الوثائق تضمنت معلومات سرية حول الجيش الإسرائيلى وأماكن تمركز صواريخه وبيانات عن أعضاء «الكنيست» اعترافات مثيرة أدلى بها المتهمون الرابع والخامس والسادس فى قضية «التخابر مع قطر»، والمقيدة برقم 315 لسنة 2014 جنايات أمن الدولة العليا، والمتهم فيها المعزول محمد مرسى «محبوس» (65 سنة)، إضافة إلى أحمد عبد العاطى «محبوس» (43 سنة)، مدير مكتب رئيس الجمهورية الأسبق، وأمين الصيرفى «محبوس» (49 سنة)، سكرتير سابق برئاسة الجمهورية، و8 آخرين، بتهم التخابر مع قطر وقناة «الجزيرة» وتهريب مستندات ووثائق عسكرية. المتهم الرابع أحمد عفيفى، اعترف فى تحقيقات نيابة أمن الدولة بإشراف المستشار تامر فرجانى المحامى العام الأول، بمشاركته فى اعتصام رابعة، وتوليه مسؤولية توفير وسائل الإعاشة والتغذية للمعتصمين، وأنه فى غضون شهر ديسمبر 2013 تقابل والمتهمين الخامس خالد رضوان «محبوس» (31 سنة)، مدير إنتاج بقناة «مصر 25»، والمتهم السادس محمد كيلان «محبوس» (42 سنة)، مضيف جوى، والمتهمة التاسعة أسماء الخطيب «هاربة»، مراسلة بشبكة «رصد»، والمتهم العاشر علاء سبلان «هارب» أردنى الجنسية، ومُعد برامج بقناة «الجزيرة»، وذلك بمسكن المتهم الخامس. عفيفى اعترف أنه كان بحوزة المتهمة التاسعة حقيبة بداخلها مجموعة من الوثائق والمستندات الصادرة من الجهات السيادية بالبلاد كالقوات المسلحة، والمخابرات العامة والحربية وقطاع الأمن وهيئة الرقابة الإدارية، والموجهة إلى رئاسة الجمهورية فى أثناء حكم مرسى للبلاد، وتضمنت معلومات عن تسليح القوات المسلحة وحجمها وتشكيلاتها المتنوعة، وأماكن تمركزها بسيناء، إضافة إلى معلومات عن تسليح الجيش الإسرائيلى. المتهم الرابع، أضاف فى اعترافاته أن المتهمة التاسعة أبلغته بحصولها على المستندات من المتهمة الثامنة كريمة الصيرفى (28 سنة)، طالبة، والتى تحصلت عليها بدورها من والدها المتهم الثالث فى أثناء عمله كسكرتير خاص لمرسى، وأنهما يرغبان فى تسليم الوثائق لقناة «الجزيرة»، مضيفا أنه قام مع المتهمين الخامس والسابع والعاشر بنسخ المستندات وإرسالها إلى المتهم الحادى عشر إبراهيم هلال «هارب»، رئيس قطاع الأخبار بقناة «الجزيرة»، عبر البريد الإلكترونى. المتهم اعترف فى التحقيقات باتفاقه والمتهمين التاسعة والعاشر على سفر الأخير إلى قطر، لبحث كيفية تسليم أصول المستندات، ولذلك غادر الأخير إلى قطر، والتقى المتهم الحادى عشر وحمد بن جاسم رئيس مجلس إدارة «الجزيرة»، وضابط بجهاز المخابرات القطرية بفندق شيراتون الدوحة، واتفقوا معه على ضرورة استلامهم أصول المستندات ونقلها من مصر مقابل مليون دولار، مضيفا أن المتهم العاشر تقاضى مبلغ خمسين ألف دولار، وقام بتحويل عشرة آلاف دولار لصالحه عبر شركة ويسترن يونيون. المتهم أوضح أنهم اتفقوا على أن يقوم المتهم العاشر عمر كيلان بنقل المستندات إلى قطر باعتباره يعمل مضيفًا جويًّا، ولا يخضع لإجراءات التفتيش المعتادة، على أن يستلم منه الحقيبة أحد ضباط المخابرات القطرية. أما المتهم الخامس، خالد رضوان، فقد اعترف بانضمامه للإخوان، وأنه التحق بالعمل كمدير إنتاج بقناة «مصر 25» الإخوانية، حيث تعرف على المتهم الرابع أحمد عفيفى، وأنه فى غضون شهر ديسمبر 2013 حضر إلى مسكنه المتهم الرابع ومعه المتهمون محمد كيلان وأسماء الخطيب وعلاء سبلان، وبحوزتهم حقيبة بداخلها وثائق ومستندات صادرة عن جهات سيادية، تتضمن معلومات عن الجيش الإسرائيلى والمخابرات العامة المصرية، والرقابة الإدارية، تم تسريبها من داخل مؤسسة رئاسة الجمهورية فى أثناء حكم محمد مرسى للبلاد، وأبلغه المتهم الرابع بتسريب هذه المستندات إلى قطر عن طريق المتهم العاشر، تمهيدًا لإذاعة ما بها من معلومات بقناة «الجزيرة». رضوان أضاف فى اعترافاته، أنه فى غضون شهر يناير 2014 طلب منه المتهم الرابع تكليف أى شخص من أصدقائه المقيمين بقطر لاستلام مبلغ عشرة آلاف دولار من المتهم العاشر، وتحويلها عبر شركة ويسترن يونيون باسمه، مبررًا له ذلك بكون بطاقة الرقم القومى الخاصة به غير مجددة، ولذلك تواصل مع المدعو عبد المجيد السقا، والذى يعمل بقناة «الجزيرة»، الذى قام باستلام المبلغ وتحويله باسمه، موضحا أنه عقب استلامه المبلغ قام بتحويله إلى العملة المحلية، وأخذ منه ثلاثة آلاف جنيه، وسلم الباقى إلى المتهم الرابع، مضيفًا أن المبلغ كان نظير بيع وتسليم المستندات إلى قناة «الجزيرة». المتهم السادس محمد كيلانى، اعترف أنه فى غضون شهر ديسمبر 2013، التقى المتهمين الرابع والتاسعة والعاشر بمسكن المتهم الخامس بمدينة السادس من أكتوبر، وبحوزتهم حقيبة أحضرتها المتهمة سالفة الذكر، وبداخلها مجموعة من المستندات التى تم تسربيها من مكتب رئيس الجمهورية الأسبق، مضيفا أن هذه المستندات والتقارير صادرة من أجهزة المخابرات المصرية والقوات المسلحة المصرية، إلى رئيس الجمهورية، إبان حكم المتهم الأول محمد مرسى للبلاد، وتتضمن معلومات عن تسليح الجيش المصرى والجيش الإسرائيلى. كيلانى أضاف أنهم اتفقوا على تهريب المستندات لمسؤولى قناة «الجزيرة» وجهاز الاستخبارات القطرى، وأن المتهم العاشر هو من سيقوم بالتنسيق مع الأجهزة القطرية، على أن يقوم هو بنقل تلك المستندات إلى قطر وتسليمها لأحد ضباط جهاز المخابرات القطرى بمطار الدوحة، نظرًا إلى عمله كمضيف جوى بشركة مصر للطيران، موضحًا أنه قام بتعديل جدول رحلاته لتشمل العاصمة القطريةالدوحة. تحقيقات النيابة كشفت عن عدد من المفاجآت، حيث جاء فى أقوال الشاهد الثانى رائد شرطة بقطاع الأمن الوطنى، أنه إنفاذًا لإذن نيابة أمن الدولة العليا تمكن بتاريخ 30/3/2014 من ضبط المتهمة الثامنة، وبتفتيش مسكنها ضبطت مجموعة من الأوراق الخاصة بتنظيم الإخوان، وأجهزة كمبيوتر محمول، وهاتف محمول، وتابليت، وخمس وحدات تخزين بيانات (فلاش ميمورى)، وهارد ديسك، ووحدة تحكم مركزية لجهاز كمبيوتر. الشاهد الثالث، مقدم بالقوات المسلحة ومنتدب بأمن رئاسة الجمهورية، أوضح أنه إبان حكم المتهم الأول مرسى للبلاد، كان يختص المتهم الثانى بصفته مدير مكتب رئيس الجمهورية ومنذ تعيينه بتلك الوظيفة بتاريخ 13/7/2012 باستلام كل المستندات الواردة إلى مؤسسة الرئاسة من الوزارات والجهات الأمنية السيادية بالبلاد كالقوات المسلحة ووزارة الداخلية والمخابرات العامة والمخابرات الحربية وقطاع الأمن الوطنى وهيئة الرقابة الادارية، بإحدى طريقتين، الأولى إرسال تلك المستندات من الجهات آنفة البيان إلى الفاكس المشفر الخاص برئاسة الجمهورية، والموجود بمكتب المتهم الثانى، والثانية إرسال تلك المستندات إلى المتهم الثانى شخصيا بمعرفة مندوبى الجهات، ويتولى الأخير عرضها على رئيس الجمهورية واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها، وتُحفظ عقب ذلك بخزائن حديدية بمكتب المتهم الثانى، ولا يجوز نهائيا استخراجها من الحفظ أو نقلها خارج المقرات الرئاسية إلا بمعرفة وتعليمات المتهم الثانى بصفته مدير مكتب رئيس الجمهورية وبعلم الأخير. الشاهد أوضح أن المستندات المضبوطة تتضمن معلومات بالغة الخطورة وتتعلق بالمصالح القومية للبلاد، ولا تعرض إلا على المتهم الأول بصفته رئيس الجمهورية، وأن المتهم الأول إبان حكمه للبلاد كان هو من يتولى حفظ تلك المستندات بشخصه داخل خزينة بمكتبه، أو يقوم بفرمها والتخلص منها بمعرفة المُعدة المخصصة لذلك، وأن تلك النوعية من المستندات لا يطلع عليها داخل مؤسسة الرئاسة إلا رئيس الجمهورية فقط دون غيره، ولا يجوز تداولها أو نقلها خارج مقر الرئاسة، موضحًا أن المتهم الثالث أمين الصيرفى شغل منصب سكرتير بمكتب سكرتارية رئيس الجمهورية، ولا يخضع لأى إجراءات تفتيش. أما الشاهد الرابع، مدير الإدارة العامة بقطاع الرقابة والإشراف بالبنك المركزى، فأوضح أنه إنفاذًا لقرار النائب العام الصادر بتاريخ 20/8/2014 بكشف سرية حسابات المتهم الخامس لدى شركة ويسترن يونيون، فقد تبين أنه تلقى تحويلا بمبلغ عشرة آلاف دولار بتاريخ 11/2/2014 من قطر، وقام بصرف المبلغ من فرع الشركة بمدينة السادس من أكتوبر. الشاهد الخامس، كبير المضيفين بشركة مصر للطيران، أوضح أن المتهم السادس يعمل مضيفًا جويًّا لدى الشركة، منذ عام 1998، وأنه بتاريخ 15/1/2014، قام بتعديل جدول رحلاته ليشمل العاصمة القطريةالدوحة، وأنه كان يشارك بصفة مستمرة فى التظاهرات المؤيدة للإخوان.
