غادر الرئيس اليمني علي عبدا لله صالح وعائلته العاصمة صنعاء، عصر أمس الأحد، على متن طائرة خاصة متوجها إلى الولاياتالمتحدة لتلقي العلاج، وطلب صالح «العفو» من مواطنيه قبل مغادرته. وتأتي مغادرة صالح -الذي حكم 33 عاما- تطبيقا لمبادرة خليجية لحل الأزمة قضت بتسليمه سلطاته إلى نائبه عبد ربه منصور هادي مقابل منحه الحصانة، على أمل إنهاء أزمة سياسية وأمنية استمرت أكثر من 11 شهرا وقتل وجرح فيها الآلاف. حيث اعتذر علي «صالح» عن أي تقصير خلال حكمه الذي استمر 33 عاما قبل مغادرته اليمن في طريقه إلى الولاياتالمتحدة أمس الأحد فيما يمهد الطريق لنقل السلطة بعد عام من الاضطرابات. وقال صالح لكبار مسؤولي الحزب والحكومة في كلمة بثها التلفزيون «ان شاء الله سأذهب للعلاج في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأعود إلى صنعاء رئيسا للمؤتمر الشعبي العام». وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية انها منحت صالح تأشيرة دخول. وقالت الوزارة في بيان «الغرض الوحيد لهذا السفر كما أشرنا هو تلقي العلاج ونتوقع ان يمكث لوقت محدود بقدر ما يتطلبه هذا العلاج». وحاول صالح إبداء إشارات تصالحية في خطاب وداعي جاء بعد يوم من منحه حصانة قضائية بموجب قانون أقره البرلمان اليمني أمس الأول السبت. وقال «اطلب العفو من كل أبناء وطني رجالا ونساء عن أي تقصير حدث أثناء فترة ولايتي.. واطلب المسامحة وأقدم الاعتذار لكل المواطنين اليمنيين واليمنيات وعلينا الآن أن نهتم بشهدائنا وجرحانا». وقال مساعد لصالح إنه سيمكث يومين أو ثلاثة في عمان لكن مسؤولا عمانيا قال ل«رويترز» ان صالح سيتوقف في سلطنة عمان لساعات قلائل فحسب. هذا واحتج آلاف اليمنيين أمس الأحد على قانون الحصانة الذي يحمي صالح من المحاكمة، وطالبوا بمحاكمته بتهمة قتل مئات المتظاهرين خلال الاضطرابات التي استمرت عاما ووضعت الدولة الفقيرة على حافة حرب أهلية. وتستعد حكومة بقيادة المعارضة تشكلت في إطار الاتفاق لإخراجه من السلطة لانتخابات رئاسية في 21 فبراير، والتي يتوقع أن يحل فيها نائب الرئيس وحليفه عبد ربه منصور هادي محل صالح في إطار ترتيب لاقتسام السلطة. وقالت السفارة اليمنية في واشنطن أن صالح سيعود إلى اليمن لحضور تنصيب خليفته. وسيحتفظ «صالح» بلقب رئيس الدولة حتى ذلك الحين على الرغم من أنه نقل كل صلاحياته لهادي، وقال صالح إنه رقى هادي إلى رتبة مشير في الجيش؛ في محاولة فيما يبدو لضمان بقاء الجيش أهم مؤسسة في الدولة. ويخشى الكثيرون في اليمن من أن يبقى أنصار صالح في السلطة ويستمروا في الهيمنة على البلاد على الرغم من رحيله. وفي مطار العاصمة اعتصم العشرات من أفراد القوات الجوية على المدرج؛ للمطالبة بإقالة قائد القوات الجوية اللواء ركن طيار محمد صالح الأحمر -الأخ غير الشقيق للرئيس صالح- واتهموه بالفساد، وقال شهود أن حركة الطيران توقفت فيما احاطت قوات مكافحة الشغب المزودة بمدفع مياه بالمحتجين.