رسالة جديدة حاول المرشد العام ل«الإخوان المسلمين» الدكتور محمد بديع، أن يبعث بها، أمس، إلى الصحفيين والإعلاميين، الذين أزعجتهم كثيرا التصريحات المتلاحقة، التى خرجت عن المتحدث الرسمى باسم الجماعة محمود غزلان، والتى هاجم فيها الصحافة والصحفيين، المرشد بدأ فى استخدام آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية، فى «تخويف» الإعلاميين، وتحذير «غير الملتزمين» منهم. مرشد الإخوان عبر عن رأيه فى رسالة جديدة صدرت عنه، أمس، تحت عنوان «الإعلام رائد النهضة»، فى مناسبة مرور عام على ثورات «الربيع العربى»، بأن الإعلام «يجب أن يلعب دور المراقب الجيد والمحايد للأحداث»، معتبرا أن الوظيفة الراهنة للإعلام «والتى رسَّختها النظم الاستبدادية، لا تخرج عن إطارين اثنين: هما التسلية، وتجميل الصورة الرسمية». مشددا على أن تلك الوظيفة «لا بد أن تتغير جذريا، ليوظَّف الإعلام لرفع المستوى الثقافى للأمة». بديع طرح فى رسالته الأسس التى يرى أن وظيفة الإعلام يجب أن تقوم عليها، وهى «تغيير العادات السلبية والضارَّة، وبلورة نسق إيجابى للقيم الاجتماعية، وتوجيه الإنسان نحو الإنتاج، وإشاعة وسائل النمو الذاتى، وربط الفرد بمشكلات مجتمعه، ولا يزايد عليها من أجل الإثارة، ويلتزم الموضوعية والحياد فى عرض الحقائق». ومثلما يوجه المرشد «إخوانه»، طالب محمد بديع الإعلاميين بأن يستخدموا «خطابا إعلاميا يراعى آداب وأخلاقيات الحوار، وعليهم أن يدعموا الممارسة الديمقراطية وقبول الآخر، ويسهموا فى إحداث نهضة فى جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، ويلتزموا المصداقية، ويبتعدوا عن إشاعة الأكاذيب من أجل تحقيق السبق الزائف، من خلال التثبت قبل عرض أى مضمون، من شأنه أن ينال من الآخرين». ثم يحذر مرشد الإخوان الإعلاميين غير الملتزمين بالشروط التى ذكرها، بقوله: «ليعلموا جميعا أن أىَّ مال مصدره زيادة التوزيع والرواج، بسبب الكذب والتضليل، سيكون سُحتا، يُطعمه زوجته وأولاده». مرشد الإخوان المسلمين بدأ، ربما، مبكرا عما توقعه الناس، فى استخدام آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية، فى تأكيد المعانى والأحكام التى يطلقها، إذ عبّر فى الرسالة، عن رأيه، بأن الإعلام الصادق «هو ناقلٌ للمعلومة بلا إفراط ولا تفريط. لذا وجب على كل إعلامى، أن يتحلى بصدق الكلمة، وصدق الضمير، عملا بقوله تعالى: (اتَّقُوا اللَّهَ وكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ). وحذارِ من أن يفترى شيئا من الكذب، يزعم أنه سبْق، أو أنه سينطلى على الناس، بل ويقصده عامدا متعمّدا، وليحذر أن يكون ممن قال فيهم المعصوم -صلى الله عليه وسلم- «وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدى إلى الفجور، وإن الفجور يهدى إلى النار. ولا يزال الرجل يكذب، ويتحرى الكذب، حتى يُكتب عند الله كذابا». من ناحية أخرى نظم العشرات من العاملين بقناة «النيل للأخبار» وقفة احتجاجية أمام مكتب وزير الإعلام اللواء أحمد أنيس، صباح أمس، اعتراضا على قرارات الوزير الأخيرة بشأن تغطية وقائع يوم 25 يناير، حيث طالبهم بالتركيز على ميدان العباسية ومن يوجدون به.