احتشد الآلاف في ميدان التحرير اليوم في جمعة حلم الشهيد، والتي تعد البداية لأسبوع الغضب والحداد الذي أعلنه النشطاء في مواجهة ما يسمى بالاحتفال بذكرى الثورة التي أعلن عنها المجلس العسكري. وقد انطلقت العديد من المسيرات من مسجد الاستقامة بالجيزة ومسجد مصطفى محمود بالمهندسين والمعادي باتجاه ميدان التحرير، للمشاركة في جمعة حلم الشهيد ولدعوة المواطنين للمشاركة في فعاليات أسبوع الحداد والغضب، والمشاركة في الثورة الثانية في 25 يناير القادم. المتظاهرون أكدوا أنه لامجال للاحتفال طالما أن دماء الشهداء مازالت تسيل بأيدي العسكر في ميدان التحرير، ولم يحصل الشهداء والمصابين على حقوقهم في القصاص من القتلة، ولم تتحقق أهداف الثورة التي سالت دماؤهم من أجلها حتى الآن. شعارات المتظاهرين تنوعت بين الدعوة للمشاركة في مظاهرات يناير، مثل الثوار راجعين يوم 25، ياللي ساكت ساكت ليه.. خدت حقك ولا إيه، وهتافات أخرى مناهضة للمجلس العسكري والمشير طنطاوي منها الشعب يريد إعدام المشير، القضية مش شاويش ولاعسكري مظلوم في الجيش ..القضية مجلس خونة.. خلى الشعب في وش الجيش. مطالب المتظاهرين عبرت عنها اللافتات المنتشرة في ميدان التحرير، والتي كتب عليها «الشعب يريد رئيس مدني منتخب»، و «الشعب يريد عودة الجيش إلى الثكنات»، «الشعب يريد برلمان له كافة الصلاحيات»، «الشعب يريد دستور وطني بلا رقابة». وكان لافتا حضور مئات المصابين وأهالي الشهداء الذين توافدوا على الميدان منذ الصباح الباكر، مؤكدين أن حقوقهم وحقوق أبنائهم لن تعود إلا بتحقيق أهداف الثورة، وعلى رأسها القصاص من قتلة الشهداء، وتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية. الشباب بالميدان قاموا بتنظيم المرور لمنع أي محاولة لإعاقة سير السيارات بالميدان، وقاموا بعمل كردونات بشرية حول المتظاهرين لمنع وجود أي مشاحنات بينهم وبين سائقي السيارات التي تمر الميدان. الجدير بالذكر أن المسيرة التي انطلقت من المعادي باتجاه ميدان التحرير، حاول بعض أئمة المساجد من السلفيين بإعاقتها وتحريض المواطنين عليها، حيث قالوا أن هؤلاء مأجورين وممولين من أمريكا، من أجل إعاقة الاستقرار في البلاد، وهو ما رد عليه الناشطون بالاستمرار في مسيرتهم والهتاف «استقرار يعني إيه.. يعني تسيب السلطة يا بيه». من جانبه قال عصام الشريف المنسق العام للجبهة الحرة للتغيير السلمي الداعية للفاعلية، أنه فوجئ بالإقبال المبكر للمشاركة في جمعة حلم الشهداء على الرغم من أن الفعاليات كان من المقرر لها أن تبدأ في تمام الخامسة مساء. مؤكدا أن هذا الاقبال إن دل على شئ، فإنما يدل على أن 25 يناير القادم، سوف يكون بداية النهاية للحكم العسكري الذي استبد بالشعب المصري ويسير على خطى مبارك في قتل وسحل المتظاهرين وتشويه سمعتهم. الشريف أكد أن فعاليات التحضير لمظاهررات يناير مستمرة طوال أسبوع الحداد والغضب عبر مسيرات كثيرة تنطلق في الأحياء الشعبية، ومن التحرير إلى النائب العام.