عايز تنزل يوم 25 تقول إن الثورة مستمرة.. أنا معاك. مش عايز تنزل إنت حر، مش هاسألك حتى ليه؟ إنت حر اختار لنفسك أى مبرر من المبررات المطروحة فى السوق واقعد.. فقط.. فقط كل المطلوب منك تسيبنى أنزل من غير ما تهاجمنى. لن أهاجمك.. لن أتهمك أنك تكذب على نفسك.. لأنك حر.. اكذب على نفسك كما تشاء لكن أرجوك.. أرجوك.. ماتكذبش علىّ. عايز تحلم بأى حلم جميل.. أنا معاك. مش عايز تحلم.. ومقرر إنك تقتل أحلامك بالخوف.. إنت حر. استمتع بيأسك.. أنا جربت الحلم وجربت اليأس.. وعارفة إن اليأس أسهل كتير. أنا استسهلت اليأس سنين، وفاضل من عمرى قليل مش هاقدر أكمل يأسى.. استمر حضرتك فى يأسك.. إنت حر. فقط.. فقط سيب اللى عايز يحلم.. يحلم.. الحلم صعب.. والحلم مُتعِب.. والحلم مؤلم.. بس الحلم.. حياة. وأنا عايزة أعيش اللى باقى من عمرى.. حياة حقيقية. إنت عايز تعيش كأنك ميت.. إنت حر.. الموت راحة. فاسترح كما تشاء.. لن يقلق أحد من الحالمين راحتك.. ولن يطلب منك أحد تقديم أى مساعدة لتحقيق الأحلام.. المطلوب منك فقط أن لا تشارك فى قتل الأحلام وتشويهها. فلما سألت أحدهم «لماذا انتخبت الإخوان؟» جاء الرد «نجربهم».. على اختلاف الثقافة والتعليم والموقع الطبقى.. كثيرون انتخبوا الإخوان، فعلوا ذلك على سبيل التجربة، وهذا يدعو إلى التفاؤل. الذى يقوم بالاختبار سيظل منتبها، والذى يؤدى الاختبار سيقدم أفضل ما عنده. والتجربة لن تسمح بالتلاعب بالكلمات، ولا بالتضليل، ونتيجة التجربة ستكون مفاجأة، لأن حساب النقاط لن يكون معلنا. فالإخوان يمكرون.. والجماهير التى انتخبتهم أكثر مكرا. والإخوان يظهرون وجوها ويخفون وجوها حسب الموقف. والمفاجأة أن ناخبيهم أكثر قدرة على إخفاء وجوههم الحقيقية وإظهارها فى الوقت المناسب. مواقف الإخوان المتتالية خلال الأشهر الأخيرة الماضية، التى كانت تعلى المصلحة الخاصة للجماعة عن أى شىء «حتى ولو كان أرواحا ودماء ومعاناة إنسانية» كانت واضحة لناخبيهم. وأعتقد أن كثيرا ممن انتخبوهم قبلوها من نفس المنطقة البراجماتية أو «الغاية تبرر الوسيلة» أو «الضرورات تبيح المحظورات». لكن.. أعتقد أيضا أن هذا التواطؤ قصير العمر، وأن زمن التواطؤ بلا حدود انتهى. الأجمل والأكثر إيلاما فى العام الماضى هو أننى رأيت حقيقة نفسى، ورأيت حقيقة الآخرين، ورأيت حقيقة المواقف، ورأيت حقيقة الانتقال من موقف إلى آخر. هل رأيتم الحقائق مثلى؟ هل فشلتم فى إنكارها أو تجاهلها؟ هل واجهتم؟ هل تألمتم؟ تجنب الألم.. هو تجنب الحياة ذاتها.. ولا يستحق الحياة من يتجنبها. والأجمل جمالا صافيا.. مبهجا.. دون أدنى شعور فى الألم، هو أن ينتهى يومك المشحون بالحياة الحقيقية.. فتحاول أن تحصى عدد الذين أحببتهم حبا مفاجئا فتفشل لأنهم.. كثير جدا. وإذا كنت مش عايز تحب حد جديد.. إنت حر وإذا كنت عايز تكره كل يوم ناس كتير.. إنت حر. بس من فضلك.. سيب الناس تحب بعضها.