تباينت أراء العديد من الباحثين المتخصصين في الشان السياسي، حول تصريحات عضو الكونجرس الأمريكي داريل عيسى خلال المؤتمر الصحفي الذى عقد اليوم "الأحد" بمقر قصر الاتحادية, حول عدم شعور واشنطن بالتهديد بشأن زيارة السيسي لروسيا, وتخصيص1.5 مليار دولار مساعدات عسكرية لمصر في الموازنة الجديدة. وأن مصر حليف قوي في مواجهة الأرهاب، حيث رأى البعض أن هذه التصريحات بمثابة محاولة من الإدارة الأمريكية لإجهاض التقارب في العلاقات المصرية الروسية. بينما رأى أخرون أنها بمثابة تحول إيجابي في العلاقات مع الإدارة الأمريكية لاسيما في ظل التجاذب القوي في العلاقات بين مصر وروسيا. الباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو هاشم ربيع قال ل«التحرير»، أن تصريحات عضو الكونجرس الأمريكي تؤكد أن هناك تحول إيجابي في العلاقات المصرية الأمريكية لصالح مصر، منوها أن التواجد المصري تجاة روسيا ربما يكون محفز وعامل إيجابى بشكل واضح على تحول العلاقات المصرية الأمريكية، مشيرا أن مدى التحول في عمق العلاقات بين الدولتين يتوقف على مدى ضغط اللوبى الصهيوني على الإدارة الأمريكية بشان هذا التحول. ربيع يضيف ل«التحرير»، أن العلاقات المصرية الروسية، أثرت على طبيعة العلاقات مع أمريكا بشكل مباشر، وجعلها تتحول بصورة إيجابية في العلاقات مع الجانب المصري وهو ما ظهر جليا فى تصريحات عضو الكونجرس الأمريكي. أما رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور محمد السعيد ادريس, قال ل«التحرير»، أن التصريحات التي اطلقها عضو الكونجرس الأمريكى حول أن مصر حليف قوى وأن العلاقات العسكرية مستمرة وستتزايد من خلال العديد من المشروعات المشتركة وغيرها من القضايا التي تطرق إليها خلال لقائه بالرئيس المشير عبد الفتاح السيسي, بمثابة محاولة لإجهاض أى نجاح في العلاقات المصرية الروسية، موضحا أن مصر لن تثنيها تلك المحاولات التي تقوم بها أمريكا، قائلا «أعتقد أن محاولات الإدارة الأمريكية التقارب من مصر لاسيما بعد تزايد العلاقات المصرية الروسية لن تفلح في ظل وجود إدارة رشيدة، موضحا أن مصر ترحب بالعلاقات الأمريكية ولكن ليس على حساب القرار المصري. وأضاف إدريس، أن أمريكا دائما ما تتعامل من منطق المصلحة المباشرة, وتهدف لاخضاع مصر إليها من خلال استخدام سلاح المعونة الأمريكية. مضيفا أن مصر كانت طوال 40 سنة خاضعة لأمريكا منذ عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك، موضحا أنه تم تجريف قدرات مصر الاقتصادية فى عهد مبارك وجرى تعظيم المعونة الاقتصادية وظلت منذ حينها واشنطن هى مصدر القرار المصري طوال عهد مبارك. مضيفا أن التقارب المصري الروسي أحدث تحولا مهما في العلاقات المصرية الأمريكية. أما مساعد وزير الخارجية السابق السفير جمال بيومي, فوصف تصريحات عضو الكونجرس الأمريكي ب"المحترمة"، لافتا أن مصر كانت واقعة منذ فترة طويلة تحت ضغوط من يذهب لروسيا يصبح وكأنه يدير ظهره لأمريكا، ولكننا تحررنا من هذا الفكر.