دخل فى مغامرة كروية جديدة بعد أن وافق على تولِّى الإدارة الفنية لفريق الاتحاد السكندرى الذى يعانى من تراجع فى مستوى الأداء والنتائج. عقب إتمام التعاقد بيوم واحد شاءت الأقدار أن يبدأ التوأم مهمته بلقاء صعب وحساس أمام الزمالك، لكنه واجه الموقف بشجاعة وأعلن تحمّله المسؤولية رغم أنه لم يحفظ بعد أسماء لاعبيه! كالعادة نجح حسام فى إلهاب حماس فريقه ودفعه إلى بذل أقصى الجهود الممكنة من أجل محاولة تعويض الفوارق الفنية بينه وبين منافسه الذى نجح فى خطف النقاط الثلاث بهدف وحيد أحرزه مؤمن زكريا بتسديدة صاروخية. مسيرة حسام وإبراهيم الرياضية شهدت عددًا من التجاوزات غير المقبولة الناتجة عن الانفعال الزائد والحماس الشديد، لكن التاريخ يعتبرهما علامة فارقة فى تاريخ الكرة العالمية بعد الكم الهائل من البطولات القارية والألقاب الشخصية التى حصلا عليها. الأول هو الهداف التاريخى لمنتخب الفراعنة والنادى الأهلى وأحسن لاعب محلى فى إفريقيا عن الخمسين سنة الماضية، بينما الثانى لا يزال -حتى اليوم- يحمل صفة أفضل ظهير أيمن عرفته الملاعب المصرية منذ عقود طويلة. لعبا سويًّا ضمن صفوف 6 فرق محلية وعربية وأوروبية قبل أن يفترقا -لأول مرة منذ الولادة- بعد أن تعرَّض إبراهيم لحادثة سيارة أثَّرت على مستواه فاضطر حسام إلى إكمال المشوار وحده مع الترسانة ثم الاتحاد السكندرى. بعد الاعتزال توليا الإدارة الفنية لعديد من الأندية كان من أبرزها المصرى والزمالك «مرتين»، وكذلك منتخب الأردن، وأخيرًا استقر بهما المقام فى الإسكندرية مع زعيم الثغر. التطابق الشكلى بينهما كان مصدر بلبلة للحكام والمدربين -بل ولزملائهما أيضًا- مما خلق كثيرًا من المواقف الطريفة، أذكر منها: 1- فى أحد اللقاءات الإفريقية نال إبراهيم بطاقة صفراء للخشونة، بعدها ارتكب خطأً آخر عنيفًا فوضع الحكم الأجنبى يده فى جيبه لإخراج الإنذار الثانى الذى يعنى الطرد من الملعب، هنا اندفع حسام نحوه بكل قوة متقمصًا دور المعترض وشاركه فى التمثيلية كل لاعبى الأهلى ما عدا إبراهيم الذى اختفى من المشهد فلم يبقَ أمام الحكم سوى وجه حسام المطابق لنفس صورة مرتكب المخالفة، فطلب منه أن يستدير ليرى رقم قميصه -الذى لم يكن مدونًا فى مفكرته كلاعب حاصل على إنذار سابق- واكتفى بإشهار البطاقة الصفراء التى تقبلها حسام راضيًا من أجل إنقاذ توأمه! 2- فى إحدى مباريات الدورى سجَّل إبراهيم هدفًا برأسه وسط الزحمة ثم اندفع بسرعة لمعانقة شقيقه -الذى كان ينافس على لقب الهداف- ليوحى للحكم بأن مسجل الهدف هو حسام! بالفعل دخلت الخدعة عليه ودوَّن الهدف باسمه، لكن لجنة المسابقات صحَّحت الخطأ وسجَّلت الهدف باسم إبراهيم بعد مراجعة التسجيل التليفزيونى. علم النفس يشير إلى أن الفارق الزمنى البسيط بين ولادة الشخص وتوأمه يحدِّد بشكل كبير شكل العلاقة بينهما ويجعل أحدهما فى منزلة الأخ الأكبر بالنسبة إلى الآخر! من واقع خبرتى الشخصية -باعتبارى أبًا لتوأم- أخمِّن أن حسام هو الشقيق الأصغر.. صح يا كابتن ولّا أنا غلطان؟