تتساءل وكالة أنباء «Fides»، لسان حال البعثات التبشيرية للفاتيكان، عن مصير مسيحي العراق، وهل يجري التخلي عنهم وتركهم فريسة لميليشيا تنظيم الدولة الإسلامية، لتبرير عودة الاحتلال الأمريكى للعراق؟ ونقل موقع «Afrique Asie.fr»، الذي يبث من باريس باللغة الفرنسية، عن وكالة «Fides»، أن نازحًا مسيحيًا هرب من مدينة قراقوش المسيحية الرئيسية في شمالي العراق، قال ل«Fides» إنه «سأل الميليشيات الكردية التي كانت تحمي بالسلاح قراقوش، لماذا انسحبوا من المدينة دون قتال لدي اقتراب رجال الدولة الإسلامية فكان الرد بالحرف الواحد: لأن قادتنا، وهم امريكيون، ومتواجدون في كردستان العراق، أصدروا الأوامر إلينا بالانسحاب». وأضافت أن ميليشيا الدولة الاسلامية طردوا السكان المسيحيين يومي 6 و7 أغسطس الحالي من سهل نينوي الواقع بين الموصل واقليم كردستان بشمالي العراق. وذكر الموقع الاليكتروني الكاثوليكي السويسريCath.Ch في برقية له بالفرنسية من اربيل ان القس انيس حنا الدومنيكاني اعلن من كردستان العراق أن الجهاديين التابعين للدولة الاسلامية استولوا علي المناطق المسيحية في سهل نينوي مساء 6 أغسطس الحالي . ومن بين هذه المناطق مدينة قراقوش، وان الاف المسيحيين يفرون منها مذعورين. واستطرد القس الدومنيكاني، قائلا: «مسيحيي سهل نينوي يعيشون اكبر كارثة في التاريخ ! قراقوش العاصمة المسيحية لسهل نينوي سقطت في ايدي الدولة الاسلامية ليلة 7/6 أغسطس الحالي. وفشلت عملية تحرير الموصل (حينئذ) علي يد الميليشيا الكردية ! لقد ارتكب الاكراد اخطاء استراتيجية كبيرة عندما فتحوا عدة جبهات لمحاربة الدولة الاسلامية». وأورد راديو الفاتيكان، في 7 أغسطس الحالي، أن ميليشيا الأكراد أعلنوا مساء السادس من الشهر الحالي أنهم سينسحبون من قراقوش الواقعة علي بعد 30 كيلومترا من الموصل التي سقطت في يونية الماضي في ايدي الجهاديين . ونصحت الميليشيا الكردية سكان قراقوش المسيحيين بالرحيل. وبلغ عدد الفارين من قراقوش يوم 7 أغسطس الحالي 150 ألف مسيحي . وصرح المونسنيور لويس رافاييل ساكو بطريرك القلديين للراديو الباباوي بان معظم سهل نينوي صار في قبضة الدولة الاسلامية . واعرب القس الدومنيكاني انيس حنا في اتصال مع القسم الفرنسي من جهاز المساعدة الكاثوليكي المعروف باسم «معونات إلى كنيسة في أزمة» عن اسفه لما اسماه ب«خيانة» رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري الماليكي الذي ساند في البداية الميليشيا الكردية في زحفها لتحرير الموصل. ويأسف القس الدومنيكاني الذي لجأ إلى أربيل لأن عددًا آخر من المدن المسيحية سقط أيضًا في أيدي تنظيم الدولة الاسلامية الذي يشتهر بوحشيته؛ ومن بين هذه المناطق تلقييف وباتنايا وكاراملس وبرتالا. وفر مسيحيو هذه المدن إلى إقليم كردستان العراق. ويشير البطريرك لويس ساكو إلى أن الآلاف من سكان سهل نينوي من كل الطوائف المسيحية والشيعية والاقليات مثل اليزيديين يهربون الي مدينتي دهوك واربيل الكرديتيين العراقيتين. ويقول المونسنيور ساكو لمجلة La Vie الفرنسية الأسبوعية: «يجب أن يساعدنا المجتمع الدولي على نقل النازحين، الفارين في معظمهم سيرًا علي الأقدام، إلى مدن أكثر أمنا»، ووفقا للاب جابرييل المسئول عن دير القوش فإن ميليشيات الأكراد انسحبوا أيضا من هذه المدينة معقل المسيحية في الشرق، وسارع رهبان دير هذه المدينة في شمالي العراق إلى الرحيل برفقة اليتامي الذين يقومون برعايتهم، حسب تعبيره.