.. هل من المناسب التركيز على قضايا فرعية أو إثارة الرأى العام وإحداث نوع من البلبلة، فى الوقت الذى تحتاج فيه مصر إلى تحقيق الاصطفاف الوطني، فالمخاطر التى نمر بها جميعا فى الوقت الراهن تتعلق »بصراع وجود« الدول ذاتها، وليس مجرد مشكلات بسيطة نبحث عن حلول لها.
تقديرى أن العديد من وسائل الاعلام المصرية باتت أكثر تفهماً وتقديراً للمسئولية الملقاة على عاتقها، وأضحت أكثر قدرةً على التعاطى الإيجابى معها وآمل أن ينمو هذا التفهم والإدراك. وأود فى هذا الصدد أن أؤكد محورا آخر فى غاية الأهمية والخطورة، وهو أننا نهتم فى مصر أيضاً بالتعليم ونعول عليه وليس فقط الإعلام، وبكل عناصر العملية التعليمية، وفى القلب منها المناهج الدراسية.
حققتم فخامتكم نجاحات سياسية كبيرة منذ توليكم منصب الرئاسة فى يوليو الماضى وأهمها وقف العدوان الإسرائيلى على غزة وزيارتكم الناجحة للأمم المتحدة والتقيتم عددا كبيرا من زعماء العالم.. هل يمكن القول إن مصر عادت بكامل قوتها إلى العالم أم أن هناك رواسب مع بعض الدول .. خاصة الدول الغربية؟
إن مصر تتعافى وتستعيد مكانتها الإقليمية الرائدة ودورها الفاعل، وعلى الرغم مما تمر به من ظروف اقتصادية وأمنية ترتبط بمكافحة الإرهاب، فإنها تواصل الحركة بدأب ونشاط على مختلف الأصعدة والمحاور، داخلياً وإقليمياً ودولياً، واستطاعت بفضل من الله أن تتوصل لوقف لإطلاق النار فى غزة حقناً لدماء أبناء الشعب الفلسطينى ونجحت فى إقرار الهدنة وذلك على الرغم من بعض المحاولات لعرقلة دورها فى هذا الصدد .. وفى كل يوم تكسب أرضية جديدة .. وتسجل نجاحاً تلو الآخر. أما بالنسبة للدول الغربية، فإن مواقفها قد شهدت تطوراً إيجابياً مقارنة بما كانت عليه عقب 30 يونيو، وذلك بعد أن اتضحت الصورة أكثر فأكثر .. وأدركتْ حقيقة ما شهدته مصر من تغيرات تعكس الإرادة الحرة للشعب المصري.
لماذا حرصتم على زيارة روسيا مرتين قبل وبعد تسلمكم مهام الرئاسة .. وما النتائج المرتقبة لهاتين الزيارتين على المستويين المصرى والعربي؟
لقد حرصتُ منذ توليَّ منصبى وفى خطاب تكليفى للحكومة على أن تُصاغ السياسة الخارجية المصرية وأن تقيم مصر علاقاتها الخارجية على أسس من الندية والاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، وأن تكون العلاقات المصرية مع مختلف دول العالم علاقات ديمقراطية .. متنوعة ومتوازنة. إن روسيا قوة دولية مهمة تجمعها بمصر علاقات تاريخية نعتز بها ونحرص على تنميتها وتطويرها فى كل المجالات .. ومن هنا جاء الاهتمام بإجراء هاتين الزيارتين.. ولكل منهما ظروفها المختلفة؛ فالزيارة الأولى تمت فى إطار صيغة (2+2) وهى صيغة تتبعها موسكو مع عدد قليل من الدول وتتمثل فى عقد مباحثات مشتركة بين وزيرى الدفاع والخارجية فى البلدين، أما زيارتى الثانية فكانت على المستوى الرئاسى لتدعيم العلاقات ومنحها الزخم السياسى اللازم لدفعها وتقدمها.. ولقد أثمرت الزيارتان العديد من النتائج المهمة.
هل تشعرون فخامتكم بالتفاؤل تجاه أزمة سد النهضة بعد مباحثاتكم مع رئيس الوزراء الإثيوبى وانعقاد اللجنة الثلاثية بالقاهرة وزيارة الرئيس السودانى للعاصمة المصرية مؤخراً؟
إن التفاؤل مطلوب دائما لتسوية أى مشكلات أو موضوعات خلافية، لا سيما إذا كانت بين الدول الشقيقة والصديقة، ومما لا شك فيه أن هذا الشعور بالتفاؤل يغذيه صدق النيات والرغبة فى العمل المشترك، وهو ما تم الاتفاق عليه مع رئيس الوزراء الاثيوبى »هيلاماريام ديسالين« أثناء القمة الإفريقية التى عقدت فى مالابو فى أواخر يونيو 2014، حيث صدر إعلان مشترك عن البلدين (مصر وإثيوبيا) مثل نواة لما نشهده الآن من اجتماعات ثلاثية بمشاركة السودان نأمل أن تسفر عن نتائج إيجابية بما يسهم فى تحقيق المكاسب المشتركة لكل الأطراف،أخذاً فى الاعتبار أن اهتمام مصر بالمصالح التنموية للشعوب الافريقية لا يمكن أن يُغفل الحقوق المائية للشعب المصري.
يتخوف البعض من عودة أعضاء وأنصار جماعة الإخوان المسلمين إلى مجلس النواب فى الانتخابات البرلمانية المقبلة بطرق ملتوية رغم إدراجها فى قوائم الجماعات الإرهابية .. كيف ستتعامل الحكومة مع هذه القضية؟
بداية أود أن أنوه إلى درجة الوعى وحجم الاستفادة التى اكتسبها الشعب المصرى من تجربة السنوات الثلاث الماضية، والذى أضحى قادراً على تمييز الغث من السمين. وأنتهز الفرصة لأوجه الدعوة لكل أبناء الشعب المصرى للتدقيق وحسن الاختيار أخذاً فى الاعتبار الأعباء الملقاة على عاتق البرلمان المقبل فى شقى الرقابة والتشريع، فضلاً عن الصلاحيات الموسعة التى يتمتع بها البرلمان فى ضوء مواد الدستور الجديد. ودعنى أوجه الدعوة أيضا للأحزاب السياسية المصرية للدفع بالشباب إلى الصفوف الأمامية لإعداد الصف الثانى من الكوادر السياسية وضخ دماء جديدة فى شرايين مجلس النواب المقبل.
ما هى رؤيتكم للربيع العربى وللأوضاع فى العراق واليمن وليبيا؟
هناك ملابسات كثيرة فى هذا الموضوع، وأمور يتعين توضيحها، ومن الظلم أن يتم اختزال ثورات شعبية حقيقية أو تصويرها على أنها قامت بفعل مؤامرات خارجية وداخلية .. المؤكد أن الشعوب تثور لشعورها بالظلم الاجتماعى والتردى الاقتصادى ولتراجع عام تلمسه فى أداء السلطات الحاكمة، لكن هناك عدة قوى كانت تتحين لحظة التغيير التى تتسم بكثير من السيولة لتنقض على تلك الثورات وتنسبها إلى ذاتها، علما بأنها ثورة شعبية نابعة من إرادة الشعب الذى أراد الانتقال إلى الأفضل و التمتع بحرية سياسية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية .. لكن القوى التى انقضت على الثورة فشلت فى تحقيق ذلك وسرعان ما انكشف وجهها الحقيقى ورغبتها فى الاستيلاء على السلطة .. لقد استخدمت الديمقراطية فقط كوسيلة للوصل إلى الحكم عبر الانتخابات .. ثم تخلت عنها تماما بعد ذلك .. كان هذا هو ما حدث فى مصر .. أما فى دول أخرى فقد كانت بنية الدولة ذاتها أضعف من أن تتحمل صعوبة هذه التجربة .. يُضاف إلى ذلك تدخلات خارجية من بعض الأطراف التى وظفت ومولت قوى الإرهاب والتطرف.. فحدث ما نشهده الآن فى كل من سوريا وليبيا.
وبالنسبة للعراق، فما نشهده جاء نتيجة طبيعية للظروف الصعبة التى مر بها خلال السنوات الماضية.
أمّا اليمن، فما حدث كان سلسلة من الأخطاء.. سواء فى الحسابات أو التقدير لطبيعة الأحداث والتطورات التى تقع فى المنطقة ومنها ما حدث فى سوريا على وجه التحديد.
وفيما يخص ليبيا، فلقد أشرتُ من قبل إلى أن عملية الناتو غير المكتملة فى ليبيا وترك البلاد دون جيش وشرطة وطنية يحميانها أسفرت عن هذا الوضع، أخذا فى الاعتبار النزعة القبلية السائدة هناك، فضلاً عن التدخلات الخارجية وقيام بعض الأطراف بتأجيج الصراع عبر الإمداد بالمال والسلاح.
لماذا تباينت مواقف الدول العربية تجاه الأزمة السورية؟ وكيف يمكن وقف هذه المأساة التى تتعرض لها سوريا وشعبها الشقيق؟ وما هى حقيقة تنظيم داعش الإرهابي؟
أسمح لى بداية أن أعبر عن تعاطف مصر ومساندتها للشعب السورى الشقيق فى مواجهة المأساة الإنسانية التى يشهدها منذ ثلاث سنوات التى تعمقت منذ شهور بظهور تلك التنظيمات الإرهابية والتكفيرية كداعش وغيرها. واعتقد أن المواقف المبدئية للعديد من الدول العربية إزاء أزمة سوريا متفقة إلى حد كبير وتتعلق بضرورة الحفاظ على السلامة الإقليمية للدولة السورية وحمايتها من التفتت والحفاظ على وحدة شعبها وصون مقدراته .. هذا هو الهدف والغاية .. ومادامت الغاية واحدة فإنه يمكن الاتفاق بشأن وسيلة تحقيقها وأعتقد أن تمدد المجموعات التكفيرية واستفحال خطرها وسعيها للتوسع فى كل من سوريا والعراق كفيلٌ بأن يقرب وجهات النظر إزاء الوسائل التى يتعين اعتمادها لتسوية هذه الأزمة، التى من الأفضل أن تكون وسائل سياسية عبر الحوار.
الكثيرون فى العالم العربى يتطلعون إلى بارقة أمل لاحت فى الأفق بعد ثورة 30 يونيو وهى التعاون الواضح بين مصر وبعض دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية .. هل هناك تصور لتعزيز هذا التعاون؟
بالتأكيد، إن مصر تنظر بكل تقدير وإعزاز للمواقف المُشَرفة والمسانِدة من أغلب دول مجلس التعاون الخليجي، ومن بينها دولة الكويت، مع ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو. فلم يتوانَ الاخوة فى الخليج للحظة واحدة عن تأييد تطلعات الشعب المصرى نحو الاستقرار والتنمية ونبذ من حاولوا تغيير هويته الثقافية والاجتماعية .. وبالتالي، فإن ارتباط مصر بمحيطها الخليجى هو ارتباط قوى وثيق. كما تعمل مصر أيضاً على دعم التواصل مع الأشقاء فى الخليج عبر التشاور والتنسيق. وأعتقد أن هذا التعاون المصرى الخليجى يُمثل الأرضية المناسبة التى يمكن البناء عليها من أجل دعم العمل العربى المشترك. وبالتأكيد عندما تسمح الظروف بقيام تعاون عربى أشمل، لن تتردد مصر، بل ستكون من أوائل المبادرين لطرح رؤى تزيد من أواصر التعاون البناء الذى يجمع مختلف الشعوب العربية فى البناء والتنمية.
كيف تنظرون فخامتكم إلى دور العلماء المصريين فى إحداث تقدم علمي، خاصةً أنكم التقيتم الكثير منهم وشكلتم مجلساً استشارياً لهم؟
بدون العلم والعلماء لن تنهض الأمم.. إننى مؤمن تماماً بدور العلم والبحث العلمي، وكذا تفعيل ما يتم التوصل إليه من أفكار على أرض الواقع. بالتأكيد هناك فى مصر، كما فى مختلف الدول العربية، ذخيرة من العلماء الذين بإمكانهم تقديم العون لأوطانهم. لقد حرصت مراراً على الالتقاء بالعديد من علماء مصر، وشكلت مجلساً استشارياً منهم.. كما طالبتهم وأطالبهم دائماً بطرح ما لديهم من فكر نافع تحتاجه مصر فى هذه المرحلة الدقيقة التى تسعى فيها إلى البدء فى طريق الانطلاق، ونأمل مستقبلاً فى تقريب المسافة ما بين الفكر النظرى والتطبيق على الواقع العملى فى بلدنا.
»مسافة السكة« هذا رد فخامتكم على سؤال حول موقف مصر إذا تعرض أمن إحدى الدول العربية للخطر، وقد أحدثت هذه الكلمات الموجزة والسريعة طمأنينة كبيرة فى نفوس الشعوب العربية .. هل هناك رؤية لحماية الأمن العربى وكيف تنظرون إلى أمن منطقة الخليج العربي؟
على الرغم من أننا نحارب معركتنا الداخلية ضد إرهاب غاشم عنيف متعدد الاوجه، فإننا لا ننسى البعد الإقليمي. نحن نجرى مشاورات شبه يومية مع العديد من الزعماء العرب، ولدينا أيضاً نفس الزخم من الاتصالات مع العالم الخارجي. نسعى إلى تجنيب المنطقة المزيد من التصعيد والقلاقل، نريد أن تستقر الأوضاع فى المنطقة العربية وأن تحافظ كل دولة على قوامها الجغرافى والسكاني، حتى تستطيع النهوض من جديد. وأؤكد بوضوح ان أمن منطقة الخليج هو خط أحمر لا ينفصل عن الأمن القومى لمصر، وأن ما يصيب مواطن كويتى أو سعودى على سبيل المثال، إنما يتألم له أخوه المصري، وينتفض من أجل مساندته ودفع أى خطر عنه.
كيف تنظرون فخامتكم إلى مستقبل العلاقات العربية مع إيران؟
إن أى علاقة بين طرفين لا يمكن أن تصاغ أو أن يتم تطويرها فى اتجاه ما من جانب واحد، ويتعين أن تتوافر لهذه العلاقة مجموعة من العوامل التى تمنحها القدرة على النمو والاستمرار والازدهار، ويأتى فى مقدمتها توافر الإرادة السياسية. وعن الجانب العربى سأتحدث،هل تحتل أى من الدول العربية أراضى إيرانية؟ هل تستخدم الدول العربية الاختلاف المذهبي.. وأقول »الاختلاف« وليس »الخلاف« .. أداةً للتدخل فى شئون دول أخرى .. لدينا فى مصر يقوم الأزهر الشريف بتدريس المذهب الجعفرى .. إلى جانب مذاهب أهل السنة والجماعة .. هذا هو مفهومنا عن الاختلاف .. تعايش وتعارف .. هل تستقوى أى دولة عربية، ولنأخذ مصر مثالاً، بإمكاناتها العسكرية على جيرانها؟ أعتقد أن إجابات هذه الأسئلة وهى بديهية كفيلة بالرد على سؤالك .. وفى كل الأحوال يستطيع الطرف الآخر أن يبرهن على حسن النوايا ويعلم جيداً ما الذى عليه اتخاذه إذا أراد تطوير هذه العلاقات.
هل تعتقدون فخامتكم أن القضية الفلسطينية تأثرت سلباً بثورات الربيع العربي؟ وكيف واجهتم تحدى العدوان الإسرائيلى الأخير على غزة؟
بدايةً أود أن أؤكد أن القضية الفلسطينية هى قضية العرب المحورية، وستظل محتفظة بمكانتها التقليدية فى صدارة السياسة الخارجية المصرية، ومن ثم فإن ما تجابهه مصر من ظروف داخلية وما تواجهه من أوضاع إقليمية لم يثنها عن حقن دماء الأشقاء فى فلسطين وبالتالى فإن مكانة القضية ذاتها لم تتغير، أما بالنسبة لظروف المنطقة فقد منحت بعض الأطراف خارجيين وداخليين قدرة على التأثير فى المعادلة الفلسطينية. وتسبب ذلك فى اعتداءات إسرائيلية على قطاع غزة وآخرها ما حدث فى الصيف الماضي، وهو ما بذلت خلاله مصر جهداً كبيراً لاحتواء الموقف عبر طرح مبادرة رُفِضت فى البداية من قبل أطراف فلسطينية، واحتضنت مصر بعد ذلك جهود تقريب المواقف التى أسفرت عن وقف العمليات العسكرية التى تعرض خلالها الشعب الفلسطينى الشقيق لمحنة إنسانية قاسية، واستكملت مصر جهودها بتنظيم مؤتمر إعادة إعمار غزة الذى كُلل بالنجاح وتم توفير 5.4 مليار دولار لمصلحة جهود إعادة الإعمار. إن مصر تنطلق فى ذلك من واقع مسئوليتها فى الحد من إراقة كل نقطة دم عربية .. وهى ترى أن الشعب الفلسطينى وقع عليه ظلم جسيم يجب أن ينتهي، وأن يحيا كسائر شعوب الأرض مستقلاً، مستقراً، آمناً، مطمئناً داخل حدود دولته الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967وعاصمتها القدس الشرقية..إننى أناشد كل الأطراف لا سيما الشعب الإسرائيلى للتفاعل الإيجابى مع بنود المبادرة العربية، فما يمكن إنجازه اليوم، أفضل بكثير مما يمكن إصلاحه بالغد.
ما هى رسالتكم للعالم العربي؟
أقولها بصراحة ووضوح انه لا بد لنا جميعاً من أن نقرأ ونستلهم العبر من ماضينا وحاضرنا كى نصنع مستقبلنا بيدنا، لا بيد غيرنا.. لا بد أن نعى أن مصدر قوتنا هو اتحادنا فى الرأى والقول والعمل، وما نراه بالفعل فى العديد من البلدان العربية، التى تتعرض لخطر داهم، يفرض علينا كشعوب عربية أن نقف صفاً واحداً من أجل تحقيق الانتصار فى صراع الوجود الذى نخوضه.
الشيخ مبارك الدعيج: لقائى مع الرئيس نافذة على مستقبل العالم العربى
شخصية محترمة لها مهابة تبعث التوقير فى النفس .. وتتمتع بمودة تجعلك تشعر بمدى قربها إليك .. حتى وإن كان لقاؤك بها يتم للمرة الأولى .. عن فخامة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى أتحدث .. ذلك الرجل الذى خاطر بحياته دفاعاً عن مستقبل وطنه والمنطقة العربية بأسرها.بهذه الكلمات سجل رئيس مجلس الادارة والمدير العام لوكالة الانباء الكويتية (كونا) الشيخ مبارك الدعيج الابراهيم الصباح انطباعاته عن لقائه مع الرئيس عبدالفتاح السيسى مستطردا: تشرفت بلقاء فخامته بعد استجابته الكريمة .. صباح الأربعاء الموافق 29 أكتوبر 2014 بالمكتب الرئاسى بقصر الاتحادية .. لأجرى حواراً مع فخامته.. فوجدته شخصا مهموما بقضايا أمته على الرغم مما تمر به مصر من تحديات اقتصادية وجهود دءوبة لمكافحة إرهاب غاشم .. وكان إيمانه بالارتباط بين الأمن القومى المصرى وأمن منطقة الخليج حاضراً فى المشهد .. حيث أكد فخامته أن أى تقصير فى صون أمن الخليج يعد تقصيراً فى حماية الأمن القومى المصري.
واضاف الشيخ مبارك الدعيج لمست خلال لقائى مع فخامته اعتزازا صادقا وتقديرا عميقا لأخيه سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مقدرا حرص سموه على المشاركة فى مراسم تنصيب الرئيس السيسى فى الثامن من يونيو الماضى .. كما عبر لى عن اعتزاز مصر، حكومة وشعباً، بدولة الكويت وشعبها الشقيق، معتبراً أن ما يسىء أى مواطن كويتى يشعر به أخوه المصري، ومنوهاً إلى أن مصر لم ولن تتوانى يوماً عن نصرة الكويت، وأنها ستظل تذكر وتقدر المواقف المشرفة للقيادة والشعب الكويتيين ووقفتهما المبكرة إلى جوار مصر وشعبها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.