استيقظت العاصمة ومحافظات عدة من الجمهورية أمس على انقطاع كهربائى امتد لساعات، فى ظل حالة من التعجب والتساؤل عن السبب الحقيقى لذلك، وفى ظل حالة من السخط على الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء، الذى لم يرَ فى عهده المواطنون أى كهرباء.. فقط الظلام، وفى سؤال ربما يبدو منطقيًّا فى بلاد أخرى لا فى بلادنا.. متى يستقيل وزير الكهرباء؟ على وزير الكهرباء تقديم استقالته الدكتور وحيد عبد المجيد، قال إن وزير الكهرباء كان لا بد له أن يقدم استقالته منذ أن تفاقمت الأزمة، وكان لا بد أن يعلم أن جزءًا من مسؤوليته أن تكون لديه قدرة على توقع بالمشكلات من اليوم الأول لعمله، وأن تكون له خطة للتعامل وشفافية مع الشعب. عبد المجيد أضاف أن هناك شعورًا لدى وزير الكهرباء ولدى طاقمه فى العمل الذى يخرج علينا فى الفضائيات بعدم المسؤولية، وعدم إدراك حجم المشكلة، فضلا عن تفاقم الأزمة كل يوم، فهم دائما يخرجون بمعلومات متعارضة عن الأسباب الحقيقية، ويقدرون إجازات زمنية متفاوتة تتعلق بحل الأزمة، مما يوحى أن هناك نوعًا من عدم المعرفة. لا بد من معرفة السبب الحقيقي وراء انقطاع التيار الكهربي وفى السياق ذاته رأى فريد زهران نائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، أن مشكلة الكهرباء لا يمكن حلها فى استقالة أو إقالة وزير الكهرباء، موضحا أنه لا توجد شفافية أو معلومات محددة بخصوص أزمة الكهرباء فى مصر، فلا نعلم الأسباب الحقيقية وراء تفاقم هذه الأزمة بهذا الشكل فى الفترة الأخيرة: «مرة يقولوا إن الأزمة نتيجة أحمال زائدة، ومرة أخرى نتيجة محطات كهرباء متهاكلة، ومرة ثالثة يقولون إنها أزمة وقود»، فليس هناك مكاشفة ومصارحة حقيقية لما يحدث. زهران أكد أنه إذا عُرف السبب الحقيقى وراء الأزمة سنعرف معها المسؤول، ووقتها تمكن المحاسبة، ولكن فى ظل تلك الضبابية لا نعرف مَن المسؤول حتى نطالبه بالاستقالة؟، «فربما المسؤول هو رئيس الوزراء الذى قد يكون أعطى أوامر بزيادة الأحمال بهذه الطريقة التى أدت لتلك المشكلة، وربما السبب وزير الداخلية الذى لم يستطع تأمين محطات الكهرباء، إن كان السبب هو تخريب تلك المحطات، وربما المسؤول وزير البترول»، كل تلك الاحتمالات مطروحة ما دمنا لم نعرف الأسباب ولا توجد هناك مصارحة لما يحدث فى البلاد. أزمة الكهرباء ليس لها علاقة بالوزير محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة «أزمة انقطاع الكهرباء ليس لها أى علاقة بالوزير»، هذا ما أكده رئيس قسم العلوم السياسية جامعة القاهرة الدكتور مصطفى كامل السيد قائلاً: «إن الأزمة المتكررة ترجع إلى الوضع الاقتصادى الذى تمر به البلد حاليًا وإننا نحتاج إلى أموال لكى نعبر بر هذه المرحلة». كامل قال ل«التحرير»، إن وزير الكهرباء لن يقوم بتقديم استقالته، ولن تتم إقالته لأن الحكومة تعلم تمامًا أن ما يحدث الآن خارج عن سياسية الوزير داخل الوزارة. رئيس قسم العلوم السياسية أكد أن المشكلة تتعلق باحتياج محطات الكهرباء إلى غاز وبترول لحل وإنهاء الأزمة، وأن البترول لا يوجد لديها لوجود أزمة بهما، وبالتالى الوزير ليس له أى علاقة بما يحدث ولم يُقصّر. كامل حمل مسؤولية استمرار انقطاع التيار الكهربائى لرئيس الحكومة المهندس إبراهيم محلب، مؤكدًا أنه يجب أن يقف على أسباب الأزمة، ويقوم بحلها ويخرج علينا ببيانات صحيحة عن أسباب الأزمة وكيفية حلها.