إسعاد يونس ممثلة وكاتبة ومنتجة، وأخيرا مقدمة برنامج «صاحبة السعادة»، الذى يُعرض على شاشة قناة «CBC» يومى الإثنين والثلاثاء من كل أسبوع، موهبتها وقدراتها المختلفة ساعدتها على أن تُحدث تغييرا فى برامج التوك شو من خلال اختيارها خوض هذه التجربة عبر برنامج اجتماعى، بعيد كل البُعد عن السياسة، ومشكلاتها، والأحداث اليومية، ويتجه بقوة نحو البحث عن الهوية المصرية، ومحاولتها لإعادة اكتشاف شوارع مصر وأهلها. إسعاد متأثرة بشدة بالماضى، وتعتمد فى حلقات كثيرة من البرنامج على «النوستالجيا»، فتذكرنا بأيامنا الحلوة فى الزمن الماضى خلال فترات السبعينيات والثمانينيات وأيضا التسعينيات، عبر استضافتها نجوم هذا الزمن أمثال حسين الإمام، باعتباره أحد أيقونات التسعينيات فى مصر، وتربى على موسيقاه أجيال، بل إنه كان اللقاء الأخير له قبل وفاته، كذلك استضافت الفنانين حميد الشاعرى وعلاء عبد الخالق وحسام حسنى، وأيضا نبيل فاروق مؤلف سلسلة روايات «الرجل المستحيل»، التى نشأ على قراءتها أجيال، وذكرت المشاهدين بالهدف الذى أحرزه كابتن مجدى عبد الغنى فى كأس العالم.
وعلى جانب آخر تبحث «صاحبة السعادة» عن الأشياء والشخصيات الموجودة فى الوقت الحاضر، وربما لا يلتفت إليها كثيرون مثل شارع «شامبليون»، الذى يضم كثيرا من المواقع الهامة منها 35 شارع شامبليون، وهو مقر مكتب المخرج الراحل يوسف شاهين، الذى تردد عليه فنانون كثر بدءا من محسن محيى الدين، وصولا إلى منة شلبى، ويضم الشارع نفسه محمد وردة، الذى تربطه علاقة خاصة بالورد دفعته إلى فتح محل يبيعه فيه، كذلك قهوة «عم صالح» التى شهدت كل أحداث ثورة 25 يناير.
روح زغلول مسيطرة على كواليس «صاحبة السعادة»، فهى تمرح مع فريق العمل خلف الكاميرا، والكوميديا لها تظهر فى أثناء فترة التحضير لبدء التصوير داخل الاستوديو حسب ما قال أحمد فايق رئيس تحرير البرنامج، مشيرا إلى أن البرنامج كشف وجها آخر لإسعاد من الوجوه العديدة التى تمتلكها، فهى المنتجة والممثلة والكاتبة، حيث كانت تكتب عدة مقالات فى مجلة «الشباب»، وجريدة «المصرى اليوم»، موضحا أن الروح التى تقدم بها إسعاد برنامجها هى نفسها روح الكاتبة فى مجلة «الشباب»، إضافة إلى المواهب الأخرى التى تمتلكها. فايق أكد أن إسعاد يونس ليست ديكتاتورة، بل تتعاون مع فريق البرنامج، وتبحث معهم عن الأفكار الجديدة، وأضاف: هى أحيانا تُقهر، فإذا طرحت فكرة، وأجمع فريق العمل على أنها ليست جيدة، فإنها تقبل فى النهاية رأى المجموعة، لأنها تتميز بمرونة كافية، كما أنها مهتمة طوال الوقت بأن يكون الحوار على طريقة الدردشة، لأنها لا تقدم برنامجا من نوعية برامج «اغتيال الضيوف»، التى تجبرهم على التصريح بأمور معينة، وهذا ما يجعل الضيف يتحدث بأريحية. وقال إنهم فى أثناء تصويرهم الحلقات يقوم العاملون فى الاستوديو بالتصفيق إذا أعجبتهم الفقرة، والعكس صحيح، وهذا يشكل معيارا لهم فى تحديد مدى جودة الحلقة من عدمها، لأن هؤلاء العمال ينتمون إلى شرائح عمرية وفكرية وتعليمية مختلفة، مما يجعلهم يمثلون المجتمع، لافتا إلى أن ذلك حدث مع حلقة «أشهر المطاعم»، وأيضا فى حلقة حسن مصطفى، الذى قبلت إسعاد يونس يده، بعدما بكت وبكى فريق العمل خلال لقائه، حينما تذكروا رحيل أحمد زكى، وسعيد صالح. وأشار إلى أن يونس وفريق العمل أصرّوا على استضافته حتى لا ينتظروا الموت، لكى يستعيدوا ذكريات رمضان السكرى فى مسرحية «العيال كبرت»، وأيضا «مدرسة المشاغبين»، حتى أطلقوا على الحلقة عنوان «ربنا يخلى بابا»، وكان لهذه الحلقة مردود قوى لدى المشاهدين، كذلك بالنسبة إلى حلقة الكابتن حسن شحاتة، وقدموا حلقة معه باعتبارها رسالة امتنان له بعدما أدخل حالة من البهجة والسعادة على المصريين، وأيضا عزت أبو عوف، الذى يعرف الأغلبية باعتباره ممثلا فقط، لكنه أيضا ملحن لمجموعة من الأعمال الفنية منها مسلسل «ميزو»، الذى قامت ببطولته إسعاد يونس، كذلك شكل مع شقيقاته فرقة «الفور إم» الغنائية.
البحث عن مصر الحلوة» هو هدف البرنامج حسبما أوضح فايق، مشيرا إلى أن هذا الإطار يحفل بعديد من الأفكار، التى يمكن تقديمها عبر ورشة عمل تحاول إرسال طاقة إيجابية إلى المشاهد، مضيفا: حرصنا على تقديم حلقة عن أشهر المطاعم المصرية، لأنه لا يوجد مصرى لم يأكل من محلاتهم، وتعرفنا خلال استضافتهم على أسرار ربما لا يعرفها المشاهد، منها أن «أبو طارق» مثلا يحضر كمية معينة من الكشرى تكفى حتى ساعة معينة من اليوم، وإذا توجه إليه أحد المواطنين بعد هذا الوقت فإنه لا يقدم له طعاما، لأن الكمية التى أحضرها نفدت. وقال إن إسعاد يونس وفريق العمل يختارون ضيوفهم على حسب مدى إسهاماتهم فى مجال تخصصهم، فمثلا كان هدفهم من استضافة الرفاعى صاحب محل الكباب والكفتة هو بيان نموذج مصرى استطاع صنع اسم له فى مجاله، وينافس به محلات الأمريكان الذين يقدمون طعاما مضرا بالصحة، ومع ذلك تتوجه إليه فئات كثيرة من المصريين. فايق أشار إلى أن حلقة اليوم من البرنامج سيتم فيها استضافة الفنانة سهير البابلى فى حلقة بعنوان «عودة بكيزة وزغلول» تستعيد فيها إسعاد يونس ذكريات تقديمهما فيلم «بكيزة وزغلول»، الذى تم تحويله إلى مسلسل فى ما بعد، ويتحدثان عن كواليس التصوير، وفى الحلقة الثانية المقرر عرضها غدا تستضيف محمد محيى، وسيمون باعتبارهما من أكثر المطربين، الذين أثروا فى أبناء فترة الثمانينيات والتسعينيات، ويقدم الأول أغنية جديدة، بينما تشارك سيمون إسعاد تقديم أغنية كان الشاعر الراحل صلاح جاهين قد كتبها لإسعاد قبل وفاته. وقال محمد عبد العزيز، الذى يشارك فى كتابة وإعداد حلقات البرنامج إن هناك عديدا من العناصر أو المفاتيح التى أدت إلى هذا النجاح منها اشتياق الجمهور لإسعاد يونس، التى تمتلك جماهيرية كبيرة تجعل ما تقدمه لافتا للانتباه، إلى جانب أنها ليست مثل باقى المذيعين، الذين يتظاهرون بمعرفة كل شىء، لكنها لديها رغبة قوية فى المعرفة، وتشارك المشاهد رحلته هذه نحو المعرفة، رغم الخبرة الكبيرة التى تمتلكها، لكنها مع البرنامج أصبحت أكثر شغفا للاكتشاف، حتى إنها فى حلقة «المهرجانات الشعبية» لم يكن لديها أى خلفية معلوماتية عنها، واستضافت مقدميها، وتعرفت منهم على هذا الفن، كما كانت تتعجب وفريق العمل من مصطلح «جمهورية شبرا» فقررت تخصيص حلقة عنها.