آلاف الطلاب خرجوا من جامعة عين شمس، أمس، يتقدمهم مئات من أساتذتهم، فى مسيرة ضخمة توجهت إلى ميدان التحرير، ارتدى فيها الطلاب أقنعة بصورة زميلهم طالب كلية الطب علاء عبد الهادى، الذى استُشهد فى أحداث «مجلس الوزراء»، الشهر الماضى، وهم يهتفون «من عين شمس للتحرير.. رايحين نسقط المشير»، و«قالوا جيشنا اللى بيحمينا.. قتل علاء وقتل مينا». المسيرة التى حرص فيها الأساتذة والطلبة على المشاركة فى الذكرى الأولى للثورة، وتأكيد استمرار مسيرتها حتى تحقيق أهدافها ومطالبها كافة، خرجت من أمام الباب الرئيسى للجامعة، متجهة إلى مسجد «النور»، فى ميدان العباسية، القريب من الجامعة، للانضمام إلى مسيرة أخرى نظمها طلاب كليتى الطب والهندسة بالجامعة. وفى أثناء مرور المسيرة فى العباسية، حاول بعض المواطنين، الذين لم يتجاوز عددهم العشرات، من مؤيدى الرئيس المخلوع والمجلس العسكرى، الاشتباك مع الطلاب، لكنهم ردوا عليهم بهتاف «سلمية.. سلمية»، كما رددوا «يسقط يسقط حكم العسكر»، ومنع قادة الطلاب زملاءهم من الاشتباك مع مؤيدى مبارك. الطلاب المتظاهرون ارتدوا أقنعة ورقية، تحمل صورة شهيد الجامعة علاء عبد الهادى، رافعين لافتات كُتب عليها «العسكر والصمت 60 عاما على حكمهم.. قتل الدكتور علاء عبد الهادى»، و«استشهد واحد أو مِيّة.. أبدا ما هننسى القضية»، كما رددوا هتافات «قول فى كنيسة وقول فى الأزهر.. يسقط يسقط حكم العسكر». واتهمت حركة «الطلاب الاشتراكيين الثوريين» فى جامعة عين شمس، فى بيان لها، المجلس العسكرى ب«حماية النظام وفلوله»، مؤكدين أن الشعب فقط هو «صاحب السلطة والشرعية الوحيدة فى مصر»، وطالبوا بتسليم السلطة إلى المدنيين فورا، وعودة الجيش إلى ثكناته، وتقديم كل المسؤولين عن قتل وإصابة الثوار، منذ يناير وحتى ديسمبر من العام الماضى، إلى المحاكمة، ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين، والإفراج عن جميع المعتقلين المسجونين عسكريا، إضافة إلى تكريم أهالى الشهداء ومصابى الثورة، وصرف التعويضات المناسبة لهم. ورفع الطلاب شعار الثورة الأول «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية»، مطالبين بإقرار حد أدنى للأجور ب1200 جنيه، وحد أقصى ب18 ألفا، إضافة إلى السيطرة على ارتفاع الأسعار، ومحاربة الاحتكار للسلع الأساسية، وتطهير وزارة الداخلية ووضعها تحت قيادة ثورية تضمن تحقيق الأمن للمواطنين. الطلاب رسموا جدارية على جدران الشوارع، فى أثناء توجههم بالمسيرة إلى ميدان التحرير، تطالب بمحاكمة المشير، والقصاص لدماء الشهداء. وعند مرور المسيرة من ميدان غمرة، انضم إليها مئات من أهالى المنطقة، مرددين «ثوار أحرار.. هنكمل المشوار»، و«ثورة رجعت للميدان.. ضد ظلمك يا عنان»، و«الشعب يريد إسقاط المشير».