كشفت الدكتورة نسرين أحمد حلمي، منسق مشروع دمج الموسيقى في المناهج الدراسية، بوزارة التربية والتعليم، عن تفاصيل المشروع الجديد، «تدريس اللغة العربية للابتدائية على أنغام الموسيقى»، مشيرة إلى أنه قائم على دمج الأنشطة لخدمة التعليم والمواد الدراسية، وتشغيل المواد الدراسية لتفعيل الأنشطة من ناحية أخرى. وأضافت في تصريحات ل«التحرير»، أن الأنشطة المستخدمة في المشروع هي التربية الفنية والتربية الموسيقية والتربية المسرحية، لافتة إلى أن الوزارة دمجت بين المناهج الدراسية والأنشطة للتكامل فيما بينها، لتفعيلها بالشكل المضبوط. وتابعت أن المشروع مطروح كمشروع قومي بمبادرة تحمل عنوان " العودة إلى الكتاب المدرسي"، والمفترض أن هذا المشروع يشارك فيه كل من يملك موهبة التأليف أو التلحين من الشعب المصري، ويهدف المشروع إلى مراجعة المواد الدراسية والدروس التي يتلقاها الطلاب في المدارس، وأن يتم تأليف " نشيد باللغة العربية" على كل درس على أن يحتوي هذا "النشيد" على كل المفاهيم التي يضمها الدرس. وأضافت أنه بهذا يتحول الدرس إلى نص شعري، وهذا النص الشعري يتم تلجينه وتطبيقه على الدرس الذي يتعلمه الطالب؛ ولكن قبل طرحه كمشروع قومي قابل لأن يشارك فيه كل صاحب موهبة كان لابد من إجراء تجربة عملية عليه للتأكد من فاعلية الفكرة. وأردفت أنه تم الاتفاق على تطبيق تجربة المشروع هذا العام على مادة اللغة العربية على الصفوف الأول والثاني والثالث الابتدائي، في محافظات«القاهرة، والإسكندرية، والشرقية، وأسيوط، والإسماعيلية». ونوهت إلى أن الوزارة واجهت تحديات عديدة في أثناء الإعداد لتنفيذ تجربة المشروع على طلاب المدارس هذا العام، ووجدت معلمين على مستوى علمي ومهني وأكاديمي عال جدًا، وهناك معلمين على مستوى متواضع، مضيفة أنه كان يجب التغلب على تلك المشكلة؛ لأن المعلم صاحب المستوى المتواضع ليس ذنبه أنه لم يؤهل بالشكل الملائم للمشروع؛ ولذلك فإنه تم الإعداد للمشروع بحيث يكون صالحا للتطبيق مع المعلم المتفوق ومع المعلم المتواضع. وألمحت إلى أن المشروع لا يترك أي جزئية للمعلم دون أن يحدد له كيفية تطبيقها والخطوات التي يجب أن يمر بها عند التطبيق، لافتة إلى أن المشروع سيتم تطبيقه هذا العام على طلاب الصفوف الثلاثة الأولى في المرحلة الابتدائية على مادة اللغة العربية. وتابعت أن التطبيق يكون على المحفوظات وقواعد اللغة العربية؛ لأن الدرس في هذين الجزئين يكون قصيرًا جدًا ولا يتعدى النصف صفحة، موضحة أن النصوص الشعرية في المنهج يتم تلحينها، وبالنسبة لقواعد اللغة العربية أو الظواهر اللغوية، ووفقا للمشروع يتم تأليف نشيد عن القاعدة النحوية ككل رغم أن الطفل غير مطالب بمعرفة القاعدة بأكملها؛ ولكن الهدف أن يحفظ الطفل النشيد بمفاهيم القاعدة ويفعل الطفل الجزء المطلوب منه مع معلم المادة ثم يختزن باقي المعلومات في ذهنه وفي الأعوام التالية يستعيد الطفل استعادة تلك المعاني. وأعلنت أن المشروع سيقوم على تنفيذه داخل المدارس، معلم المادة، ومعلم الأنشطة الموسيقية، والتربية الفنية، والتربية المسرحية. وأضافت: «خط سير الدرس سيبدأ من مدرس المادة الذي سيقوم بشرح الدرس المراد التطبيق عليه بالشكل التقليدي العادي جدًا»، لافتة إلى أن أي درس طبقًا لخطة توزيع المنهج يكون له أكثر من حصة، والمشروع سيتم تطبيقه في إحدى الحصص المخصصة للدرس؛ فمعلم المادة سيقوم بشرح الدرس شرحه العادي ويخرج الأطفال كل استوعب على قدر طاقته، بعدها يخرج الطفل إلى حصة التربية الفنية، ووفقا لمنهج التربية الفنية فإن الطفل مطلوب منه رسم صور معينة، أو أن يعبر عن مفهوم معين بالصور او أن يقوم بنقل صورة معينة إلى كراسته. ووفقا للمشروع، سيتم تسخير تلك الصور لترجمة كلمات النشيد الذي تم تأليفه عن الدرس ذاته الذي شرحه معلم المادة، فمثلا لو درس الطفل نشيد عن الأم أو عن العلاقات الأسرية أو مظاهر الكون، فسيجد صورًا موضوعة لتعبر عن تلك المفاهيم، وستكون تلك الصور منقوطة وعلى الطفل أن يكمل هذه النقاط لتظهر الصورة، وهذه الصور ستكون جاهزة وتوزع على الطلاب ثم يأخذها إلى المنزل كواجب منزلي ويطلب منه نقلها إلى كراسته وبعدها في الحصة التالية سيأتي لتنفيذ مجسمات مع زملائه عن نفس الصور. وأكدت أنه في هذه المرحلة تعد الكثافة الطلابية داخل الفصول ميزة كبيرة وليست مشكلة، موضحة انه سيتم تقسيم الفصل الواحد إلى مجموعات تقوم كل مجموعة بتنفيذ مجسم باستخدام الورق والصمغ، ثم يخرج الطلاب وهو متعلمون أكثر من شكل في الحصة الواحدة لأن كل واحد منهم مع مجموعته ساهم في صنع شكل وشاهده باقي زملائه. وقالت نسرين أحمد، إن «المشروع سيطبق خلال العام الدراسي الجاري على 446 مدرسة ابتدائية في 5 محافظات على مستوى الجمهورية، هي " القاهرة والإسكندرية والشرقية وأسيوط والإسماعيلية"». وأوضحت أن المشروع سينفذه 5 معلمين في كل مدرسة أي ما يعادل 2230 موزعين بين معلمي المادة التي سيطبق عليها المشروع، ومعلم التربية الموسيقية ومعلم التربية الفنية في كل مدرسة، لافتة إلى أن المشروع سيطبق على الصفوف الثلاثة الأولى في المرحلة الابتدائية بدءًا من شهر أكتوبر القادم. وأكدت أن كل معلم سيشارك في تنفيذ المشروع سيكون مطالبًا بتصوير حصته وإرسالها عبر «إيميل» مخصص للمشروع للتأكد من أنه نفذ الخطوات كما يجب، مشيرة إلى أنه ستكون هناك متابعة مباشرة من القائمين على تنفيذ المشروع بالوزارة، بالإضافة إلى المتابعة من خلال مستشاري وموجهي المواد.