علق موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، على مساعي المنتخب المصري لاستعادة الأمجاد على الساحة الإفريقية بعد غياب عن بطولتين لأمم إفريقيا. وذكر أن المنتخب يحاول أن يقلب الدفة مع المدرب الجديد شوقي غريب ويستعيد الأداء الكروي للفراعنة، المشهور بالسرعة على المستطيل الأخضر، والذي جعلهم في مراحل سابقة يتربعون على العرش القاري. وأشار الموقع إلى أن المنتخب المصري عانى فى السنوات القليلة الماضية من جملة مشاكل أضرت بكرة القدم المحلية، وهو ما كانت له آثار شبه كارثية على المستديرة الساحرة في بلاد النيل لم يكن أحد يتخيلها قبل ذلك، حتى أن حامل اللقب القاري سبع مرات، وهو رقم قياسي في القارة السمراء، فشل ببلوغ نسختين متتاليتين من كأس الأمم الإفريقية عامي 2012 و2013 قبل أن يخيب أمل عشاقه باستمرار الغياب عن كأس العالم لأربع وعشرين سنة بعد هزيمة ثقيلة في الملحق الإفريقي أمام غانا بنتيجة إجمالية 7-3 في تصفيات البرازيل 2014. ونقل موقع الفيفا عن المدير الفني شوقي غريب فى حديث خاص قوله: "لا نحاول أن ندخل دماء جديدة ببساطة، بل إننا نستهل عملية بناء كاملة.. مررنا بفترة صعبة لم يكن فيها مسابقات محلية، ولم نخض سوى حوالي 20 مباراة في الموسم". وأضاف شوقي غريب ابن الخامسة والخمسين الذى كان مساعدًا للمعلم حسن شحاته خلال العصر الذهبي الذي شهد الفوز ببطولة الأمم الإفريقية ثلاث مرات متتالية: "يوجد في جعبتنا حاليًا عدد محدود من اللاعبين الذين يملكون خبرة دولية كافية، والبعض من الذين خاضوا مباريات ودية فقط.. لا خيار أمامنا سوى البدء بهذه المرحلة الجديدة بعد العثرات التي واجهناها مؤخرًا، لكن الخيار وقع على بعض اللاعبين الشباب ومنحتنا مبارياتنا الودية الأخيرة نظرة جيدة عن التشكيلة الحالية". ويعتبر غريب لاعبًا سابقًا ذو خبرة عريضة، ويبدو أنه متفائل بشكل كبير بخصوص حظوظ مصر في مستهل التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية 2015 وأمل باستعادة الأمجاد الكروية الغابرة، كما تحدوه الثقة عندما يتحدث عن خبرته التدريبية السابقة مع المنتخبات المصرية والتي تشمل إنجازًا مشرفًا عام 2001 عندما قاد المنتخب المصري للمركز الثالث في كأس العالم تحت 20 سنة التي استضافتها الأرجنتين. وقال عن ذلك: "أنا المدرب المصري الوحيد الذي عمل مع كافة المنتخبات الوطنية منتخب الشباب وتحت 21 سنة والمنتخب الوطني، كما إني المدرب الوحيد الذي جعل مصر تظهر على منصات تتويج الفائزين.. استغل خبرتي بشكل كامل". وأوضح موقع فيفا أن مستوى كرة القدم المصرية كان قد تعرض للتشكيك مؤخرًا، بعد سلسلة من المباريات المخيبة والنتائج الهزيلة التي شكلت مؤشرًا على أن ضعف المنافسة على المستوى المحلي لن تنجب لاعبين قادرين على الرفع من شأن مصر كرويًا في الساحتين القارية والدولية، إلا أنه لا يزال في متناول غريب كوكبة من اللاعبين الذين توجهوا للإحتراف في أوروبا، وفي البرتغال على وجه الخصوص، حيث يلعب في صفوف سبورتينج نجمان مصريان، هما الجناح محمود عبد الرازق، المعروف بشيكابالا، والمدافع المتألق رامي ربيعة. تعليقًا على ذلك قال شوقى غريب: "انتقال هؤلاء اللاعبين إلى أوروبا مفيد للغاية بالنسبة لنا.. سيلعبون حوالي 40 إلى 50 مباراة في بطولات مستقرة، مقارنة بمجرد 28 مباراة هنا، كما يظهرون في منافسات أوروبية تنافسية للغاية.. هذه هي المرة الأولى في تاريخ كرة القدم المصرية التي تضم فيها تشكيلة المنتخب الوطني 12 لاعبًا محترفًا في الخارج لخوض مباريات دولية تنافسية". وتبدو المهمة ليست سهلة حيث وضعت القرعة المنتخب المصري في مجموعة صعبة في التصفيات المؤهلة للبطولة القارية والتي تشمل منتخبين من الكبار في القارة السمراء هما تونسوالسنغال، بالإضافة إلى بوتسوانا ذات الأداء المتطور سريعًا، لكن يُتوقع أن ينحصر التنافس بين مصر وتونسوالسنغال على المركزين الأول والثاني في المجموعة السابعة وهو ما يعني بلوغ النهائيات التي تستضيفها المغرب العام المقبل، إلا أن غريب لا يعتبر أي شيء محسومًا، ويصر على أن كافة الفرق مرشحة لبلوغ النهائيات دون أفضلية لأحد. وقال غريب: "الفرص متساوية بين الفرق الأربعة.. لا يجب أن ننسى أن إقصاء مصر خلال التصفيات في النسختين الماضيتين كان على يد النيجر عام 2011 وجمهورية أفريقيا الوسطى في النسخة التالية.. لا يسعني القول أن هناك منتخبًا ذو ترتيب عال في المجموعة التي اعتبرها صعبة للغاية.. يمر منافسونا في مرحلة إعادة بناء أيضًا، ولكنهم بدأوا قبلنا، بينما نحن متأخرون قليلًا". يُذكر أن مصر تستهل حملتها خارج ملعبها بمواجهة السنغال في 5 سبتمبرثم تستضيف تونس بعد خمسة أيام في مواجهتين يتوقع أن تكونا ناريتين وقد ترسما معالم المجموعة. ويرى موقع الاتحاد الدولي أنه سيكون الفشل في بلوغ البطولة القارية الأهم بمثابة ضربة كبيرة على المستوى الكروي للفراعنة، وهو أمر لا يوجد أدنى شك في أن غريب وعناصره سيبذلون الغالي والنفيس في سبيل تجنبه مهما كانت التكلفة.