يقول موقع «أول أفريكا» الناطق بالفرنسية إن ليبيا، التي تعاني بالفعل من الاشتباكات الدائرة بين ميليشيات متناحرة، تواجه اليوم أزمة مؤسسات . فالبرلمان الانتقالي المنتهية ولايته، ويطلق عليه المؤتمر الوطني الليبي العام، ويهيمن عليه الاسلاميون المتشددون، يعمل علي استعادة سلطاته وإقصاء البرلمان الجديد المؤلف في معظمه من ليبراليين . ويضيف الموقع الإليكتروني الذي توجد مكاتب له في كيب تاون وداكار ولاجوس ومونروفيا ونيروبي وواشنطن، أن البرلمان الليبي الجديد الذي انتخب في يونيو الماضي يواجه صعوبة في اثبات قيمته وامكاناته بسبب الفوضي السائدة في الدولة . وأن البرلمان السابق ، الذي يصر علي الاستمرار بأي ثمن كسلطة تشريعية ، يتعلل في الاونة الاخيرة بحجة قد تساعده في تحقيق هدفه .. فأعلن انه يريد حماية سيادة ليبيا . ويعني ذلك أن، في الوقت الذي تواصل فيه طائرات مجهولة قصف مواقع الجماعات الاسلامية المتشددة حول مطار طرابلس ، فان أزمة اخري تلوح في الافق حيث ان الاسلاميين المتشددين لا يريدون منح البرلمان الجديد فسحة من الوقت للاضطلاع بمهامه . ويشكك الإسلاميون المتشددون في شرعية البرلمان الجديد حيث يتهمون السلطة الحالية في البلاد بالتواطؤ مع الغارات الجوية التي استهدفت في الايام القليلة الماضية مواقعهم . واتهم الاسلاميون المتشددون، أيضا، الجيش المصري وهو اتهام رفضه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي . واستطرد الموقع قائلا ان البرلمان الجديد يساند العمليات العسكرية للجيش الليبي ضد الجماعات الاسلامية المتشددة . وفي 25 اغسطس الحالي اعلن البرلمان السابق تعيين عمر الحاسي رئيسا لما سمي بحكومة انقاذ وطني. وبذلك اصبح في ليبيا ، في هذا التاريخ، برلمانان ورئيسان حكومة . بيد إن الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبد الله الثني قدمت اليوم الجمعة استقالتها لتمهيد الطريق امام تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات البرلمانية التي اجريت في يونيو الماضي. وفي مسعي لايجاد حل لهذا الموقف ، دعا وزراء خارجية الدول الست المجاورة لليبيا يوم 25 اغسطس الحالي ، من القاهرة ، الي الوقف الفوري للاعمال العدائية ونزع سلاح كافة الميليشيات في ليبيا . وجميع الدول المهددة مباشرة بالفوضي الليبية ، ومن بينها بصفة خاصة تونسوالجزائر وتشاد ومصر .. أكدت من القاهرة انها معنية بصفة رئيسية بما يجري في ليبيا . وشددت هذه الدول في بيان لها في ختام اجتماعها بالعاصمة المصرية علي انها يجب ان تكون «طرفا اساسيا في كل مبادرة اقليمية آو دولية بشأن ليبيا». واتهم قادة هذه الدول المجاورة لليبيا الغرب بانه ترك ليبيا فريسة للفوضي بعد التدخل العسكري للقوات المتحالفة المؤلفة من عناصر من دول عديدة علي رأسها فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة وأيضا قطر التي تساند بعض الميليشيات الاسلامية وفقا لما ذكره الموقع في سياق تقريره . وتابع الموقع الاليكتروني ذاته قائلا ان الفوضي في ليبيا تهدد بزعزعة استقرار دول مجاورة وتشجع تهريب السلاح من جانب ميليشيات ارهابية أو جهادية تسيطر حاليا علي مناطق عديدة مهمة في ليبيا . ولهذا السبب ، تحديدا ، قرر وزراء خارجية الجزائر ومصر وتونس في القاهرة تعزيز تعاونهم الاستراتيجي بخصوص ليبيا . لكن الخيار العسكري مستبعد في الوقت الراهن مثلما أوضح الرئيس السيسي . وردا علي الانتقاد الذي وجهته الدول العربية المجاورة لليبيا الي الغرب بادرت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الاوروبيون الي ادانة التصعيد العسكري والعنف في ليبيا قبل ان تستنكر ما اعتبرته تدخلات خارجية في ليبيا تؤجج الانقسامات . واختتم الموقع تحليله قائلا ان ليبيا غارقة في الفوضي منذ الاطاحة بالقذافي الذي قتله الثوار اكتوبر 2011 في اوج تدخل حلف شمالي الاطلنطي / ناتو / في ليبيا . ومنذ ذلك الحين تشكلت عدة ميليشيات في الدولة وتعجز السلطات عن السيطرة عليها .