بعنوان «ثورة مصر التي لاتنتهي أبدا» نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقالا ل«ستيفن كوك» الخبير في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ومؤلف كتاب الكفاح من أجل مصر: من ناصر إلى ميدان التحرير. كوك قال في مقاله: إن القاهرة تعاني من توتر هذه الفترة، وإن العديد من الأحزاب السياسية والجماعات اتحدوا في معارضتهم للحكم العسكري على الرغم من اختلافهم فيما بينهم، فيما يحاول الإخوان المسلمون البقاء بعيدين عن خط النار من خلال عقد صفقات مع الجيش. وشبه «كوك» عام 2012 في أحداثه بمصر أواخر عام 1954، حين اندلعت احتجاجات شعبية مطالبة بحكم مدني وقتها، حيث نشبت معركة بين مجموعات من الطلاب وبين قوات الشرطة أثناء توجههم إلى القصر الرئاسي، للمطالبة بأن يحول ناصر مصر إلى حكم مدني. وطالب كوك الشباب المصريين بأن يغمضوا أعينهم وينسوا الجزيرة وفيسبوك وتويتر ويتخيلوا أنفسهم مع هؤلاء الطلاب، وأضاف كوك: إن تاريخ مصر ليس صورة للمستقبل، ولكن حتى يتجنب المصريون تكرار هذا المسار الكارثي في الماضي، سيحتاجون إلى العثور على وسائل تمنع العسكر من فرض رغبتهم على المجتمع كما فعل ناصر في الخمسينيات. وتابع: إن الأطراف التي اشتركت في أحداث 1954 هي ذاتها التي تشارك في أحداث اليوم، العسكر والإخوان المسلمون والطلاب أو النشطاء الشباب هذه المرة والأحزاب السياسية الليبرالية العديدة. وأضاف كوك إن الحركات العمالية واليسارية لعبت دورا أبرز في معارضة الضباط الأحرار، عما تقوم به الآن في معارضة العسكر، وأرجع السبب إلى إنه قد يكون تغير ديناميكية مصر السياسية. مشيرا أن فهم هذه الأحداث، قد يساعد النشطاء وقادة الأحزاب والمصريين العاديين حالياعلى كتابة تاريخ جديد وأوضح لبلادهم. مكملا: هذا مهم للغاية لأن حكام مصر العسكريين يعدون حاليا بإنهم يمهدون الطريق للديمقراطية، ولكن تصرفاتهم تناقض ذلك. وأضاف إن النشطاء المصريين يخشون من نوايا العسكر والإخوان، ومن وجهة نظر كوك، فإن مصالح العسكر تتناقض مع أساسيات الديمقراطية، التي من ضمنها أن يكون الشعب هو مصدر الشرعية، وأن تخضع أنشطة العسكر لرقابة مدنية. ويرى كوك في مقاله إنه على الرغم من الآمال التي بنيت على الانتخابات البرلمانية والدستور الجديد، إلا إن الموقف لايزال غير مستقر في مصر بدرجة كبيرة.