قال مستشار شيخ الأزهر للحوار محمود العزب إن شباب الثورة يمتلكون الطهارة والنقاء، بينما يتملك الأزهر الشريف الحكمة التي تؤهله لأن يمارس دورا وطنيا وليس سياسيا، وهو ما يظهر جليا في اللحظات الفارقة التي تمر بها مصر . جاء ذلك خلال ندوة نظمتها سفارة إسبانيا بالقاهرة بدار الأوبر المصرية مساء أمس الأربعاء تحت عنوان «الأخلاق والدين من منظور السلوك المدني في القرن الواحد والعشرين»، وذلك بالتعاون مع جامعة الدول العربية ومركز الحوار بالأزهر، ومؤسسة «أناليند»، والمعهد الثقافي الأسباني «سيرفانتس» . وأضاف العزب أن الإسلام يركز على التعددية وحق الاختلاف، مشيرا إلى أن مفهوم التعددية يكمن في الفرد الواحد داخل مصر سواء أكان مسلما أو مسيحيا . وأوضح العزب أن القرآن الكريم كتاب حياة أنتج حضارة كبيرة ، وأن الأزهر الشريف يدرس لطلابه كل المذاهب الدينية ومن بينها المذهب الشيعي، وهو ما يعكس الوسطية والتعددية التي تتمتع بها هذه المؤسسة الدينية . من جهته، قال الداعية الإسلامي عمرو خالد إن هناك مسافة كبيرة جدا بين الشارع وما يدور في الندوات والمؤتمرات التي تهتم بالحوار والتعددية، معتبرا أن الشعوب لا تفهم الكلام وتريد تطبيقا على أرض الواقع . واقترح عمرو خالد أن تعمل السفارة الإسبانية بالقاهرة والأزهر الشريف على إقامة مشروعات صغيرة مشتركة، معتبرا أن هذه المشاريع تمثل الطريقة المثلى للحوار والتعددية بين الشعوب . من جانبها، شددت أديلا كورتينا استاذة علم الأخلاق والفلسفة السياسية بجامعة بالنسيا الإسبانية على أهمية الحوار والتعددية من أجل تقدم البلاد، مشيرة إلى أن أجواء التظاهرات وغيرها من مظاهر الاحتجاجات تستلزم الحوار وقبول التعددية . وأشارت كورتينا إلى أن التظاهرات تمثل لحظة هامة للحوار بين مختلف الأطياف خاصة في ظل الأوضاع التي تشهدها مصر هذه الأيام، وقالت «أنتم تعيشون هذه التعددية والحوار في مصر». وأعربت كورتينا عن رفضها لمبدأ التعامل على أساس أن هناك شرقا وغربا، معتبرة أن هذه الفكرة «ملعونة» حيث توجد قواسم مشتركة كبيرة بين الغرب والشرق، لاسيما بين العرب وإسبانيا على خلفية حضارة الأندلس التي أسسها المسلمون، وهو أمر يظهر بوضوح في العديد من مظاهر الحياة اليومية للشعب الأسباني .
