الساعات الأولى من صباح أمس الخميس كانت شديدة فى ظلامها، شهدت خلالها الشبكة القومية للكهرباء خروج 50% من طاقتها، على مستوى الجمهورية، مما أسفر عن انقطاع التيار فى جميع أنحاء مصر، منذ الساعة 6 صباحا، ولمدد زمنية متفاوتة، حسب إصلاح العطل، لتكون هذه المرة هى الأولى منذ عامين، فى خروج عدد من محطات الإنتاج دفعة واحدة، على حسب ما أكده مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء ل«التحرير». وزير الكهرباء: العطل فنى وليس إرهابيًّا.. وخارج عن إرادتنا وزير الكهرباء، الدكتور محمد شاكر، قال إنه توجه منذ الساعات الأولى من صباح أمس (الخميس) إلى المركز القومى للتحكم لمتابعة الأزمة التى نتجت عن عطل فنى بسبب فصل دائرة محولات غرب القاهرة، بقدرة 500 كيلوفولت، وهو ما أسفر عنه خروج عدد من الدوائر الواصلة بين محطات إنتاج الكهرباء، ومحطات المحولات، ووصف شاكر فى تصريحات ل«التحرير» العطل الفنى الذى وقع وأغرق مصر فى الظلام بأنه «مفاجئ»، و«خارج عن إرادتنا»، مشددا على متابعة رئيس مجلس الوزراء للأزمة منذ الدقائق الأولى لوقوعها، لافتا إلى أنه فى طريقة لمقابلة المهندس محلب لإطلاعه على أسباب المشكلة، التى رجح أن تكون لأعطال فنية، وليست نتيجة عمل إرهابى. الدكتور شاكر قال إنه سيجرى تحقيقا كاملا على أعلى مستوى، يتولى إعداده عدد من الخبراء، وأساتذة الكهرباء بالجامعات، لمعرفة أسباب هذا العطل، والتغلب على المشكلة، لضمان عدم تكرار حدوثها. الشبكة القومية تفقد 50% من قدرتها بسبب عطل فنى فى السياق ذاته، قال رئيس الشركة القابضة للكهرباء، المهندس جابر الدسوقى، إن الشبكة القومية للكهرباء تعرضت لعطل مفاجئ نتج عنه خروج عدد من المحطات عن الخدمة، فى ساعات الصباح الأولى، بقدرة 900 ميجاوات، مؤكدا أن العطل وقع فى الدائرة التابعة لغرب القاهرة، وأدى إلى خروج بعض الدوائر 500، و220 ك.ف، وترتب عليه انقطاع الكهرباء عن بعض أنحاء الجمهورية. رئيس الشركة القابضة للكهرباء، أضاف فى تصريحاته ل«التحرير» أنه توجه صباح أمس (الخميس) برفقة وزير الكهرباء، الدكتور محمد شاكر، والمهندس أحمد الحنفى، رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء، وعدد من قيادات الوزارة، إلى المركز القومى للتحكم، لمتابعة إعادة توصيل الدوائر بالكامل، فى أقل وقت ممكن، وأوضح الدسوقى أن الفنيين نجحوا بالفعل فى إعادة توصيل الكهرباء إلى بعض المناطق، مؤكدا أنهم ما زالوا يتخذون اتباع كل الإجراءات اللازمة للتغلب على هذا الأمر بالتنسيق مع كل القطاعات المعنية، وذلك لعودة التيار الكهربائى تدريجيا إلى المناطق الخدمية، مثل الأنفاق، والكبارى، ومحطات المياه، والصرف الصحى، ومدينة الإنتاج الإعلامى، ومترو الأنفاق. بدوره، قال رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء، المهندس أحمد الحنفى، إن سبب الأزمة هو حدوث «تأرجح» بالشبكة الموحدة للكهرباء، نتيجة لخروج دائرتين، هما دائرة 500 كيلوفولت الواصلة بين «محطة إنتاج غرب القاهرة، ومحطة محولات القاهرة القريبة من القرية الذكية بأكتوبر، والدائرة الثانية هى 500 كيلوفولت، بين محطة النوبارية، ومحطة محولات القاهرة، مما نتج عنه خروج الدوائر تباعا، الواصلة بين محطات الإنتاج ومحطات المحولات، وفقد عدد من القدرات التوليدية للمحطات». وأكد الحنفى ل«التحرير» أن هناك 10 محطات التى خرجت عن الخدمة نتيجة لهذا العطل المفاجئ، من بينها محطات الكريمات، والنوبارية، والوليدية، و6 أكتوبر، ووادى حوف، وشمال الجيزة. رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء، أوضح أنه تم التواصل مع وزير الرى لزيادة القدرات التوليدية من محطة إنتاج كهرباء السد العالى، وتصريف نسب المياه خلف السد، لتصبح 260 مليون متر مكعب من المياه، لإنتاج 2000 ميجاوات من محطة كهرباء السد العالى، لافتا إلى أن محطة كهرباء السد فى النهار تنتج 500 ميجاوات فقط، إلا أنه بسبب الظرف القهرى الذى تمر به وزارة الكهرباء، «خاطبنا وزير الرى لزيادة نسبة تصريف المياه خلف السد». الحنفى أكد أن الوضع بدأ يعود إلى استقراره فى ساعات الظهيرة، لافتا إلى أنه تم رفع القدرات التوليدية إلى 16 ألف ميجاوات فى تمام الساعة ال12 ظهرا، بعد أن كانت لا تتعدى 1000 ميجاوات فى الساعة 6 صباحا. رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء، أشار إلى أنه تم إعادة التيار إلى المرافق الحيوية فى البداية، ومنها مدينة الإنتاج الإعلامى التى تأثرت بانقطاع التيار الكهربائى، فضلا عن إعادة التغذية بشكل سريع لمترو الأنفاق، الذى أصابه عطل أدى إلى تباطؤ زمن التقاطر. مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء، أكد أن 50% من المحطات خرجت فى تمام الساعة ال6 من صباح أمس (الخميس)، لافتا إلى أن الحمل على شبكة الكهرباء فى هذا التوقيت سجل 18 ألف ميجاوات، بينما ما فقدته الشبكة كان 9 آلاف ميجاوات، وأوضح المصدر، الذى فضل عدم ذكر اسمه، أن البداية كانت مع خروج دائرة 500 كيلوفولت، غرب القاهرة، وتلاها خروج دائرة 500 كيلوفولت، النوبارية، وعدد من الدوائر التى أدت إلى فقد الشبكة 9 آلاف ميجاوات. وعلل المصدر فصل الأحمال بهذا المقدار، إلى ضرورة الحفاظ على شبكة الكهرباء الموحدة من الانهيار، لافتا إلى أن عدم إجراء هذا الفصل، كان سيؤدى إلى انهيار الشبكة بالكامل، وإغراق مصر بالظلام لمدة 3 أو 4 أيام.